tag:blogger.com,1999:blog-53043443335490494222024-02-20T20:43:46.954+01:00Haifa Zangana هـيـفـاء زنـكـنـةالهيأةhttp://www.blogger.com/profile/12817981421908669858noreply@blogger.comBlogger279125tag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-60882750774660419152013-01-19T22:30:00.003+00:002013-01-19T22:30:41.532+00:00ردود افعال المتظاهرين العراقيين على مناورات النظام<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2013%5C01%5C01-18%5C18qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>18/01/2013 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">سأعود الى محنة المعتقلين العراقيين، المنسيين في غياهب المعتقلات الخاصة
والعامة بانواعها، تلك التابعة بوزارة العدل، وهي وحدها ما يتحدثون عنه، أو
لأكثر من عشرة لفرق عسكرية بألويتها المتعددة المنتشرة في جميع المحافظات،
ولقوات الشرطة والامن التي لا تحصى، وكلها مرتبط برئاسة الوزراء. سأعود
اليها مرة ثانية وثالثة ورابعة وعاشرة ... لأقول مع المتظاهرين والمعتصمين
في ساحات الكرامة، في ارجاء العراق، كفى للاعتقالات والتعذيب، كفى للاهانات
اليومية واحتقار الناس، كفى للابتزاز والترويع بالتهم الجاهزة. نعم
للمطالبة بتحقيق العدالة ومعاقبة المسؤولين ووضع حد لانتهاكات حقوق الانسان
المنهجية التي فاقت كل تصور وبلغت أوجها تحت النظام الحالي في ظل توجيه
الاتهامات للمتظاهرين بانهم أصحاب أجندة وتمويل خارجي حين أسقط المعتصمون
تهمة الطائفية. ولايشفع للمتظاهرين مطالبهم الحقيقية المشروعة وسلمية
اعتصاماتهم وحرصهم على وحدة العراق والوطنية الشاملة. <br />ويوافق الصحافي
جاسم الشمري (15 كانون الثاني - السبيل الاردنية) مثقفي اليسار رأيهم قائلا
بأن هناك، حقا، تمويلا للحراك الشعبي. ولكن هوية الممولين الحقيقيين هي
الظلم، هي باختصار شديد' الاعتقالات العشوائية المستمرة في عموم البلاد.
التعذيب المستمر داخل المعتقلات الحكومية السرية والعلنية. ابقاء المعتقلين
قيد الاحتجاز لسنوات دون أن تعرض أوراقهم على القضاء. وشايات المخبر السري
الباطلة. اتباع الحكومة لأساليب بعيدة عن الأخلاق الإسلامية والعربية
والأعراف الاجتماعية، ومن ذلك اعتقال النساء بدلاً عن الرجال؛ كورقة ضغط من
أجل تسليمهم أنفسهم بعدما تركوا بيتهم خوفاً من الاعتقالات العشوائية
الظالمة. المادة (4 ) ارهاب، وهي مادة مسمومة تشمل كل من يعارض الوضع
الحالي في العراق، وأحكامها قد تصل إلى الاعدام'. ويرى الشمري ان 'أهم
الممولين للبركان العراقي، هو النفس الطائفي المقيت' الذي يبثه النظام
الحالي وان ادعى الوطنية. ازاء هذه الانتهاكات التي يرقى الكثير منها الى
مستوى الجرائم اليومية بحق المواطنين، هل المتظاهرون بحاجة الى المئة
دولار، ثمنا، كما اتهمهم المالكي، لينطلقوا الى شوارع وساحات مدنهم مطالبين
بحقوقهم القانونية المشروعة ؟ <br />ولننظر الى رد فعل النظام وتلبيته
لمطالب المتظاهرين خلال الاسبوع الماضي. لقد انخفض معدل ظهور 'دولة رئيس
الوزراء' امام اجهزة الأعلام واطلاقه التصريحات المهينة للشعب الى أدنى
مستوى. واصبحت جملة 'مطالب المتظاهرين مشروعة' هي الشائعة بين الساسة. وتم
اطلاق سراح 13 معتقلة (طالما انكر النظام وجودهن اساسا!) و335 معتقلا. ووقف
حسين الشهرستاني، رئيس اللجنة السباعية في التحقيق بقضايا المعتقلين
ومطالب المتظاهرين، معتذرا من المعتقلين الابرياء (بعضهم قضى ما يزيد على
الاربع سنوات في المعتقل بلا حكم قضائي)، استجابة لمطالب المتظاهرين بعد ان
كان رئيس حكومته قد وصف التظاهرات بالفقاعة ومطالبهم بالنتنة. <br />ومن
الضروري تفحص الاسباب التي دعت النظام الى تغيير موقفه من الاحتقار المطلق
للمتظاهرين الى تقديم التنازلات، مهما كانت شكلية أو مؤقتة. اهم الاسباب هي
: اولا اصرار وصمود المتظاهرين على البقاء وقدرتهم على التنظيم ومحافظتهم
على سلمية التظاهرات. ثانيا : زيارة العلامة الشيخ عبد الملك السعدي
للمتظاهرين في الانبار (حيث اندلعت شرارة الانتفاضة) وخطابه التوحيدي (في 1
كانون الثاني) قائلا: 'انكم 'شيعة' طالما تحبون آل البيت عليهم السلام،
والشيعة هم 'سنة' طالما يقدسون السنة النبوية ويعدونها بعد كتاب الله
مرجعية لهم'. ثالثا: بعد سماع خطاب السعدي، أيد السيد مقتدى الصدر (2 كانون
الثاني) مطالب المتظاهرين بداية، رابعا : زيارة ممثل الامم المتحدة في
العراق مارتن كوبلر (يصفه البعض بانه صوت امريكا في العراق) للمرجع الديني
الأعلى علي السيستاني (13 كانون الثاني)، لبحث 'الأزمات التي تمر بها
البلاد' بعد ان قام بزيارات مكوكية سريعة الى رئيس إقليم كردستان مسعود
البارزاني ( 12 كانون الثاني)، ورئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي،
في (10 كانون الثاني)، وعدد من الساسة الآخرين. وكان كوبل قد دعا في (9
كانون الثاني)، المتظاهرين إلى الحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات، فيما
طالب القوات الأمنية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وصرح كوبلر بان لقاءه
بالمرجع السيستاني بدد ' مخاوف للأمم المتحدة بخصوص جر البلد الى العنف من
جديد'. خامسا: يوم 14 كانون الثاني، اصدر آية الله علي السيستاني توصياته
برفض حل البرلمان، وتطبيق أغلب مطالب المتظاهرين في موضوعي المعتقلين وحقوق
المشمولين بقانون الاجتثاث. <br /> ومن المفيد قراءة تصريح كوبلر الذي اعقب
زيارته للمرجعية لفهم طبيعة ما تلاها من توصيات جعلت قادة التحالف الوطني
الحاكم وبقية ساسة 'العملية السياسية' يتراكضون للقاء بعضهم البعض ومحاولة
ايجاد مخرج لما يكاد يلتهمهم قبل غيرهم من تغيير، اذ قال: 'لم أتخذ أية
مواقف تجاه شرعية المطالب، ولكنني قلت أن بعضها يمكن معالجته على الفور في
حين أن بعضها الآخر يمكن التصدي له على المدى الطويل'. وهو ذات الخطاب،
كلمة بكلمة، الذي القاه حسين الشهرستاني في مدينة سامراء الضاجة
بالتظاهرات. <br />هذا هو الوجه الرسمي لتلبية مطالب المتظاهرين، غير ان تفحص
ما وراء القناع، يبين ان هناك محاولات احتواء ومناورات وتسويف غايتها وضع
حد للتظاهر والاعتصامات واشغال المتظاهرين بتفاصيل تلهيهم عن الاهداف
الحقيقية. اذ هاهو السيد مقتدى الصدر يصدر بيانا من ست نقاط لتكون مطالب
المتظاهرين والمعتصمين موحدة، محملا الجهة التي تخالف هذا التوجيه 'جميع
التبعات اللازمة'. ومن يقرأ المطالب سيجدها، في جوهرها، ابقاء للقوانين
والحال كما هو واقتصار المطالبات على 'التطبيق الحيادي والعادل'. وهو موقف
يماثل موقفه ايام تظاهرات ساحة التحرير ببغداد حين طالب المالكي بمهلة شهر
لانجاز بعض التغييرات فمنحه الصدر، بسخاء، مدة 100 يوم والذي سبقه، اذا
ماعدنا بالذاكرة الى عام 2003 وانطلاق المقاومة، مناورة تأجيل مقاومة
المحتل وإعطائه مهلة ستة أشهر وتمديدها الى سنة بعد ذلك!<br /> هناك، ايضا،
مسألة اطلاق سراح بعض المعتقلين الذين تبين ان احكام اطلاق سراحهم كانت
صدرت منذ شهور بلا تنفيذ، مع بقاء آلاف المعتقلين منذ سنوات في غياهب
السجون، بل واعتقال ما يزيد على الالف مواطن شهريا. فما الفائدة من إطلاق
سراح 300 أو 400 معتقل أن كنت تعتقل 1500 في الشهر الواحد؟ <br />ان تحقيق
العدالة يتطلب، بشكل اساسي، معاملة كل العراقيين كمواطنين متساوين أمام
القانون، من قبل حكومة وطنية يتمتع الجميع فيها بالامان والحرية وحقوق
الانسان ونبذ اساليب التعذيب وايجاد السبل الانسانية لتطبيق العدالة
الانتقالية للتخلص من دائرة الانتقام التي باتت تتحكم بالمجتمع. وإذا كان
السيد مقتدى الصدر يشدد على 'على ضرورة تطبيق المختصين المساءلة والعدالة
بعدالة ومن دون ظلم ولا إجحاف'، أفلا يجدر به أن يدعو الى شمول هذا القانون
مرتكبي جرائم السنين العشر الأخيرة أيضا؟ حينئذ، قد يكون هذا الشمول مفتاح
وعي السياسيين بمبدأ المحاسبة الفردية لا الجماعية والأيديولوجية،
ويجعلهم، كغيرهم يحاسبون عند ارتكاب جريمة ما، وبلا حصانة من 'تطبيق
القانون العادل'. <br /> لقد اثبت النظام الحالي، حتى الآن، وعلى الرغم من
ميزانيته الهائلة وقوة أمنه وقوات الشرطة والجيش وفرقه الخاصة، فضلا عن
تواجد الحماية الامريكية المستمرة باشكال مختلفة، عجزه عن تحقيق أي من
الاساسيات لصالح الشعب. فالمواطن لايزال يسقط، بالعشرات يوميا، ضحية سهلة
لعمليات الارهاب المتواصلة التي لا يعرف منفذوها. ويصرخ ذوو الضحايا وهم
يلتقطون اشلاء ابنائهم بصوت يقطع نياط القلب : اين هي الحكومة؟ كيف يتم
التنفيذ وهناك المئات من نقاط التفتيش والجدران الكونكريتية وجيش جرار من
اجهزة الأمن والمخبرين؟ اين هي الفرق الخاصة، والفرقة الذهبية أو الفرقة
القذرة؟ أم لعلها هي المسؤولة تحت مسمى القاعدة خاصة وان مختلف التقارير
تشير الى وجود انواع متعددة من القاعدة؟ <br /> ولايتوقف المواطنون، من مختلف
المدن عن توجيه اللوم الى الساسة المنشغلين بالنزاع حول المناصب وسمسرة
العقود والفساد. فعلى من تقع مسؤولية تفجيرات، يوم الاربعاء والخميس
الماضين، التي عمت مدنا عدة؟ <br />ان عجز النظام يتفاقم يوما بعد يوم،
واستمرار الاعتصامات والتظاهرات السلمية، واحدة من السبل المهمة لتعرية ظلم
النظام وقمعه وتمييزه بين المواطنين دينيا ومذهبيا وعرقيا، كما انه خطوة
ضرورية لتغييره</span>. </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-83522120227046000632013-01-19T22:28:00.002+00:002013-01-19T22:28:28.430+00:00<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2013%5C01%5C01-11%5C11qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>11/01/2013 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">لاتزال التظاهرات والاعتصامات السلمية مستمرة، في العديد من المدن
العراقية، وهي إنجاز رائع للشعب العراقي كله لإكمال تصفية آثار الاحتلال
بصيانة الدم العراقي. ولاتزال مطالب المتظاهرين، منذ ما يزيد على الثلاثة
أسابيع، كما هي وأهمها: اطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين ومحاسبة المقصرين،
ايقاف تنفيذ احكام الاعدام الجائرة، الغاء مادة 4 ارهاب المسلطة على رقاب
المواطنين جميعا ترويعا وابتزازا، وضع حد لفيروس المحاصصة الطائفية، تشريع
قانون العفو العام، وايقاف العمل بقانون المساءلة والعدالة. <br />وقد ارتفع
سقف المطالب ليصل الى حد تغيير النظام ازاء استهانة النظام بالمحتجين
وعنجهية رد فعل رئيس وزراء نظام حزب الدعوة نوري المالكي، الذي وصف
المتظاهرين بانهم 'فقاعة' بشعارات 'نتنة'، وتهديداته بانهائهم. <br />وهو
موقف يثير الكثير من التساؤلات حول مصداقية ما كتبه في سيرته الذاتية واصفا
نفسه، على موقعه الالكتروني كرئيس للوزراء، بأنه يتميز بـ'ثقافته
الاسلامية ونشأته الدينية واحترامه للرأي الآخر القائم على تقديم الحجة
والى تواضعه وميله للتسامح وتغليب لغة الحوار'.<br />واستمرت التظاهرات على
الرغم من حملات الاتهام، المكثفة اعلاميا بشكل لم يسبق له مثيل، التي بدأت
باتهامات الطائفية والصدامية والارهاب والعمل لصالح أجندات أجنبية، ووصلت
بشكل عد تنازلي، الى حد التشذيب 'الديمقراطي' والاكتفاء باتهام الخروج على
الدستور والقانون . لينتقل نظام حزب الدعوة، بعد فشل حملة التشويه الأولية،
وفي لحظات اصابته بالذهول ازاء استمرار التحدي الجماهيري، الى خطوة اخرى،
هي محاولة احتواء مطالب المتظاهرين الذين كسروا حاجز الترويع والارهاب
الحكومي/ الطائفي المتمثل بالمداهمات الليلية والاختطاف والقتل وحملات
الاعتقال والتعذيب والاغتصاب، للجنسين معا، <br />فضلا عن عيش ثلثي الشعب
العراقي تحت خط الفقر، في ظل اعلى ايرادات النفط بتاريخ العراق كله. من بين
محاولات الاحتواء اطلاق سراح 13 موقوفة وهي خطوة تمثل استهانة بعقول
الناس اذا ما علمنا ان سليم الجبوري، رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية،
اعلن يوم 5 كانون الثاني (يناير) 2013 بان عدد المعتقلات هو 1500 معتقلة.
بينما يؤكد المتظاهرون ان العدد لا يقل عن خمسة آلاف معتقلة في مختلف
السجون السرية ومراكز الشرطة والجيش، كما قامت اجهزة أمن وقوات النظام
الخاصة باعتقال 1405 مواطنين ، بينهم ثلاث نساء، خلال 142 حملة دهم وتفتيش
معلنة خلال الشهر الماضي فقط ، في معظم المحافظات العراقية، فضلاً عن جرائم
القتل التي رافقت تلك الحملات (حسب توثيق قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء
المسلمين). <br />وتلا ذلك تصريح للمالكي يخاطب فيه المتظاهرين لتقديم
طلباتهم الى الحكومة والبرلمان، في الوقت ذاته الذي يقضي فيه الساعات جالسا
او واقفا امام عدسات الكاميرات ليصرح بانه لا حول له ولا قوة على البرلمان
(بالمقابل اعضاء البرلمان يقولون الشيء ذاته)، كما انه لا يستطيع تنفيذ اي
شيء لصالح الشعب بسبب الوزراء والحكومة، وانه اذا كانت لدى المواطنين شكوى
ما فعليهم التوقف عن توجيه اللوم اليه، وكأنه ليس 'دولة رئيس الوزراء،
والقائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع، ووزير الداخلية، أمين حزب
الدعوة، ورئيس دولة القانون، وزعيم التحالف الوطني'.<br />واذا ما امتلك
البعض ما يكفي من الصبر ليشاهد مقابلات نوري المالكي الطويلة، خلال الاسبوع
الماضي فقط ، وعلى خلفية استمرار التظاهرات السلمية ولا طائفيتها وتطورها
النوعي، لوجد ان للرجل تعريفه الانتقائي الخاص للتظاهرات والاعتصامات
وكيفية تنفيذها بمواصفاته التي يجب ان ينصاع اليها الشعب والا... <br />وتتطابق
التهديدات التي يطلقها المالكي، اليوم، مع ما اراده الغزاة الامريكيون
والانكليز في عام 2003، وجوهرها التخلص من ابناء الشعب الرافضين للاحتلال
والخنوع، والصب في قالب طائفي جاهز. وكما رأينا، في السنوات الماضية، فشل
المحتل بنوعيه الخارجي والداخلي فشلا ذريعا. وها هو نظام حزب الدعوة يعيد
الكرة مهددا متوعدا، ليفاجأ ببوادر هزيمته جماهيريا. لذلك، يلجأ الآن الى
اعادة تدوير صورة 'الديمقراطية' والالتزام بالدستور والقانون واحترام
الدولة بلسان المالكي. ففي كلمة بعيد الشرطة، في الاسبوع الماضي، قال
المالكي: 'إن هناك فرقا بين مظاهرة سلمية وعصيان مدني'، ليستدرك بعد وهلة،
مغطيا ضعفه، بأن ' الدولة' قادرة على الدفاع عن نفسها، متهما المتظاهرين
باستغلال الحريات بهدف نشر الفوضى. وما هو الحل؟ يقول المالكي: 'ان الحكومة
شكلت لجنة لتلقي طلبات المتظاهرين'، وعلى الطلبات التي يمكن أن يقبلها
'ألا تناقض الدستور'، وأن على المتظاهرين الحصول على ترخيص من نظامه
والا... 'فان من واجب الشرطة أن تتدخل لمنع المظاهرات التي تتم من دون
ترخيص، أو التي ترفع شعارات تهدد الأمن الوطني والمؤسسات الخاصة'. <br />ولن
تكفي مساحة المقالة لادراج كل تهديدات المالكي ضد المتظاهرين ولكنها ،
باختصار شديد، صدى أجوف لتهديدات سمعناها سابقا من رؤساء عرب أسقطتهم ثورات
شعوبهم المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة. وقد اثبتت التظاهرات عراقيتها
ووطنيتها منذ الشهر الاول للاحتلال عام 2003، حين تظاهر عدد من سكان مدينة
الفلوجة امام مدرسة ابتدائية مطالبين قوات الاحتلال بمغادرتها، رافعين
شعارا هو 'ايها المحتلون القتلة سنخرجكم ان آجلا أم عاجلا' والذي لم يبق
شعارا تظاهريا بل تم تنفيذه عمليا عام 2011 بتكاليف باهضة للمحتلين
وباستعادة الكرامة الوطنية. واستمرت التظاهرات بشكل متقطع في كافة ارجاء
البلاد بمطاليب مختلفة لتعود، بقوة في 25 شباط (فبراير) 2011، تزامنا مع
ثورات الحرية في تونس ومصر. وجوبهت التظاهرات بالرصاص من قبل حكومة حزب
الدعوة وتم قتل واعتقال وتعذيب عشرات المتظاهرين، بالاضافة الى حملة نقل
الشقاوات (البلطجية) بالشاحنات الى ساحة التحرير لضرب وترويع وتهديد
واختطاف المتظاهرين بحماية أمنية رسمية. وهي ذات الخطوة التي يقوم بها
النظام، حاليا، داعيا الى تظاهرات رسمية مضادة بأرجاء العراق لتأييد 'رئيس
الحكومة الذي تصدى بكل شجاعة ووطنية وإخلاص لمكافحة الإرهاب والدفع بعجلة
الازدهار والأمن والاستقرار'، وهي مظاهرات ستدعم من قبل جهاز أمن النظام.
أما عن خبر تشكيل 'مجلس الوزراء لجنة وزارية لتلقي طلبات المتظاهرين
المشروعة التي لا تتعارض مع الدستور' فكنت اتمنى لو تفرغ احد الباحثين
لجدولة عدد اللجان التي شكلها مجلس الوزراء على مدى السنوات الماضية، ولم
يحدث يوما ان سمع المواطنون بنتائجها. ترى من الذي ألقي القبض عليه وحوكم
جراء قتل 27 متظاهرا في فبراير 2011؟ من هو المسؤول؟ واين هي نتائج اللجنة
التي تم تشكيلها حينئذ؟ <br />لقد اثبتت التظاهرات والاعتصامات الجماهيرية
الرائعة، خلال الاسابيع الماضية، انها عراقية وطنية سلمية، على الرغم من كل
محاولات اختطافها واحتوائها، وان استمراريتها ضرورية لاستعادة الكرامة
والأمل بالمستقبل وتحقيق العدالة. كما اثبتت، كما في تظاهرات الانبار، انها
منظمة من قبل لجان شعبية (باستثناء اليومين الاوليين) تشرف كل لجنة منها
على احد الجوانب العملية كالمحافظة على أمن وسلامة المتظاهرين، وتحديد
مداخل التظاهرة ومراجعة الشعارات والكلمات الخطابية لئلا تتعارض مع الروح
الوطنية، بالاضافة الى الاشراف على توفير اماكن التواصل الاجتماعي ووجبات
الطعام والمحافظة على نظافة المكان. <br />اما التعكز على اثارة التظاهرات
للعنف والحرب الطائفية، اذا ما استمرت، والتي لا يكف المالكي وساسة
'العملية السياسية' عن ترويجها تخويفا للمتظاهرين، فان مصدرها الوحيد 'اذا
ما حدثت فهو الحكومة نفسها، لانها الجهة التي تملك الامكانية'، وهذا ليس
كلامي أنا بل هو جواب السيد عدنان الباججي، وزير الخارجية السابق، في
مقابلة تلفزيونية مع قناة سكاي نيوز العربية، يوم الخميس 10 كانون
الثاني/يناير 2013 ، على سؤال حول امكانية تحول التظاهرات الى اعمال عنف. <br />والمعروف
ان الباججي كان جزءا لا يتجزأ من العملية السياسية التي رسمها ورعاها
الاحتلال الامريكي منذ عام 2003، وان بات 'يلوم أمريكا' الآن لأنها تسببت
في تأسيس الطائفية لأنها لم تفهم طبيعة الشعب العراقي</span>. </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-85753986463625173412013-01-19T22:26:00.002+00:002013-01-19T22:26:17.365+00:00مهلا يا دولة رئيس وزراء العراق<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2013%5C01%5C01-04%5C04qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>04/01/2013 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">وصف نوري المالكي، رئيس وزراء نظام 'حزب الدعوة' بالعراق، التظاهرات
الشعبية والاعتصامات التي يساهم فيها ما يزيد على المئة ألف مواطن، منذ
عشرة ايام، بأنها 'نتنة' وطائفية وانها 'فقاعة'، وهي 'عملية تواصل مع جهات
اجنبية' وان المحتجين هم 'اصحاب اجندات خارجية' متوعدا اياهم، وهو يزم
شفتيه، بقوله: 'انتهوا قبل ان تنهوا'. <br />وهي اتهامات كان من الممكن
اعتبارها مضحكة لولا انها متعلقة بحياة المواطنين، خاصة انها صادرة من أمين
عام حزب مذهبي دينيا / طائفي سياسيا، بامتياز، اذ لا يضم بين صفوفه فردا
واحدا من اي مذهب او دين آخر. وأسس منذ توليه الحكم، بالوكالة، سياسة
طائفية لم تعد خافية على أحد، فضلا عن نشره مفهوم الفساد المنهجي الذي بات
سمة كل ساسته ومسؤوليه. أما بالنسبة الى تهمة 'التواصل مع جهات اجنبية' او
وفق 'اجندات اجنبية' فهنا يصبح المضحك مبكيا. فهل بقي هناك، في العالم كله،
من لا يعرف ان حكام العراق وصلوا الى سدة مناصبهم بدبابات الاحتلال
الانكلو امريكي؟ فاذا لم يكن هذا تواصلا مع جهات اجنبية فما هو معنى
التواصل والأجندة الاجنبية؟ ترى ألم يسمع دولة رئيس الوزراء تصريحات
القيادي في حزبه وهو سامي العسكري، القائل في مقابلة تلفزيونية، اخيرا، ما
معناه بانهم وصلوا الحكم بجهود امريكية.<br /> فمن هم 'اصحاب الاجندات الخارجية'؟ وما هي حقيقة 'الفقاعة'؟<br />مثل
كل الانتفاضات، لم تبدأ انتفاضة غرب العراق بالحدث المنفرد الذي اشيع عنه
بانه الدافع الحقيقي، أي اعتقال عدد من حراس وزير المالية رافع العيساوي
الذي وصف الأساليب الأمنية لحكومة المالكي بأساليب العصابات، الا ان الحدث
شكل النقطة الحرجة اللازمة، بعد فترة مديدة من الغضب المتعاظم تحت السطح،
لاحداث تحول نوعي، التي اصبح فيها السكوت على الظلم تجريدا للمواطن لا من
عزته وكرامته فحسب بل ومن انسانيته. <br />ان الدافع الحقيقي للتظاهرات
والاعتصامات التي انتشرت، خلال ايام، الى مدن الانبار والفلوجة وسامراء
والموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى هو تراكم الظلم السافر، على مدى سنوات
الاحتلال، جراء الفساد والممارسات الطائفية وانتهاكات حقوق الانسان
والاعتقالات والتهجير واعادة رسم خارطة بغداد وفق التطهير المذهبي،
بالاضافة الى الجريمة الابشع، التي واصل ساسة الاحتلال التستر عليها
وممارستها بعد رحيل اسيادهم، وهي الاغتصاب المنهجي للاناث والذكور لـ'كسر
عين المرأة والرجل' معا. وهي جريمة لا تكف التقارير الحقوقية العالمية عن
توثيقها وادانتها ومطالبة نظام 'حزب الدعوة' والمتعاونين معه بالكف عنها
ولكن بلا فائدة. والادهى من ذلك اطلاق التصريحات الملتوية للتمويه وتغطية
الجرائم واخفاء الحقائق حول وجود المعتقلات اساسا. ففي الوقت الذي يؤكد فيه
المتظاهرون ان عدد المعتقلات يقارب الخمسة آلاف معتقلة، معظمهن تعرضن
للتعذيب والاغتصاب، وان عددا منهن انجب اطفالا من الجلاوزة الذين انتهكوا
اعراضهن، نفى المالكي اولا وجود معتقلات، ثم صرح عندما تعالت صرخات
المطالبة باطلاق سراحهن إن عدد السجينات المحكوم عليهن في قضايا الإرهاب
'لا يتعدى عدد أصابع اليد' ليكذبه وزير العدل حسن الشمري في حكومته قائلا
بأن عدد المعتقلات هو 980 معتقلة من بينهن 211 'ارهابية'.<br /> ثم عاد
المالكي، بعد ان امضى سنوات وهو ينفي وجود معتقلات بريئات، ليعترف يوم 1 / 1
بوجود نساء اعتقلن كرهائن في حال غياب الذكور من افراد العائلة، حيث قال
بأنه 'أمر بإطلاق سراح فوري لكل امرأة اعتقلت دون أمر قضائي، فضلا عن
اللواتي اعتقلن بجريرة ذنب ارتكبه شخص من ذويهن'. وضحكا على آلام ومعاناة
المواطنين تم اطلاق سراح ثلاث معتقلات فقط.<br />واذا ما علمنا بان المادة 4
ارهاب التي يتم وفقها اعتقال اي كان بتهمة الارهاب وحسب تقارير المخبر
السري، هي السيف المسلط بانتقائية على رقاب المواطنين، وان القضاء العراقي
بات مسيسا، طائفيا، فاسدا وفق التقارير الدولية، لأدركنا مدى مصداقية تهمة
الارهاب الملصقة بالنسوة المعتقلات، ولعرفنا مدى مصداقية تصريحات رئيس
الوزراء.<br /> فلا عجب ان يرتفع سقف مطالب المتظاهرين للمطالبة بتغيير
النظام، بالاضافة الى الغاء المادة 4 ارهاب واطلاق سراح المعتقلات
والمعتقلين ووضع حد للطائفية والفساد. وتضم صفوف المتظاهرين، مواطنين من
مختلف الاعمار والمهن والاتجاهات السياسية، فمن طلاب جامعة الموصل الذين
اطلق عليهم الرصاص، يوم أمس، لمنعهم من المشاركة الى الموظفين ورؤساء
العشائر ورجال الدين واعضاء من مجالس المحافظات والحركات الشبابية، التي
نشطت بالتزامن مع ميلاد الثورة التونسية والمصرية، وكان لها حضور متميز في
ساحة التحرير ببغداد ما يقارب العام، واهمها ''الحركة الشعبية لإنقاذ
العراق' و'شباب الثورة العراقية الكبرى' و'ائتلاف ثورة 25 شباط'. وقد اصدرت
هذه التجمعات بيانات أكدت فيها أهمية المطالب لانها تمس حياة المواطنين
جميعا ورفعوا اعلاما وشعارات وطنية شعبية على غرار 'كلنا حسينيون من
الانبار الى كربلاء'، 'سلمية، سلمية'، 'حكمت فظلمت فارحل لا بارك الله
فيك'، 'وصلوا خبر للأنبار أهل الموصل ذولة احرار'، 'لا للطائفية ... اطلقوا
سراح المعتقلات'، و'محاسبة ومعاقبة منتهكي اعراض العراقيات' ورفعت نسوة
الفلوجة المتظاهرات شعار 'سنبقى مع الرجال في ساحات العز والشرف حتى تحقيق
المطالب'. واطلقت على ايام الاعتصام اسماء مثل: 'اعتصام استعادة الحقوق'،
'ثلاثاء الحرائر'، 'واربعاء الكرامة'، و'جمعة الصمود على نهج الأمام
الحسين' تيمنّاً بثورة الأمام الحسين وصموده ضد الظلم والحيف. <br />وكان
العلامة عبد الملك السعدي، الذي رفض منصب مفتي العراق بعد عرضه عليه عام
2007، قد انضم الى التظاهرة وخطب في ساحة الاعتصام بالانبار يوم الاحد
الماضي، قائلا ان 'هذا الاعتصام ليس على أساس القومية ولا على أساس
الطائفية، بل دعوة من اجل المطالبة بحقوق العراقيين جميعا، الاقتصادية
والسياسية والاجتماعية'. <br />وتدل مطالب المتظاهرين اليوم كما تدل
تظاهراتهم، عبر السنوات في جميع ارجاء العراق، بأن تداخل المحاصصة الطائفية
والعرقية والفساد المالي والاداري، المنعكس على دقائق الحياة اليومية
للمواطن باشكال مختلفة اكثرها بروزا شرعنة الارهاب والترويع 'الحكومي'، هو
ما يجب تغييره وليس استبدال وجه المالكي بالجعفري او صالح المطلك. ان رفض
المتظاهرين الاصغاء في ساحات اعتصام الكرامة لوجوه نظام حزب الدعوة او
تحالفاته، سنية كانت ام شيعية، هو رفض للعملية السياسية التي صاغها المحتل
وطبقتها حكومات الاحتلال بالنيابة. انه رفض لتقسيم وتفتيت العراق. اما
تهديدات 'دولة رئيس الوزراء' المتناثرة، اخيرا، يمينا ويسارا على شاشات
التلفزيون فانها في استصغارها للشعب العراقي لا تقل عن خطابات بن علي
ومبارك والقذافي، استهانة واستصغارا لشعوبهم ووصفهم بالارهاب والارتباط
بالاجندات الاجنبية، حين طالبت الشعوب بالتغيير. وكانت النتيجة؟ هل نحن
بحاجة الى التذكير بمصيرهم؟</span> </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-25142285372032757532013-01-19T22:22:00.001+00:002013-01-19T22:22:09.394+00:00كل عام وانت بخير يا اكثر المدن حزنا! <div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C12%5C12-28%5C28qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>28/12/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">انها المدينة التي تحذر معظم سفارات العالم الغربي من زيارتها الا للضرورة
القصوى حرصا على سلامة مواطنيها. انها المدينة المحاصرة، المهددة،
الموبوءة، الملوثة، الموحلة، المظلمة، المريضة، الشاحبة، المسلحة، الوسخة،
المهملة. المدينة التي تشقق وجهها لفرط ما داستها عربات ودبابات المحتل.
مدينة الحفر والمجاري الفائضة. المدينة التي لاتغسلها الامطار بل تزيدها
ولولة وحزنا بلا نخيل يشرب المطر لنسمع بدر شاكر السياب هامسا: 'بلا
انتهاء، كالدمِ المُراق، كالجياع كالحبّ كالأطفالِ كالموتى'. <br />انها
بغداد. بغداد الآن. بغداد 'العراق الجديد'. بغداد التي امتدت جذور الكآبة
فيها حتى الروح. ولأن للمدن روحها المنسوجة بحياة قاطنيها، باتت بغداد
الزاهية، الجذلة، بغداد الغناء والموسيقى والفن والشعر والاحتفالات، كئيبة،
تناضل لتتنفس، لتواصل الحياة، لتبعد صخرة الموت الجاثمة على صدرها منذ دقت
فيها طبول الحروب حاصرها الغزاة ووطئتها همجية المحتل وطائفية الانتقام.<br />ان
علاقة المدن بالغزاة واضحة لا لبس فيها. انها تماثل رغبة الانسان بالتطهر
من نجس، فهو لا يريد تأخير الاغتسال لئلا يتغلغل النجس في خلايا جسده. لهذا
ترفض المدن الغزاة ومن يصاحبهم وتنأى بنفسها عنهم فلا فن ينتج ولا اصوات
تصدح بالغناء. فهل فكر زعماء أحزاب دعوة الاحتلال بذلك حين استجاروا به
وبرروا له جرائمه ضد أبناء شعبهم والشرعية الدولية والإنسانية؟ هل يفكرون
بذلك وهم، الآن، سدنة معابد الطائفية والفساد التي أبتناها الاحتلال لنفسه
أولا ثم أورثها لهم ولفرقهم القذرة بعد هزيمته؟ هل نحن بحاجة الى تقرير
عالمي (التقرير السنوي لمجموعة 'ميرسر للاستشارات') ليبلغنا ان بغداد هي
'أسوأ مدينة يمكن العيش فيها في العالم'؟ أم ان قراءة التقرير وتعليق
'مسؤول حكومي' عليه يجمع ما بين الماساة والكوميديا. فالمسؤول يعترض على
اعتبار بغداد أسوأ مكان يمكن العيش فيه، لا لأن المعلومات الواردة فيه غير
صحيحة (هل انقطع حبل الكذب؟) ولكن لان 'عواصم بلاد الربيع العربي ليست أفضل
حالا من بغداد'! ودفعا للشك، يؤكد التقرير بان بغداد هي الاسوأ في مجال
الخدمات والنظافة، ليس فقط على الصعيد العربي بل حتى العالمي.<br />تكتئب
المدن وقد تموت كمدا كما يموت الانسان. واذا كان الكاتب الانكليزي جورج
اورويل قد شكك باستمرارية الحضارة الانسانية عندما سار في خرائب المدن
الالمانية اثر الحرب العالمية الثانية فان السائر في خرائب المدن العراقية،
بغداد خاصة، لابد ان يشكك بمستقبل الحضارة نفسها اذا ما استمر الحال على
ما عليه الآن. فالساحات مخنوقة والأزقة مطمورة تحت ركام القاذورات والروائح
الكريهة تزكم الانوف، حيث إختلطت مياه صرف المجاري والمراحيض مع مياه
الأمطار التي غطت شوارع المدينة وأرضيات البيوت وغرفها، والسيارات
والشاحنات، وتنز من بين شقوق الارصفة دماء الضحايا.<br /> وهل المدن غير
الانسان؟ وكيف يبني الانسان مستقبله اذا ما كان مستغرقا في ليل الحزن وظلمة
البكاء وعمى البصيرة على أمل الوصول الى الفردوس عبر طريق معبد بالانتقام؟
كيف يتطلع الانسان الى رؤية نهار مشرق اذا ما كان يحمل الخراب في نفسه،
كما يقول الشاعر اليوناني كفافيس؟<br />تقرير عالمي آخر يطالعنا في نهاية
العام. العراقيون هم الأقل ضحكاً وراحة وإظهاراً للمشاعر الإيجابية من بين
148 دولة في العالم. هل يدهشنا التقرير؟ لامكان للدهشة في العراق الجديد.
كيف نضحك ونحن نقضي معظم ايام العام اما مرتدين السواد او الاكفان ونحن
نلطم وننشج ونضرب ظهورنا بالسلاسل ونضرب رؤوسنا بالسكاكين حتى تسيل الدماء،
حزنا على حدث تاريخي تم منذ ما يقارب الالفي عام، وان اعتبرنا الحدث
الشهادة الكبرى في التاريخ؟ كيف نضحك ونحن نعيش في مجلس عزاء دائم ومسيرات
'مليونية' لحضور مجالس العزاء العابرة للمدن، على مدى العام، وبتشجيع من
النظام الحاكم ولقاء منح سخية لكل من يطبخ ويرفع الرايات ويقيم مجلسا
للعزاء؟ وهل اتاكم حديث كيف فرح مواطنو البصرة الذين ناشدوا 'الحكومة ومجلس
المحافظة المحلي' بانقاذهم من طفح المجاري والفيضانات وغرق بيوتهم وتعطل
اغلب شبكات الكهرباء والانترنت فيها جراء هطول الامطار، بعدم الاستجابة
لمناشداتهم بحجة ' ذهاب اغلب الكوادر والعمال إلى زيارة الاربعينية في
كربلاء مشيا على الاقدام'!<br />وكيف يظهر سكان بغداد المشاعر الايجابية
ومدينتهم، كما المدن الفلسطينية تحت الاحتلال الصهيوني، مكتظة بنقاط
التفتيش والكتل الخرسانية والأسلاك الشائكة وغالبيتهم لا يحصلون على
الكهرباء سوى بضع ساعات يوميا والذين يحصلون، في العراق، على مياه نظيفة لا
يزيدون على ثلث السكان فيما لا تتجاوز نسبة الذين ربطت مساكنهم بشبكة
الصرف الصحي19 في المئة، بينما تختلس مليارات الدولارات في ظل تدهور
التعليم والصحة والتهجير القسري، في واحد من دول العالم الغنية بالنفط
والموارد الطبيعية؟<br />ولئلا اتهم بالتشاؤم (ونحن على عتبة عام جديد يستدعي
التفاؤل) ومسايرة التقارير الاجنبية 'المعادية' لروح العدالة السائدة في
عهد نظام حزب الدعوة برئاسة نوري المالكي، انقل اليكم خبرا تناقلته مواقع
اخبارية عراقية واجده خير مايمثل عقلية النظام الحالي. جاء في الخبر المذهل
( موقع براثا ـ 23 كانون الاول 2012) ان نقابة المحامين العراقيين، فرع
النجف الاشرف، اقامت 'أول محكمة تاريخية لمحاكمة قتلة الشهيد زيد بن الإمام
زين العابدين بن الإمام الحسين (عليهم السلام) والذي حدث قبل 1313عاما
عندما ارتكبت بحقه جريمة مأساوية يندى لها جبين الإنسانية'. لاحظوا ان
الجهة التي اقامت المحاكمة ليست مجموعة جهلة او حشود تتحكم بها العواطف غير
العقلانية بل انها نقابة المحامين العراقيين. وقد اقيمت المحكمة في قاعة
جامعة الكوفة، اي في مكان علمي، وليس استديو لتقديم برنامج تلفزيوني هزلي.
تألفت هيئة المحكمة من ثلاثة قضاة ومدع عام ومحام للدفاع عن المتهمين. وقد '
استمعت رئاسة المحكمة إلى شهادة الشهود وهم كل من الباحث والمؤرخ الأستاذ
الدكتور حسن عيسى الحكيم ورجل الدين والباحث مهدي الحكيم والصحافي حيدر
حسين الجنابي.<br />وبعد استماع المحكمة إلى ما أدلى به الشهود من معلومات
وحقائق وملابسات الجريمة والتي تم فيها اثبات العمل الإجرامي الذي ارتكب
بحق الشهيد السعيد بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين (عليهم
السلام)، إبان حكم هشام بن عبد الملك وبعدها أبن أخيه الوليد بن يزيد في
عصر الدولة الأموية سنة 121هـ.<br />وبعد انتهاء المرافعات وسماع محامي
المتهمين أصدرت المحكمة حكمها النهائي بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق
المدانين: المجرم هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد بن عبد الملك ويوسف بن
عمر والي العراق والحكم بن الصلت أحد القادة العسكريين في الجيش الأموي'.<br />لقد
ظننت وانا اقرأ الخبر، لاول مرة، بانه مفبرك، غير ان نشره في مواقع جعلته
متصدرا لبقية الاخبار، بضمنها الكوارث المحيقة بالمواطنين الآن، ابعد الشك
بصحته. وقد يعتقد البعض انه خبر مؤهل لنقض مقولة اننا الشعب الأكثر بكاء او
اثارة للبكاء. غير ان التساؤل المهم، مادامت نقابة المحامين هي الجهة التي
اقامت المحاكمة هو: الا تكفينا احكام الاعدام التي اصدرها ونفذها نظام حزب
الدعوة منذ تبوئه الحكم وحتى اليوم، وهي احكام وصفتها كل المنظمات
الحقوقية الانسانية المحلية والعالمية بالانتقائية وغير المستندة الى
القضاء العادل؟ ام ان عجلة الانتقام لا يمكن ايقافها حالما تشرع بالدوران
لتحرق كل ما يوحي بالامل وما نريده لاطفالنا وشعبنا ومدننا مستقبلا؟</span></div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-70451141501126644642013-01-19T22:19:00.004+00:002013-01-19T22:19:49.839+00:00اهمية توثيق مسار المقاومة العراقية<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C12%5C12-21%5C21qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>21/12/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">لقد عانت المقاومة العراقية الباسلة منذ الايام الاولى للاحتلال الانكلو-
امريكي، في آذار / مارس 2003، من الكثير من التشويه والتضليل والتهم
الجاهزة. ولاتزال تعاني من كيل الاتهامات ذاتها حتى اليوم. من بين
الاتهامات ما هو عالمي وما هو محلي. فتهمة 'الارهاب' التي الصقت لصقا
بالمقاومة العراقية عالمية، جاهزة، استنبطتها قريحة الادارة الامريكية
لتبرير شن الحرب على اية جهة لاتسايرها، ولشرعنة دورها كقوة ردع استباقية
في العالم. اما الاتهامات المحلية التي ساعد على ترويجها مستخدمو الاحتلال،
فهي على غرار 'ازلام النظام البائد'، و'صداميون'، و'وهابيون' و'القاعدة'.
ومع وجود اجهزة اعلام مدفوعة الأجر بالاختلاسات المالية وعمولات الصفقات
بالملايين واختفاء المليارات، لاعجب ان تكرر الصحافة وكل اجهزة الاعلام
الصورة المشوهة للمقاومة وتنكر وجودها او تطمس دورها الفعلي في اجبار قوات
الاحتلال على الجلاء. <br />ازاء هذه التعمية عن وجود واحدة من اكثر صفحات
العراق المعاصر اشراقا وتضحية ودفاعا عن كرامة المواطن، تنبع حاجة حقيقية
لتوثيق يوميات المقاومة والمقاومين الذين دفعوا حياتهم (ولايزالون) ثمنا
للتخلص من هيمنة المحتل الاجنبي وحكوماته الطائفية الفاسدة. وقد قام عدد من
الكتاب والصحافيين والباحثين، بين الحين والآخر، بمحاولة توثيق مسار
المقاومة منذ ايامها الاولى. كما لجأ البعض الى سرد شهادات لقلة من
المقاتلين، وهي شهادات، على اهميتها، لا تمنح الباحث المتابع ما يساعده على
استشراف الصورة كاملة او التوصل الى الحقيقة وهو هدف يتطلب جهدا كبيرا
وشهادات كثيرين من المقاومين من مختلف الفصائل التي ساعدت على ابقاء
المقاومة حية لتوجه الضربات المتتالية الى العدو. خاصة وان للمقاومة
العراقية، كما يذكر الباحث خالد المعيني 'خصوصية معينة؛ فكافة تجارب العالم
السابقة انطلقت وهي تخضع لنظام دولي خاص أتيح لها حاضنة دولية كما هو
الحال في المقاومة الفيتنامية والجزائرية والكورية وما إلى ذلك، ولكن
المقاومة العراقية لها وضع خاص إنها تقاتل القطب الأوحد في العالم وبدون أي
حاضنة دولية أو عربية أو إسلامية أو إقليمية عدا التعاطف الشعبي'. ويركز
الباحث العسكري مهند العزاوي على تغيير سياسة القيادة العسكرية الأمريكية
في العراق واستخدامها 'إستراتيجية 'الهندسة المعكوسة' التي تجعل المدني
والمقاتل جميعهم أعداء، وباستخدام قانون مكافحة الإرهاب وعبر شبكة سجون
ومعتقلات حكومية سرية وعلنية، ويمارس هذا التكتيك كوسيلة لأشغال الشعب
بالقمع والترهيب والتعذيب'. وفي مجال توثيق مسار المقاومة، قامت 'قناة
الرافدين' العراقية، خلال الشهر الحالي، بتقديم برنامج، عن المقاومة، اجرى
فيه رافع الفلاحي، مقابلة مع مثنى حارث الضاري، مسؤول قسم الثقافة والاعلام
في هيئة علماء المسلمين وأن اكد الفلاحي بان ضيفه لا يتحدث ضمن هذا الاطار
بل لكونه شاهدا ومتابعا وموثقا لقضية المقاومة التي منحت الشعب الامل
والقوة على مواصلة النضال ضد المحتل. <br />وتنبع اهمية البرنامج بحلقتيه
الاولى والثانية وهناك ما يشير الى وجود حلقات اخرى، من انه يمنح الشاهد/
الباحث مساحة كافية للحديث عن تجربته وتفاصيل متابعته للاحداث داخل العراق
التي بدأت في فترة اعداد الولايات المتحدة وغيرها من 'دول التحالف' للغزو.
وقد قام مثنى حارث بتقديم شهادته التفصيلية بلغة بسيطة خالية من جعجعة
الادعاء والتضخيم التي، غالبا، ما تدفع المشاهد الى تفادي برامج كهذه لفرط
الاستعراضات البطولية. ويلاحظ، في الوقت نفسه، ابتعاده الكلي عن الادعاء
بانه كان جزءا من فصيل المقاومة الوحيد في الميدان كما تميز بالحديث
باعتزاز وفخر عن ادوار المقاومين ممن ضحوا بحياتهم دفاعا عن الوطن وعن كرمة
وعزة الشعب. مشيرا بالاسماء والامثلة الى بطولة الناس العاديين وقوتهم
الداخلية التي جعلتهم لا يترددون في مواجهة اعتى الاسلحة واكثرها فتكا
بابسط الاسلحة المتوفرة. هناك مثلا حاج حمزة الذي هجم على دبابة امريكية
بخنجره. كما قدم مثنى حارث سردا تاريخيا عن الاتصالات التي جرت بين الجهات
المختلفة للتنسيق قبل الغزو، حول الاشكاليات التي واجهت من كانوا يتهيئون
للدفاع عن الوطن في حال الغزو ولعل اهمها محاولة البعض الخلط ما بين الدفاع
عن الوطن والدفاع عن النظام، بالاضافة الى موقف البعض المنادي بقبول
المحتل وانتظار ماسيحدث، وهي وجهة النظر التي قوبلت بالرفض الشديد من قبل
معظم المجتمعين سواء داخل او خارج العراق. هناك توثيق للحظات المقاومة
الاولى، البناء التدريجي لفكرة المقاومة، جرح احد المقاومين واستشهاده،
صدور الفتاوي الداعية الى المقاومة واعتبارها ' فرض عين'، ومناقشات الشباب
داخل المساجد. ولا يكتفي مثنى حارث بتقديم شهادته عن المقاومة في المنطقة
التي كان يقطنها وهي منطقة ابو غريب قرب بغداد، بل ينتقل لتقديم صور
المقاومة في عموم العراق ساردا باعتزاز الافعال البطولية للمقاومين وقوات
الجيش في العديد من المدن بدأ بأم قصر والبصرة والناصرية وبقية الطرق الى
مشارف بغداد .<br /> وتضيء المقابلة جوانب ومناقشات قلما يشار اليها مثل شيوع
استخدام مصطلح المقاومة وليس الجهاد فحسب، وامكانية مواجهة قوات عاتية
عسكريا بلا سلاح وما هو الموقف من دعاة الاستسلام؟ <br />ان كتابة تاريخ
المقاومة، وهي لاتزال مستمرة، ليست مهمة سهلة، خاصة وان معارك بطولية كاملة
انتهت بتضحية المقاومين بأنفسهم ولجوء قوات الاحتلال الى القصف والقتل
الجماعي ادت الى غياب الشهود. لذلك، من الضروري ومن الواجب تدوين افعال
المقاومة مهما كان حجمها. ان تدوين افعال المقاومة هو استمرار لفعل
المقاومة المسلحة نفسها بالاضافة الى اشكال المقاومة الاخرى. وهو امتداد
طبيعي اذا ما اردنا الا يقوم المحتل بكتابة تاريخنا كما يريده هو وبمنظوره
ليسلبنا حق بناء الذاكرة الجماعية. وهي جريمة طالما ارتكبها الغزاة ليكتب
التاريخ وفقا لمنظور المحتل والمتعاونين معه واجهزة اعلامهم التضليلية مع
الاهمال الكلي او محو صفحات المقاومة التي خطها المقاومون بدمائهم. وهو ما
يشير اليه الروائي اللبناني أمين معلوف في كتابه 'الحروب الصليبية كما رآها
العرب'. اذ اقتصرت سردية 'الحروب الصليبية' وكتابة تاريخها وتحليلها على
الصورة المنتقاة التي قدمها الغزاة وتم الترويج لها في الغرب فعمد امين
معلوف الى تقديم 'صورة مقابلة تركها المؤرخون العرب'، ولم تعرف طريقها الى
عموم الجمهور ولم يتح للصوت العربي ان يسمع استنادا الى توثيقه من قبله هو.
<br />لقد كشفت وثائق ويكليكس بعض الجوانب الخفية لعمليات المحتل الوحشية ضد
المواطنين ومحاولات المقاومين التصدي لها. لكن اللغة العسكرية الخاصة
وكثرة الرموز تجعل تشفيرها وقراءتها مهمة صعبة المنال، وهنا تأتي اهمية
التدوين التوثيقي وتسجيل الشهادات وعدم الاكتفاء بالسرد الشفهي. نحن بحاجة،
من بين ما نفعل في هذا المجال، لتشجيع الشباب، وحتى الطالبات والطلبة، على
تسجيل الأحداث التي شهدها الكبار في عوائلهم ومحلاتهم، وجمع الصور
والخرائط والقصاصات، والإستفادة حسب الممكن من تحميل هذه على الإنترنت، أو
حفظها في أكثر من مكان إذا كان هناك داع للسرية. وسيسمح الزمن بتدقيق هذه
وغربلتها، لكن البداية هي في تسجيل التأريخ المحلي، و جمع ما سيغربل. ولا
شك أن ظروفنا تسمح بأن لا تعاد دورات إستمرت مئات السنين قام فيها كل جيل
من العراقيين وغيرهم في منطقتنا بحرق تراث الجيل السابق من كتب وأوراق،
تفاديا لإنتقام الحكام. <br />فالتوثيق هو ذاكرة الشعوب الجماعية وما تحمله
من موروث ثقافي وحضاري يساعد على فهم احداث الماضي وتطويرها او تجاوزها او
البناء عليها. انه اداة العثور على الحقيقة وردم القطيعة المعرفية ما بين
الاجيال فضلا عن كونه الأداة التي ستبقي على المقاومة، عراقية، باسلة، مهما
حاول الاحتلال وحكوماته الطائفية مسح كل ما هو عراقي فيها</span>. </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-26645310871622526412013-01-19T22:17:00.003+00:002013-01-19T22:17:31.542+00:00العراق: قتل المخيلة جريمة لا يعاقب عليها القانون!<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C12%5C12-14%5C14qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>14/12/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">يتردد، غالبا، عند الحديث عن محنة المبدع في ظل القمع السياسي، بان الظروف
المأساوية تخلق ادبا انسانيا لامثيل له وأن ومرور المبدع بتجربة مؤلمة يجعل
نتاجه اكثر صدقا من الآخرين. ويشير الاستاذ والباحث المغربي سعيد بكور،
الى هذا الافتراض قائلا ' يرتبط الإبداع عند كثير من المبدعين بالمعاناة
ويقترن عند أكثرهم بالألم والوجع، وغالبا ما يكون الإبداع المقترن بالألم
صادقا وذا قيمة فنية عالية، تأتيه أساسا من صدق التجربة التي يكتوي المبدع
بلهيبها اللافح ونارها الحارقة'. <br />وهي محاججة يكررها كثيرون، وكأن
العالم الغربي، المستقر سياسيا والمرفه اقتصاديا، منذ عشرات السنين لم ينتج
مبدعين كبارا، وان أدباء الدول العربية، لوحدهم، هم حملة راية الابداع في
العالم، شكرا للقمع السياسي والحروب والفقر والامراض. متناسين واقع المبدع
المرير حيث يجبر على العمل في وظيفتين ليعيش، وان يكتب برمزية لا يستطيع
أحد فك رموزها للافلات من ارهاب الرقيب، وان يتم تجنيده في حروب عبثية ينبض
قلبه ضدها. وقد منحنا الادب العراقي، في ظل القمع السياسي، وباستثناء قلة
لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة، قصصا وروايات ونصوصا، اما موغلة في التاريخ
القديم باساطيره وامجاده او مستغرقة في صوفية الاستطراد اللغوي بلا مضمون
او واقعية ' الجبهة' وامجاد البطولات الفذة. فما الذي يمنحه المبدع العراقي
هذه الايام في ' العراق الحرّ الجديد ' كما يسميه الاتحاد العام للادباء
والكتاب ؟ هل تصح مقولة ان الابداع صنو المأساة، خلال سنوات الاحتلال
والطائفية منذ عام 2003 وحتى اليوم؟ أفليس الاحتلال وجرائمه واستلاب ارض
المرء وحريته وكرامته معاناة تقترن بالالم والوجع؟ ألا يستوجب هذا الوضع ان
تتراكم، امامنا، الكتب والقصص والروايات الحافلة بالابداع الحقيقي الخالد؟
أم ان عصر الابداع قد ولى مع أجهزة الرقابة والأوصياء على الفكر الحر وفي
ظل ' الانفتاح المفاجىء على فضاءات الديمقراطية والحرية'، كما يصف القاص
سلام حربة وضع مابعد 2003 ؟ فهل ' فضاءات الديمقراطية والحرية' هي سبب ما
نلمسه، في معظم مجالات الابداع الفني والادبي، من جفاف المخيلة، وقحط
الابداع، وانصراف النقاد الى قراءة نصوص ثلاثة ادباء راحلين فقط، لئلا
يتهموا بالخروج عن جادة الصواب؟ <br />لو فحصنا النتاج الإبداعي، خلال العشر
سنوات الاخيرة، لوجدنا ان معظمه لم يزد عن كونه انعكاسا للوضع السياسي
والخراب المجتمعي الذي يعانى منه البلد في ظل الاحتلال وحكوماته الطائفية
الفاسدة، خاصة، وان معظم ادبائنا يجمعون ما بين مهنة الصحافة والعمل في
اجهزة الاعلام المختلفة كمورد رزق لهم بينما تنزوي الكتابة الادبية، غالبا،
فيما تبقى لديهم من وقت وجهد. ولأن اجهزة الاعلام مقسمة سياسيا وطائفيا
وعرقيا، صار الاديب المتحرر لتوه من سلطة الرقيب خاضعا لأكثر من رقيب. فتم
استبدال الرقيب الخارجي (المعجون في داخل المبدع احيانا) برقباء يقفون
بالمرصاد لكل كلمة او لون قد يحفز المخيلة او يمرن على التساؤل والنقد
الواعي أو يساعد على تقديم عمل خارج القوالب المفروضة قسرا. لعل اشد
الرقباء الجدد قسوة سلطات قسوة هم سلطة سدنة التقسيم الطائفي والعرقي من
ساسة وقادة احزاب وأدعياء دين وميليشيات واجهزة اعلام تابعة لكل من يدفع. <br />واذا
ما اخذنا بنظر الاعتبار ان 60 بالمئة من كتابنا وفنانينا، ومعهم شريحة
واسعة من الطبقة المتوسطة المتعلمة، قد اجبروا على مغادرة العراق منذ عام
الغزو، لأدركنا حجم مأساة من بقي منهم ومدى المساحة المتوفرة له للعمل
والابداع. انها مساحة بحجم زنزانة محاطة بزنزانة أكبر موجودة في معتقل
كبير. <br />هنا يسقط مفهوم المعاناة المنتجة للابداع كما يسقط ادعاء
'الانفتاح المفاجئ على فضاءات الديمقراطية والحرية'. كلاهما لم يمنحا
الاديب والفنان المساحة الضرورية لكي يتنفس، لكي يعيش، لكي يتذوق معنى
الديمقراطية والتمتع بحرية التعبير وان يعيشهما، حقا، عقلا وجسدا. لقد صدر،
منذ الاحتلال عدد من الروايات والمجموعات القصصية لكتاب عراقيين، الا ان
معظمها، وللاسباب التي ذكرناها، صدر من كتاب مقيمين خارج العراق كما ان
مجموع ماصدر من قصص وروايات، بالاضافة الى الدراسات والبحوث، من قبل كتاب
غربيين عن الحرب والاحتلال، يساوي اضعاف اضعاف النتاج العراقي والعربي،
معا. <br />ان الحرية شرط واجب للابداع. أما اجبار المبدعين على مغادرة وطنهم
بعد تهديدهم بالموت اغتيالا، ووضع قوالب فولاذية لصب الباقين منهم فيها،
فانه حكم بالاعدام على المخيلة وقطع اوكسجين الحياة عنها، وفتح الابواب على
مصراعيها لاحتلال عقولنا والهيمنة عليها، كما تم احتلال بلادنا. فلا عجب،
ومبدعينا بهذا الحال، ان يصدر محتلو بلادنا الكتب عنا، وان يكتبوا القصص
والروايات عنا، وان يمتلكوا الجرأة على سرقة اصواتنا.<br /> 60 بالمئة من
الكتاب والفنانين اجبروا على مغادرة العراق بعد 2003. انه جدب المخيلة.
ضمرها نتيجة نقص اوكسجين الحرية الذي يؤدي بين الكثير من آثاره الضارة الى
نقل الواقع كما هو او اعادة انتاج مايعرفه فحسب بدون امتلاك القوة الجسدية
والذهنية على المغامرة وما يلازمها من خطر الاستفزاز والتحريض والدعوة الى
التغيير. علينا ان نعترف ان الروايات التي تحمل هذه المواصفات هي التي صدرت
خارج العراق كما رواية سنان انطون.<br />ان مهمة المبدع الحقيقي ليست سهلة
لما يواجهه من ظروف عصيبة في بلد كالعراق الا انها ليست غامضة الملامح او
ملتبسة . فالمبدع، لما يمتلكه من امكانيات ذاتية ومعرفية، بامكانه اتخاذ
موقف واضح من قضاياه وقضايا امته وهي غالبا متلاحمة ومتداخلة الى حد من
الصعب الفصل بينها. ان المثقف هو من يعمل على التحرر فوزارة الثقافة وزيرها
هو ذاته وزير الدفاع</span>. </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-88874939669504023692013-01-19T22:14:00.003+00:002013-01-19T22:14:39.177+00:00الجيل الرابع من الحروب الامريكية على العالم<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C12%5C12-07%5C07qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>07/12/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">أكد الرئيس الامريكي باراك اوباما، اثر انتخابه رئيسا للمرة الثانية، على
مواصلته سياسته السلمية في جميع انحاء العالم، معلنا للشعب الامريكي
والعالم 'انتهاء عقد من الحرب'. وتشير معطيات العقد الأخير الى ان الادارة
الامريكية وبعد شنها الحرب على افغانستان والعراق ومواصلة دعم الحرب على
الشعب الفلسطيني بواسطة الكيان الصهيوني، قد تعلمت درسا بليغا جعلها تنأى
بنفسها عن شن الحرب، مباشرة، على بلدان أخرى. ولكن ... هل يعني هذا التأكيد
الأمريكي انتهاء استخدام الحروب كأداة ردع للدول والشعوب المناهضة للسياسة
الامريكية والرافضة لاحتكارها القرار السياسي والإقتصادي في أغلب مناطق
العالم؟<br />قد يبدو مسار السياسة الامريكية المتجنبة لمواصلة الحرب، تحت
ادارة اوباما، بالنسبة الى العراق وفلسطين، سائرا بهذا الاتجاه فعلا. فقد
قامت الادارة الامريكية بتنفيذ الاتفاقية الامنية الموقعة بين العراق
وأمريكا بصدد سحب قوات الاحتلال، كما لعبت دورا في تحجيم اعادة احتلال
القوات الصهيونية لقطاع غزة، أخيرا، ولو من باب 'الحث على العودة الى طاولة
المفاوضات'. واسباب اتخاذ هذا المسار المختلف عن السياسة الامريكية
الداعية الى التوسع الامبريالي وفق مخطط المحافظين الجدد، هو وقوف المقاومة
العراقية والافغانية والفلسطينية بوجه العدوان العسكري الامريكي الصهيوني،
مما ادى الى رفع تكلفة الحرب العسكرية الشاملة بشكل لم تتوقعه امريكا ودفع
الى حدوث الازمة الاقتصادية الخانقة للشعب الامريكي. <br />ان ارتفاع
التكلفة الاقتصادية اولا والبشرية ( من الامريكيين بطبيعة الحال) ثانيا، هو
الذي دفع اوباما الى عزف مقطوعة نهاية الحرب. وهي مقطوعة يراد منها ارضاء
الشعب الامريكي المثقل بالديون وآثار الازمة الاقتصادية وحروب لم تجلب
للامريكي الغنائم التي كان يأمل الحصول عليها. <br />غير ان مسار السياسة
الخارجية الامريكية، في العقد الأخير، واستراتيجية أميركا في مجال الأمن
القومي، وكلاهما مبني على عقيدة 'الحرب على الارهاب'، يشيران الى ان معنى
'نهاية الحرب'الحقيقي هو 'نهاية الحرب العسكرية المباشرة'وبموازاة تكييف
امريكا، لنفسها، سياسيا وعسكريا، لتطبيق بدائل تكنولوجية حديثة تمارس من
خلالها مواصلة الهيمنة على مستعمراتها القديمة والجديدة. وقد لاحظنا تطبيق
البدائل، بشكل تدريجي ومتصاعد، في السنوات الاخيرة في العراق وافغانستان
وباكستان وشمال افريقيا واليمن والصومال، بالاضافة الى تطبيقها من قبل
الكيان الصهيوني، بالنيابة، في فلسطين والسودان وسوريا. ولعل استخدام
الطائرات المسيرة (بدون طيار) في مراقبة أجواء الدول وتطويرها من اجهزة رصد
الى اجهزة قادرة على الهجوم والاغتيالات بعد تزويدها بالصواريخ، كما رأينا
في هذه البلدان، هو الوجه الظاهر الأبرز للتحول التدريجي في هيكلة الحرب
العسكرية. اما الوجوه الاخرى فهي فرق التحرك السريع، ثم فرق المهمات
الخاصة. وهذه الأخيرة تنفذ عمليات تمتد من الخطف والاغتيال والتدمير الى
اثارة الفتن والقلاقل تمهيدا لتحولات سياسية . وتتراوح اسماء هذه بين الفرق
القذرة (وهم يعتبرون التسمية صفة لائقة لقوات رسمية لا تلتزم بالقواعد
القانونية العادية، أي لغرض الترهيب) وفرق الموت الأكثر سرية، والعاملة تحت
رايات مختلفة، سواء كانت مكونة من المرتزقة او الامريكيين انفسهم او من
'النخبة'المتعاونة مع القوات الامريكية من اهل البلد المغضوب عليه.<br />
وتسعى الادارة الامريكية الى التخلص تدريجيا من الإعتماد السابق على تمركز
القواعد العسكرية الضخمة بمعداتها وآلياتها في البلدان المحتلة، مع ابقاء
عدد محدد منها كمراكز سيطرة ورصد بعيدة المدى يالتركيز على الاجهزة
الالكترونية المتطورة والمدارة عن بعد. ويتلاءم هذا التطورمع توقيع
اتفاقيات أمنية واستراتيجية مع الحكومات الحليفة أو الخاضعة، لتحقيق
المفهوم الذي كتب عنه منظر الامن القومي الاستراتيجي اليميني مارك هلز قبل
عشر سنوات، بعد عام من تفجيرات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، قائلا : 'سواء
في داخل او خارج أمريكا سننتهي بالوضع التالي: ابناؤهم ضد تقنيتنا'. واذا
ما اضفنا الى ذلك اللجوء الى سياسة 'القوة الناعمة'، أي بالتفاعل مع
المجتمعات بتفاصيلها ومع الطيف السياسي بمجمله، ومع بنية المجتمع المدني
والتعليم والاقتصاد، لوجدنا اننا بحاجة ماسة الى تمحيص الكثير من المتغيرات
الاخيرة في البلدان العربية. <br />ويشكل العراق، بحد ذاته، نموذجا يستحق
الدراسة، للاطلاع على تطور الاستراتيجية الامريكية والهيكلة العسكرية
والاعتماد اكثر فاكثر على جهاز المخابرات المركزي، استشرافا للآتي غير
الطافي على السطح، بعد. أول ما يمكن النظر اليه هنا تميز العراق بوجود
الحصن الامريكي الهائل، السفارة الامريكية، وفيها نحو 2000 دبلوماسي،
ويرتبط بها آلاف المتعاقدين الأجانب من غير الدبلوماسيين، وتوظيفها أكثر من
300 عربة مصفحة لتنقلات منتسبي سفارتها وطاقمهم الأمني. وتبلغ نفقات
السفارة السنوية نحو 6 مليارات دولار. نعم، أنه عشرالتكلفة السنوية للحرب
في افغانستان مثلا، لكنه يصرف لا لمصانع السلاح والعتاد كما في الماضي،
إنما لجوانب أكثر دقة واستهدافا. <br /> وينبهنا الاكاديمي البريطاني المعروف
ستيفن غراهام، في كتابه القيم 'مدن تحت الحصار : التمدين العسكري الجديد
في المدن'، الى ان غزو العراق وحصار غزة اثبتا ان الحضور العسكري الجديد في
المدن، أو 'الحضرية العسكرية'الحديثة، تعتمد على تطور اساليب وتكنولوجيا
استهداف الأشخاص والمباني في مناطق الحروب الاستعمارية، اي تحويل المدن
الآهلة بالسكان وكل مساحة سكانية مأهولة الى ساحة حرب مؤهلة لأستخدام كافة
انواع الاسلحة المميتة الموجهة عن بعد، المعتمدة على معلومات تواكب الأوضاع
دقيقة دقيقة. وهذا خلافا لما كان معروفا عما كان يخطط ويعد له في ساحات
المعارك الكبيرة سواء كانت جبالا او مستنقعات (كما في فيتنام) مع اللجوء في
حالات معينة الى قصف المدن. ويتحدث غراهام عن حاجة امريكا والدول
الاستعمارية الاخرى الى الهيمنة بواسطة التكنولوجيا وعولمة الرصد والمراقبة
الاستخبارية والسيطرة على اجهزة التواصل ونقل المعلومات كاسلوب يشل حياة
'العدو'. واجد ان مفهوم 'العدو' في هذه الحالة قد يعني الشعب المناهض
لسياسة الهيمنة الامبريالية او الدولة الرافضة للخضوع وليس ما تقدمه الينا
الادارة الامريكية كعدو ارهابي كالقاعدة مثلا. <br />وكما ذكر دافيد بترايوس،
قائد قوات الاحتلال السابق للعراق، ذات مرة بان 'ما نحتاج اليه هو العنف
المستديم' داخل العراق، اي العنف المسيطر عليه لفترات مديدة، لتسهل السيطرة
على البلد وإبقائه شبه عاجز وبلا قوة حقيقية. ولا شك أن محللينا العسكريين
والإستراتيجيين الوطنيين سيتمعنون، من وجهة نظرنا ومستقبل شعوبنا، في
تبعات هذه التطورات في السياسة الأمريكية. ولعل اكثرها أهمية تطبيق العقيدة
العسكرية الجديدة المتضمنة مفهوم العنف المستديم ولكن بمصطلحات مختلفة مثل
'الجيل الرابع من الحروب' و'النزاع منخفض الشدة' والذي نراه مطبقا، بوضوح،
في العراق. ونحن ننتظر منهم تحليل ملامح هذه 'النزاعات' بمسمياتها
الجديدة، اثر تغيرات 'الربيع العربي' في العديد من البلدان العربية، وما
يريد الرئيس الامريكي الترويج له فعليا تحت مسمى 'نهاية الحروب</span>'. </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-59225557310674340142013-01-19T22:12:00.002+00:002013-01-19T22:12:27.881+00:00سلام عليك ايتها العراقية وانت تواصلين البقاء والمقاومة<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C11%5C11-30%5C30qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>30/11/2012</b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">يمر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة على المرأة العراقية كالقطار
العابر للمحطات المهجورة. فلا الانوار مضاءة في المحطة ولا الارصفة مأهولة.
صوتها يرتطم بالفراغ فلا صدى. المرأة العراقية، هل تتذكرونها؟ المرأة التي
كانت عزة العراق ورمز كبريائه. المرأة التي ساهمت ببناء وطن أملت ان يكون
لكل الابناء. المرأة التي عاشت سنوات الحصار عزيزة النفس غير خانعة. المرأة
التي استخدمتها الادارة الامريكية ومؤيديها من ساسة النظام الحالي، كسبب
'انساني' لتبرير غزو العراق واحتلاله وتخريبه بعد اكذوبة اسلحة الدمار
الشامل. كيف تتذكرونها؟ هل هي التي تحدث عنها بول بريمر، حاكم الاحتلال
العسكري الامريكي، رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة، القائل في 2 ايلول/ سبتمبر
2003، قائلا: <br /> 'الشعب العراقي حر الآن، وليس لديه ما يدعو للقلق من
الشرطة السرية القادمة لالقاء القبض عليه في منتصف الليل، وليس هناك ما
يدعو النساء للقلق على أزواجهن وإخوانهن الذين يلقى القبض عليهم ثم يقتلون.
وليس من داع لقلق الرجال على زوجاتهم اللواتي يتم اقتيادهن الى غرف
الاغتصاب.<br /> تلك الأيام قد ولت. ' أم انها من خاطبها الرئيس الامريكي
السابق جورج بوش، بـ'انسانية' وسعى لـ 'تحريرها'، كما قال، في يوم عالمي
آخر، حول 'الجهود الرامية إلى تعزيز حقوق المرأة على الصعيد العالمي ' في
12 آذار/ مارس 2004: 'كل امرأة في العراق أفضل حالا لأن غرف الاغتصاب وغرف
التعذيب تحت نظام صدام حسين أغلقت إلى الأبد '. ولئلا ادخل في سرد يؤرخ
للانتهاكات والجرائم والمداهمات والتعذيب والاغتصاب الموثق للنساء والرجال
معا (هل هو الهدف الجديد للمساواة؟) في ظل حكومات الاحتلال المتعاقبة
واطولها عمرا نظام حزب الدعوة الطائفي برئاسة نوري المالكي و'رئيس
الجمهورية' جلال طالباني، ساشير الى تقرير منظمة تقرير هيومن رايتس ووتش،
لعام 2011، وهو واحد من مئات التقارير الدولية، والذي جاء فيه ذكر حقيقة
لايتطرق اليها الشك وهي: 'تنتهك حقوق المواطنين العراقيين الأكثر ضعفا، لا
سيما النساء والمحتجزين، مع الإفلات من العقاب'. <br />كما ذكرت منظمة العفو
الدولية في تقريرها الصادر في 12 أيلول 2011، ان هناك ما لا يقل عن 30 ألف
معتقل في السجون العراقية لم تصدر بحقهم أحكام قضائية، معرضين للتعذيب وسوء
المعاملة، من بينهم نساء. ولم يعد خافيا على احد كيفية معاملة النساء في
معتقلات نظام حزب الدعوة بحيث صارت رائحة التعذيب النتنة وممارسة الجلادين
تستدعي 'استنكار وادانة' بعض المشاركين في العملية السياسية. ولننظر الى
احداث اسبوع واحد ذات علاقة بانتهاكات حقوق المراة. ففي يوم 26 نوفمبر،
اتهم القيادي في القائمة العراقية حامد المطلك، الأجهزة الأمنية باغتصاب
وتعذيب سجينات عراقيات، واصفا الحال بانه 'أخزى' من أفعال الأميركيين في
سجن أبو غريب، وأن 'هناك حملة لاعتقال النساء بدلا من أزواجهن أو إخوانهن
عن طريق المخبر السري وبتهمة أربعة إرهاب'. وأضاف المطلك في مؤتمر صحافي أن
'12 امرأة اعتقلت في منطقة التاجي، في الثالث من الشهر الحالي، بينهن
صبيتان أحداهن تبلغ من العمر 11 عاما وأخرى 12'. مؤكداً تسجيل وفيات جراء
التعذيب شملت نساء ورجالاً وأطفالاً.<br />والمفارقة المبكية في تصريح
'القيادي' هو تحذيره من انعكاس الافعال (يعني اعتقال وتعذيب واغتصاب
الفتيات) 'سلبا على مشروع الوحدة الوطنية'! مشروع الوحدة الوطنية! مما
يدفعنا الى التساؤل عما يتناوله ساسة النظام لينطقوا بكذا تصريحات بدلا من
اعلان الانسحاب من عملية سياسية لوثت منذ تأسيسها كل القيم الاخلاقية
والانسانية المتعارف عليها؟ <br />وقبله بيومين، في 24 تشرين الثاني /
نوفمبر، كشف النائب أحمد العلواني المنتمي الى ذات القائمة الهمامة، تعرض
نزيلات في عدد من السجون العراقية إلى حالات 'اغتصاب' من قبل محققين
لانتزاع اعترافات قسرية. وبدلا من ان يستقيل النائب الجسور بعد اطلاعه على
هذه الجرائم البشعة والتي لو اصابت مواطنا واحدا في بلد ديمقراطي حقا
لأسقطت الحكومة بكاملها، أكد أن قائمته ستطلب من رئاسة البرلمان تشكيل لجنة
لمتابعة هذه القضية. فالف مبروك للمرأة على تشكيل اللجنة (هل سمع احد
بنتيجة تحقيق احدى اللجان حتى اليوم؟) وألف مبروك على وجود 'القائمة
العراقية' الفخورة بانها، خلافا للاحزاب الطائفية، تضم بين صفوفها ناشطات
نسويات مدافعات عن المرأة لا يتقاعسن، يوما، عن حضور محترفات حقوق المرأة
والديمقراطية ومشاركتها في الحياة السياسية ووضع الحلول المناسبة لجميع
المشكلات!<br />في ذات اليوم، أصدر مرصد الحريات الصحافية بيانا عن الصحفية
صباح حسن، رئيسة تحرير صحيفة 'الرأي الحر' ببغداد، المعتقلة منذ العشرين من
فبراير الماضي أي قبل أكثر من عشرة أشهر والتي، حسب ابنتها وتقارير طبية
موثقة، تشير الى تعرضها (للتعذيب الوحشي بالضرب والكي بالسجائر عدا عن
تعريتها بالكامل والتنكيل بها ونقلها بالبطانية من مديرية الجرائم الكبرى
الى سجن تكريت وسط المدينة امام انظار المنتسبين). ويبين الصحافي هادي مرعي
جلو، مدير المرصد، نقلا عن ابنة الصحافية المعتقلة: 'إن والدتها تقبع في
حال سيئة للغاية بمركز إعتقال يقع جوار وزارة الداخلية العراقية' مطالبا
بإطلاق سراحها على الفور والتحقيق مع المتسببين بنسبة الضرر العالية في
جسدها. <br />وبعده بيوم، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، خرجت تظاهرة حاشدة في
محافظة الانبار، غرب العراق، احتجاجا على اعتقال امرأة وطالب المتظاهرون
الحكومة المركزية باطلاق سراح المرأة وسراح جميع المعتقلات العراقيات في
سجون الحكومة وايقاف الانتهاكات التي يتعرضن لها.<br />واذا ما انتقلنا الى
اقليم كردستان فان العديد من الناشطات في مجال حقوق المرأة، من بينهن كزال
نجم الدين، في تصريح لها لبي يوكي ميديا، يؤكدن ان المجتمع الكوردستاني
يشهد قسوة في التعامل مع المرأة تصل الى حد القتل، وتعود الاسباب الى 'عدم
جدية واستقلالية الجهات القضائية في مثل هذه القضايا، بالرغم من القوانين
والتشريعات التي أصدرها برلمان الاقليم للحد من هذه الظاهرة، الا ان شيئا
فعليا وجادا لم يحصل على الاطلاق'. وقد ذكر تقرير اصدره (برنامج العدالة في
متناول الجميع ـ وارفن)، المدعوم من قبل الادارة الامريكية، بتاريخ 25
تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الحالي، ان هناك، خلال الشهرين السابقين
فقط، 19 أمراة قتلت و 55 أمرأة احرقت نفسها وان أكثر من 740 حالة انتحار
لنساء أحرقن أنفسهن سجلت خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالي فقط!<br />فما
الذي فعله مجلس النواب في 'العراق الديمقراطي الجديد' بعضوية الاسلاميين
الطائفيين والشيوعيين والقوميين؟ قدمت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية
تقريراً اولياً عن المعتقلات في السجون العراقية، مبينة أن 'عدد الموقوفات
والمحكومات لغاية يوم 27 نوفمبر في وزارة الداخلية 101 امرأة وفي وزارة
العدل 960 امرأة وفي وزارة العمل 69 امراة معتقلة او محكومة... واشارت إلى
اعتقال 12 امرأة في منطقة التاجي بضواحي بغداد الشرقية بدلا عن المطلوبين
من اقاربهن وتم احتجازهن دون أوامر قضائية'. <br />تم اقتراح اصدار بيان
بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. حدثت مشادة كلامية بين
النواب حول تضمين حال المعتقلات. رفعت الجلسة تفاديا لتحول المجلس الى حلبة
مصارعة جسدية. ثم، كالعادة، انخرط 'شركاء العملية السياسية' في تبادل
الاتهامات عبر الفضائيات والتهديد بفتح ملفات الارهاب مقابل المتاجرة بشرف
العراقيات. <br />من هو المسؤول عن اعتقال وتعذيب المرأة العراقية؟ هل هو
الجلاد لوحده أم انه النظام الذي يمنح الجلاد الأذن بالتعذيب والاغتصاب عن
طريق عدم المساءلة وعدم تنفيذ القانون. ان الجلاد الموجود في ظلمات
المعتقلات السرية والعلنية ومراكز التحقيق التابعة بثلاث وزارات على الاقل
ليس شبحا لايعرفه أحد. انه جزء لايتجزأ من نظام يتشدق بوزرائه ونوابه
وساسته بحقوق الانسان حتى باتت حقوق الانسان شتيمة مقززة. انها مسؤولية
الجميع في النظام. الصامتون والمبررون والمتنازعون اعلاميا. <br />وسلام عليك
ايتها المرأة، يا مانحة الحياة، يا حفيدة الشاعرة السومرية إنخيدوانا
مدونة أقدم أثر أدبي معروف في التاريخ الإنساني. يا من خاطبت الآلهة، واقفة
على قدم المساواة معها، متسائلة 'من يستطيع أن يهدّئ قلبكِ الغاضب'. سلام
عليك وانت تواصلين البقاء والمقاومة. </span><b> </b></div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-39707552744875194702013-01-19T22:09:00.004+00:002013-01-19T22:09:56.529+00:00اقبضوا على ساسة الاحتلال العراقيين!<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C11%5C11-23%5C23qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>23/11/2012</b></div>
<div style="text-align: right;">
<b> </b><span style="font-size: large;">تم في الاسبوع الماضي تبرئة مخرج الافلام الوثائقية البريطاني دافيد لولي
ووكلن، من تهمة محاولة الحاق الأذى برئيس الوزراء البريطاني السابق توني
بلير . وكان دافيد قد اقتحم قاعة المحكمة الملكية بلندن، يوم 28 ايار/مايس،
اثناء وجود بلير كشاهد، متهما اياه بانه مجرم حرب وفاسد استفاد ماديا من
صفقة الحرب العدوانية على العراق وإستلم عشرات الملايين من البنك الأمريكي
جي بي مورغان. وليست محاولة دافيد لمواجهة توني بلير واتهامه بانه مجرم حرب
الاولى من نوعها . اذ سبقتها ثلاث محاولات لالقاء القبض عليه من قبل
مواطنين عاديين في عام 2010 في بريطانيا وتلتها محاولة اخرى، في هونغ كونغ،
شهر حزيران / يونيو من العام الحالي. <br />وقد بات واضحا، في الآونة
الأخيرة، انه لم يعد هناك من مكان يتوجه اليه توني بلير بأمان بشكل علني.
فحين تم الاعلان، منذ اسابيع مثلا، عن مشاركته في مائدة حوارية في جامعة
لندن، وقف المتظاهرون احتجاجا من الطلاب ومناهضي الحرب امام ابواب الجامعة
فاضطرت الجامعة الى معاملته كمجرم هارب من العدالة ولايمكن توفير الحماية
له بحضور الناس فتم اخفاء المعلومات عن مكان ووقت القاء المحاضرة بالضبط
لحمايته وعلى الرغم من كونه محاطا بالحماية الخاصة. <br />وتم توثيق محاولات
القاء القبض عليه كمجرم حرب وبالتفصيل على موقع الكتروني اسسه الكاتب
الانكليزي جورج مونبيه بعنوان 'اقبض على توني بلير كمجرم ضد السلام'. وهو
موقع من الضروري زيارته والاطلاع عليه للتعرف على تفاصيل مبادرة عملية
بدأها مثقف ملتزم ومتمسك بقضايا انسانية مبدئية من بينها ان شن الحرب على
العراق هو فعل عدواني ولاشرعي. وجاءت المبادرة والجائزة التي اسسها لتمنح
لكل من يقوم بمحاولة القاء القبض على توني بلير نتيجة ادراكه بان الحكومة
البريطانية تبذل اقصى جهدها لتمحو جرائم الحرب التي ارتكبتها في العراق
وبرئاسة توني بلير. فجاءت مبادرته الفردية ليثبت بان المثقف، كما يقول
بيكاسو، هو اكثر من صانع ديكور منزلي وان جرائم بلير بحق الشعب العراقي يجب
الا تنسى (قارنوا ذلك بمثقفي ليبرالية الاحتلال العراقيين دعاة القبول
بالامر الواقع) بل يجب التذكير بها دائما ومحاسبة المسؤول عنها، وفق
القانون الدولي ان لم يكن المحلي، كمجرم حرب. والمعروف ان توني بلير كان قد
ادين من قبل محكمة دولية في كوالالمبور في وقت سابق من هذا العام. كما
أدين الى جانبه كل من جورج بوش وديك تشيني ودونالد رامسفيلد وألبرتو
غونزاليس. واعتبرت السلطات الكندية هذه الادانة فاعلة ولم يعد بامكان اي من
اولئك المدانين زيارة كندا. وتوني بلير واحد من سلسلة 'مجرمي الحرب'
والساسة الفاسدين والمعادين للسلام المطاردين شعبيا وقضائيا في اوروبا.
جنرال تشيلي المتقاعد بينوشيه كان واحدا منهم، كما صدر قرار ببريطانيا
للقبض على وزيرة الخارجية السابقة وزعيمة المعارضة الاسرائيلية تسيبني
ليفني. واجبر قرار صدر باعتقال الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الى الغاء
زيارة له الى جنيف. <br />وتنبع قيمة هذه المبادرة من امكانية تطبيقها من قبل
المواطنين العرب المقيمين في الغرب، خاصة العراقيين منهم، لالقاء القبض
على الساسة الذين طالموا الحقوا بهم الأذى بانواعه وساهموا في تخريب
البلاد. وبما ان الكثيرين من ساسة الاحتلال العراقيين وسارقي الاموال
العراقية ومرتكبي الجرائم بانواعها بدءا من انتهاكات حقوق الانسان الى
التهجير القسري هم من حملة الجنسية المزدوجة العراقية والاوروبية، خاصة، في
بريطانيا. فمن المعقول الاستفادة من هذا المنفذ القانوني ليس بالضرورة
لانزال العقوبة عليهم ولكن، على الاقل، كفعل رمزي سيجعلهم مقيدين في
حركاتهم وتنقلاتهم ويذيقهم طعم ان يفقد الانسان حريته ويصبح مطاردا وخاضعا
للتحقيق ولو لبضع ساعات. ومثال ذلك اعتقال المسؤول العراقي صادق كاظم ووضعه
قيد الحجز الاحتياطي في باريس، في حزيران/يونيو الماضي، على اثر شكوى تقدم
بها معارض ايراني واتهمه فيها بممارسة التعذيب وارتكاب جرائم حرب اثناء
اعمال عنف جرت في معسكر اشرف عام 2009 في العراق. واوضح المعارض الايراني
لوكالة انباء فرانس برس انه اعتقل على مدخل معسكر اشرف وضرب على رأسه ثم
اقتيد إلى مركز الشرطة قبل ان يزج به في زنزانة مساحتها 12 مترا مربعا مع
ثلاثين سجينا آخرين، تحت اشراف عسكريين عراقيين. وقد اعتقل المسؤول العراقي
لدى مروره بفرنسا في إطار جولة اوروبية لوفد حكومي عراقي. <br />ان تبني
العراقيين المقيمين في اوروبا لفكرة القاء القبض على ساسة النظام العراقي
الوافدين بالمئات الى اوروبا اما للمتعة او زيارة عوائلهم او للاشراف على
مشاريعهم التجارية وممتلكاتهم العقارية وحساباتهم المصرفية الناتجة من
سنوات الفساد، تحتاج الى تجميع المعلومات الموثقة بالاسماء والاماكن
والشهادات وخاصة ما له علاقة بانتهاكات حقوق الانسان كالتعذيب ومن ثم ابلاغ
السلطات المحلية عنها مع مراعاة اتمام كل الخطوات بطرق سلمية. انها خطوة
تحتاج صبرا ومثابرة لتؤتي ثمارها. انها، ايضا، خطوة ستثبت للجلادين
والفاسدين ومجرمي الحروب بأن العالم، على سعته، سيضيق بهم. واكثر من ذلك،
انها خطوة ضرورية لمنح المرء الاحساس بالقوة، والقدرة على تحقيق العدالة،
وتجاوز الاستسلام والخنوع.. ولأن العدالة هي خبز الشعب، كما يقول المسرحي
الالماني برتولت بريخت، فلا بد أن 'يخبز الشعب خبز العدالة وفيراً،
ومشبعاً، ويومياً</span>' . <br /> </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-29327453647297155472013-01-19T22:07:00.003+00:002013-01-19T22:07:53.290+00:00استعراض قوة اوباما الناعمة في فلسطين والعراق<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C11%5C11-16%5C16qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>16/11/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">مثلما راقبت واشنطن 'عن كثب' تطور الاوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد
العربية، اثناء تزايد الحراك الشعبي للتخلص من الدكتاتوريات والحكام منفذي
السياسة الامريكية، بالنيابة، على مدى عقود في تونس ومصر، ومن ثم تدخلها
الفعلي في ليبيا واليمن والبحرين، ها هي تقف في ظل العدوان الاسرائيلي
الوحشي على غزة، لتدعي على لسان ساستها بانها تراقب 'عن كثب' تطور الوضع في
القطاع عقب اغتيال أحمد الجعبري، القائد العسكري في حركة حماس، وهو واحد
من مجموعة قادة المقاومة الفلسطينية الذين تم استهدافهم. وملخص ما صرح به
القادة الامريكيون عن تصاعد الغارات الاسرائيلية وجرائم الاستهداف المباشر
للقادة الفلسطينيين هو ابعد ما يكون عن المراقبة عن كثب وما تحمله من مضمون
محايد، اذ تحمل التصريحات على العكس من ذلك رسالة تشجيع واضحة بالاضافة
الى الحث على وجوب الاستمرار بتنفيذ جرائم القتل وتصفية قادة المقاومة
الفلسطينية، بذريعة محاربة الارهاب. وهي جرائم تماثل في تسويغها واساليب
تنفيدها ما حدث ويحدث في العراق منذ غزوه واحتلاله عام 2003.<br />ولننظر الى
الخطاب الامريكي، حتى الآن، بدءا من باراك اوباما، الذي سيعمل، كما يردد
عدد من محللي السياسة الامريكية، على بروز تأثيره وطبع بصمته الشخصية على
السياسة الامريكية في اعقاب انتخابه كرئيس للسنوات الاربع المقبلة. فما هي
بصمته التاريخية ازاء القضية الفلسطينية، الجرح النازف في ضمير العالم؟ كان
اول رد فعل له ازاء القصف الوحشي لغزة المحاصرة هو تأكيده 'دعم الولايات
المتحدة لحق اسرائيل في الدفاع عن النفس'، وان توقف على مبعدة بضع خطوات من
تشجيع اسرائيل على ابادة سكان غزة ليطلب منها بقلبه الانساني الكبير، ان
تعمل 'على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين'!<br /> اما المتحدث باسم وزارة
الدفاع الامريكية الذي سار على ذات النهج مؤكدا ما قاله الرئيس اوباما عن
دعم واشنطن 'لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الارهاب'، فقد ذهب ابعد من
ذلك مذكرا بالتبني الاستراتيجي للكيان الصهيوني، قائلا: 'نحن متضامنون مع
شريكنا الاسرائيلي في حقه في الدفاع عن النفس ضد الارهاب'.<br />ان تصريحات
كهذه قد لا تكون الدافع الاساسي لاسرائيل لارتكاب العدوان ضد الفلسطينيين
الا انها مهمة جدا من ناحية توفير الطمأنينة الاعلامية وغطاء التبرير
اللازم لتنفيذ اي فعل عدواني آني ومستقبلي مع غياب الرادع القانوني
والاخلاقي بالاضافة الى الدعم العسكري الدائم. ويوفر غياب الرادع القانوني
وانعدام المساءلة الغطاء الآمن الذي يدفع المجرمين الى ارتكاب المزيد من
الجرائم بل والاستهتار الى حد الاعلان المسبق عن جرائمه المستقبلية. كما
فعل وزير النقل الصهيوني يتسرائيل كاتز في تصريح لقناة البي بي سي
البريطانية، يوم الخميس الماضي، حين قال: ''سنستهدف أيضاً إسماعيل هنية إذا
لم يتوقف القصف من غزة باتجاه إسرائيل. لن يكون أي من قادة المنظمات
الإرهابية بمأمن'.<br />وتقودنا مواقف الكيان الصهيوني، المستهدفة للمقاومة
الفلسطينية في ظل الحماية الامريكية، ومع وجود ' سلطة فلسطينية' تبذل اقصى
وسعها لطمأنة اسرائيل على أمنها بدلا من تمثيل ابناء شعبها والدفاع عن
الاسرى في المعتقلات الاسرائيلية والعراقية، وعدم التفريط بحق العودة
والمقاومة الى استحضار ذات النهج الذي تسلكه الادارة الامريكية في العراق
ومع وجود 'حكومة عراقية' تبذل اقصى ما في وسعها لطمأنة دول الاحتلال
والسكوت على جرائمها بدلا من تمثيل شعبها، والدفاع عن سيادة الوطن، وعدم
التفريط بحق المقاومة ضد اي تدخل اجنبي. وكما يستخدم المسؤولون الامريكيون
شماعة 'مكافحة الارهاب' للدفاع عن الكيان الصهيوني، يستخدمون الشماعة،
ذاتها، للدفاع عن نظام حزب الدعوة الطائفي برئاسة نوري المالكي بالعراق.
ففي تصريح أخير لنائب وزير الدفاع الاميركي، اثناء زيارته للعراق، قال إنه
'جاء في مهمة تستهدف تلبية حاجات العراق في مجالات الدفاع ومكافحة الإرهاب
بأسرع وقت ممكن'. وعند تذكير مساعد وزيرة الخارجية الامريكية، خلال مؤتمر
صحافي عقده في السفارة الامريكية بالمنطقة الخضراء، يوم الأربعاء الماضي،
بحقوق الانسان المنتهكة وحملة تنفيذ احكام الاعدام المتزايدة، اجاب بصفاقة
لا تليق الا بساسة الاحتلال، انه 'وجد فارقاً كبيراً بين زيارته للعراق في
العام 2003 وبين الأوضاع اليوم... وأن العراق حقق تقدماً ملحوظاً على صعيد
بناء المؤسسات'! ولا ادري عن اي عراق يتحدث. هل هو العراق الذي ينظر اليه
من خلال كوة في السفارة الامريكية المحصنة داخل المنطقة الخضراء المحصنة،
بدورها، والواقعة بمنأى عن كل مايمت للعراق بصلة؟ ام انه العراق الذي يراه
من خلال لقاءاته 'المثمرة' مع مسؤولي الفساد والطائفية والاعتقالات
والتعذيب؟ ام انها عين المحتل المدربة، عبر التاريخ، على رؤية ماتريد رؤيته
فقط؟ <br />ان البصمة التي سيتركها الرئيس اوباما في غزة وفلسطين عموما، لن
تختلف عن بصمات من سبقه من الرؤساء الامريكيين ديمقراطيين كانوا أو
جمهوريين، وعلى اختلاف الوان بشراتهم. ستكون بصمته التاريخية استمرارا
لجريمة استهداف الشعب الفلسطيني لتحطيم مقاومته والتخلي عن حقه ولكن .. مع
اختلاف بسيط في الاسلوب لا الفحوى. اسلوب اجبرته المقاومة العراقية
والافغانية على اللجوء اليه وهو اسلوب القوة الناعمة حيث التخلي التدريجي
عن الجيوش الجرارة ومعسكراتها الضخمة وآلياتها العسكرية ذات التكلفة، لتحل
محلها الطيارات بلا طيار للاستطلاع وجمع المعلومات والرصد والاستهداف
القاتل بالاضافة الى فرق الاغتيال الخاصة وفرق المهمات الخاصة والمرتزقة
ونشر منظمات مجتمع مدني تدين بولائها لامريكا باعتبارها ولي نعمتها. هذا هو
واقع الحال في فلسطين المحتلة والعراق وسيستمر الوضع بعنفه المستديم، خلال
سنوات حكم اوباما مهما كانت نعومة قوته ومادام المجتمع الدولي متحكما به
من قبل امريكا المتعامية بدورها عن جرائم الحرب الاسرائيلية وانتهاكات
النظام الصهيوني والعراقي لحقوق الانسان والقوانين والاعراف الدولية.<br />ان
فهم التطورات الداخلية في المعسكر الإستعماري ضروري مع اتخاذ موقف حذر من
رفع الآمال، مهما بدت تلك التطورات مشجعة، نوعا ما، من قبل الاوساط
المناوئة للسياسة الامبريالية في بلدان ذلك المعسكر. فالعلاقة بين المصالح
الإستراتيجية الطويلة المدى للدول وبين السياسات الإجتماعية والإقتصادية
المحلية الأقرب مدى ليست علاقة مباشرة، وأي تغييرعالمي متوقع سيأتي بالأساس
من تغير توازن القوى، وبضمنها قوانا الذاتية، وتغير الأولويات الأمريكية
نحو آسيا البعيدة، وليس بسبب أن رموز المحافظين الجدد وغلاة الصهيونية قد
إنتكسوا في السنين الأخيرة. وحتى تغير ميزان القوى الداخلي في أمريكا لم
يأت الا بسبب مقاومة الشعوب وتكاليف الحروب الفاشلة، والأزمة الإقتصادية
التي تسحبها نحو التدهور مثلما جرى عبر التاريخ في تدهور وسقوط
الإمبراطوريات. أن التغييرات الإستراتيجية أمر طويل المدى وقد تنتعش
الأمبراطورية الأمريكية مرة أخرى، لاكتسابها مرونة تغيير الشكل، والاهم من
ذلك في غياب تطور جدي لقوى التحرر في عالمنا العربي والإسلامي. <br />ان حياة
الشهيد أحمد الجعبري واعتقاله وسجنه عدة سنوات من قبل الكيان الصهيوني
اولا ثم اعتقاله وسجنه من قبل 'السلطة الفلسطينية' ثانيا، مثال يسقط وهما
طالما عاشت الشعوب العربية في ظله. انه وهم القبول بالقمع والدكتاتورية
والفساد الداخلي وانتهاكات حقوق الانسان بذريعة المحافظة على الأمن
أوالدفاع عن الوطن او 'القضية' ضد العدو الخارجي.<br />ويبقى الامل الحقيقي
للتحرير نابعا من داخل الامة ذاتها ومن قدرتها، في الوقت نفسه، على الرؤية
الواضحة بعيدا عن المساومات والخداع والتلاعب بالعواطف</span>. </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-31296134529708008802013-01-19T22:05:00.002+00:002013-01-19T22:05:38.425+00:00مثقفون يقولون لا للمتاجرة بالاسرى الفلسطينيين<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C11%5C11-02%5C02qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>02/11/2012</b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">لقد وجدت في البيان الذي اصدرته مجموعة من المثقفين العرب، منذ ايام،
وبعنوان ' لا للمتاجرة بالأسرى الفلسطينيين'، جوابا عمليا على العديد من
الاسئلة التي طالما تثار ثقافيا وما يصاحبها من اشكاليات فكرية.<br />اسئلة
عن علاقة المثقف بالسلطة ودور المثقف في المجتمع، لا في مجتمعنا فحسب ولكن
في جميع ارجاء العالم . وهي اسئلة ملحة يزاد تسليط الضوء عليها ويزداد
النقاش حدة وتتراوح ردود الافعال ما بين اقصى نهايات البندول الاخلاقي في
الفترات التي يعاني فيها المجتمع من ازمات ثقيلة ويمر بها البلد بمحنة
تاريخية على غرار الاحتلال مثلا بالاضافة الى مواجهة الطغيان والانظمة
الاستبدادية واغراء المهرجانات والمناصب والمكافآت المالية الضخمة. حينئذ،
يطالب المثقف باتخاذ موقف، ردا على الاصوات المتسائلة. اين هو من الاحتلال؟
من قضايا مجتمعه في الحقبة الكارثية ؟ من الازمات اليومية وتفاعله
الانساني؟ ما مدى تمثيله لطموحات شعبه ومساهمته الفكرية في طرح المشاريع
المستقبلية؟ هل يقف الفنان والاديب والعالم جانبا متحفظا على ان يكون له
دور في قضايا لا تمسه ومحيطه المباشر؟ كيف يتفاعل المثقف صاحب الوعي النقدي
الذي يرى ابعد من الآخرين مع ما يستجد من قضايا لئلا تتناقض مع قناعاته
المبدئية؟ <br />ان البيان الذي اشرت اليه لا يعبر عن موقف اخلاقي وانساني
فحسب بل يؤكد، ايضا، ان الثقافة، لا تقتصر على الانتاج الفكري والابداع
الفني فحسب، على اهميتهما ودورهما المؤثر، بل تمتد الى كافة الجوانب
المشكلة للوعي الفردي والمجتمعي. ويحضرني هنا وصف المفكر الراحل محمد عابد
الجابري للمثقف بانه :' في جوهره ناقد اجتماعي، إنه الشخص الذي همه أن يحدد
ويحلل ويعمل من خلال ذلك على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام
بلوغ نظام اجتماعي أفضل، نظام أكثر إنسانية وأكثر عقلانية'.<br />ان أغلب
الموقعين على البيان هم من فلسطين والعراق، لعله هم الاحتلال المشترك الذي
نعرف طعمه المر جيدا أو لعل كون المؤتمر الذي يدعو المثقفون الى مقاطعته
يعنى بالاسرى الفلسطينيين وسيعقد بالعراق. اذ قامت الجامعة العربية مؤخراً
بتوجيه دعوة إلى عددٍ من الشخصيات العربية والعالمية لحضور مؤتمر دولي بشأن
الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت أنّ المؤتمر سيفتتح في العاصمة العراقية بغداد، يوم 11 ديسمبر/كانون
الأول، من قبل 'رئيس الجمهورية جلال طالباني ونظيره الفلسطيني محمود عباس
والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي'، وأن 'محاور المؤتمر
ستتناول وضع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في القانون الدولي،
وحالة السجون الإسرائيلية وأوضاع السجناء اللاإنسانية والمحاكم
الإسرائيلية'. وقد يقول أحدهم بان الاسير الفلسطيني بحاجة ملحة الى كل
الجهود المبذولة، وبضمنها المؤتمرات، اينما كانت، للمساهمة في تفعيل قضيته
والتعجيل باطلاق سراحه. فلم الدعوة الى مقاطعة مؤتمر سيعقد ببغداد وبحضور
الرئيس الفلسطيني ولن يكلف الجانب الفلسطيني شيئا لأنه سينعقد بتمويل رسمي
عراقي؟ <br />يجيب المثقفون من بلدان عربية متعددة من بينها مصر ولبنان وتونس
وسوريا والاردن وليبيا والمغرب بالاضافة الى فلسطين والعراق قائلين في
بيانهم: 'نحن الموقعين أدناه، ندعو إلى مقاطعة المؤتمر ونرفض استخدام محنة
الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كورقة
لتبييض وجه نظام حزب الدعوة في العراق برئاسة نوري المالكي على حساب
الحقيقة. فعراقنا، تحت نظام المالكي، بات يحتلّ واحداً من أعلى المراكز،
دولياً، في سلم الفساد والقمع وانتهاك حقوق الإنسان، وأكثرها بشاعة هي
الاعتقالات الجماعية والتعذيب والإعدامات بالجملة. ولا يكاد يمرّ شهر إلا
وتُصدر إحدى المنظمات الحقوقية الدولية تقريراً تدين فيه بالأمثلة والوثائق
الجرائم المرتكبة بحق الأسرى العراقيين السرية والعلنية، علماً بأن النظام
يتخذ من 'المادة 4 إرهاب' ذريعة لاعتقال الصحافيين والناشطين وترويع
المثقفين، كما يستخدم مليارات النفط لشراء الذمم وأجهزة الإعلام'. ويؤكد
الموقعون موقفهم الواضح من محنة الاسرى الفلسطينيين مذكرين في الوقت نفسه
بازدواجية مواقف الانظمة الجائرة، قائلين: ' إننا كمثقفين عراقيين
وفلسطينيين وعرب لننحني إجلالاً للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
الإسرائيلي، رجالات ونساء صابرات وفتية كبروا قبل أوانهم، عانقوا حرياتهم
الطليقة في أرواحهم رغم الأسر والقهر، وسطروا نصراً للكرامة الإنسانية في
معارك 'البطون الخاوية'، لكننا نعرف تماماً أن هؤلاء الأسرى، و قبل الجميع،
يرفضون أن تُزجّ قضيتهم النبيلة في مؤتمر لن يسهم إلا في تجميل أفعال
النظام العراقي الإرهابية ضد مواطنيه وأبناء جلدته'.<br />ولأننا لا ننفك
نسمع اصوات بعض المثقفين الداعين، تحت مختلف الحجج، الى تسويغ القبول باقل
القليل او 'القبول بالامر الواقع'، يتصدى الموقعون على البيان لتفكيك زيف
صفقة الامر الواقع قائلين: 'وإذا افترضنا أن المدعوّين مقتنعون بأن محنة
الفلسطيني لها الأولوية على العراقي، وأن البراغماتية ضرورية لمواجهة
النظام الصهيوني، وإذا ما قبلنا بمنظور تجزئة القضايا، نتساءل هنا: ماذا عن
محنة الفلسطينيين في العراق؟ ما هو موقف الجامعة العربية والسلطة
الفلسطينية من تهجير وتغييب واعتقال وتعذيب الفلسطينيين في العراق منذ
احتلاله عام 2003 وحتى اليوم؟ كيف يمكن تبرير السكوت على تجريم الفلسطينيين
وإجبارهم على عيش النكبة للمرة الثانية والثالثة؟ هل سيتطرق حضور المؤتمر،
من حماة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، إلى كيفية معاملة نظام المالكي
لـ462 معتقلاً من حاملي الجنسيات العربية في معتقلات حزب الدعوة، من بينهم
40 معتقلاً فلسطينياً تم اعتقالهم بتهمة 'الإرهاب'، بلا دفاع أو محاكمة
عادلة؟ وهل سيتطرق المدعوّون إلى مصير 22 فلسطينياً هربوا من العراق ثم
انطلقوا بقارب مع مجموعة من اللاجئين بعد منتصف ليل 29/6/2012 من إندونيسيا
باتجاه السواحل الأسترالية ثم فقد أثرهم؟ هل سيطّلع المدعوون على حملة
تصفية الفلسطينيين، حتى من ولد منهم في بغداد وتربى ودرس وتزوج فيها؟ ماذا
عن تعرضهم للاعتداءات المتكررة والمداهمات والشتائم الطائفية؟ وماذا عن عرض
عدد من المعتقلين الفلسطينيين الأبرياء في برنامج 'العيون الساهرة'، في
تلفزيون 'العراقية' الرسمي، في 16/5/2012، باعتبارهم إرهابيين، وهو فعل
مناف لحقوق الإنسان طالما أخضع له المواطن العراقي؟'.<br />ان تبني القضايا
الانسانية العادلة والدفاع عن حقوق الانسان ليس حكرا على المثقفين ولكن،
وكما تساءل الفنان الاسباني بيكاسو عندما وجه اليه البعض النقد لانه رسم
لوحته 'غيرنيكا' عن القرية التي قصفها نظام فرانكو الفاشي، كيف يمكن
للمثقف 'ألا يبدي اهتماما بالآخرين وان ينسحب الى برج عاجي بعيدا عن
المشاركة في وجودهم؟ لا، ليست اللوحة ديكورا داخليا'. ان المثقف باختياره
الوقوف بوضوح ازاء قضايا يحيطها الاعلام الرسمي بغموض يتماشى مع رسالة
الحكام، قامعي الشعوب، انما يمارس فعل النقد الواعي كمثقف وليس كواعظ
للسلاطين كما يقول عالم الاجتماع العراقي علي الوردي.</span><b> </b></div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-78032971177638825872013-01-19T22:02:00.003+00:002013-01-19T22:02:50.051+00:00من الفائز بمسابقة المقابر الجماعية؟ <div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C10%5C10-28%5C28qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>28/10/2012</b></div>
<div style="text-align: right;">
<b> </b><span style="font-size: large;">يغيب الإنسان في العراق كأنه لم يكن. وباستثناء ذاكرة اهله واصدقائه لايعود
له وجود كصاحب سجل رسمي وحق طبيعي في الحياة أوالموت بكرامة. وتشير
الاحصائيات الدولية الى ان المغيبين في تزايد مستمر على الرغم من ادعاءات
نظام حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي بعكس ذلك.<br /> اذ تشير احصائية مخيفة
للجنة الصليب الاحمر الدولي الى ان عدد المفقودين حتى عام 2003 كان 375 ألف
مفقود ليصبح مليونا حتى عام 2008 اي خلال خمس سنوات فقط من 'تحرير
العراق'. ولاتوجد احصائيات حقيقية عن المفقودين أو المغيبين حتى يومنا هذا.
فهل نستشف من الارقام ان هناك سباقا بين حقبتي ماقبل الاحتلال ومابعده
للفوز بالكأس الاول في مجال تغييب المواطن سواء من قبل النظام السابق
الموسوم بالدكتاتورية والحروب والنظام الحالي الموسوم بالديمقراطية والسلام
؟ وهل المواطن العراقي بحاجة الى المتابعة أساسا ليعرف من هو الفائز
الاول؟ وأية محنة استثنائية يمر بها المواطن اليوم وتستدعي الحديث عن
التغييب بعد ان بات الموت مألوفا والبقاء على قيد الحياة هو غير المألوف؟ <br />انه
الأسفاف الرسمي في التعامل مع المغيبين في المقابر الجماعية. حيث تجاوزت
انتهاكات حقوق الانسان امكانية التصور العقلاني عندما ارسى النظام الذي
أقامه الإحتلال أسس تقسيم حتى رفات الضحايا حسب المحاصصة الطائفية والعرقية
بالاضافة الى الاجتثاث، كما لو ان رفات الضحايا تنافس ساسة العراق الجديد
على مناصبهم وصفقاتهم المالية. <br />ففي المؤتمر الذي عملت وزارة حقوق
الانسان على تنظيمه، في 19- 21 من شهر ايلول بجنيف، اثناء انعقاد مجلس حقوق
الانسان التابع للامم المتحدة ، فشل الحاضرون فشلا ذريعا في ايصال رسالتهم
عن المقابر / الابادة الجماعية تحت نظام صدام حسين لسببين، الاول انهم
اختاروا التعامي والصمت المطبق عن تكاثر القبور الجماعية منذ غزو البلد في
عام 2003 وفي ظل حكوماتهم المتعاقبة. والسبب الثاني دخول 'مكونات' النظام
الحالي المتقاتلة فيما بينها في منافسة حول من هو الأجدر باحتلال مركز
الصدارة في ضحايا المقابر الجماعية وتصرفوا وكأنهم يزايدون في سوق بورصة
الضحايا. حيث اعتبر 'مكون' الكورد الفيليين انهم 'الذين طالتهم تلك الجرائم
ونالهم السهم الاوفى' بينما دخل 'مكون' الكورد غير الفيليين في منافسة مع
'المكون' الشيعي ( لاحظوا حالة التفتيت المتعمد). <br />وكان الجو العام
الطاغي هو استخدام المقابر الجماعية وضحاياها كأداة سياسية للتغطية على
جرائم الاحتلال والنظام الحالي وليس بحثا عن الحقيقة التي ينشدها ابناء
الشعب للتوصل الى تحقيق العدالة الانتقالية ومن ثم السلام الحقيقي. <br />ولتوضيح
كيفية تعامل النظام الحالي مع ماساة المقابر الجماعية يكفينا مثالا ما
تناقلته وكالات الانباء العراقية، اخيرا، عن 'عثور الاجهزة الامنية على
مقبرة جماعية في منطقة السدة التابعة لمدينة الصدر ببغداد ، تضم 16 جثة
دفنت بشكل جماعي وتعود، بحسب اعترافات احد المعتقلين، لموظفي دائرة البعثات
التابعة لوزارة التعليم العالي الذين اختطفوا عام 2006 على يد مجموعة
مسلحة مجهولة الهوية'. <br />الا ان وزارة الداخلية نفت الخبر يوم 24 تشرين
الاول/اكتوبر وبلا تفاصيل. ولان اصابع الاتهام، عموما، تشير الى مسؤولية
ميليشيا الصدر عن حادث تغييب موظفي دائرة البعثات، بادر النائب عن التيار
الصدري حاكم الزاملي بالتصريح قائلا: 'ان الحديث عن وجود مقبرة جماعية في
مدينة الصدر مضلل وباطل ومثير للفتن'. مبينا بان هناك مقبرة جماعية قد
اكتشفت حقا لكنها في عويريج التابعة لقضاء المحمودية قرب بغداد وان الرفات
لضحايا من سكنة مدينة الصدر. <br />وقد اراد الزاملي بتصريحه رد الصاع صاعين
لمن اتهم 'المكون' الشيعي بالقتل وعن طريق توجيه اصابع الاتهام الى
'المكون' السني. والمفارقة المبكية المضحكة في تبادل الاتهامات حول الضحايا
وفي غياب وجود تحقيق مستقل حول الجرائم البشعة، ان وزارة حقوق الانسان
والمكتب المختص بالمقابر الجماعية فيها، لم ينبسا ببنت شفة حتى يوم 25
أكتوبر حيث اصدرت الوزارة بيانا اعلنت فيه عن عثورها على (36) رفاتاً في
مقبرة عويريج مغدورين 'قتلوا على ايدي الزمر الارهابية'. <br />كما عثرت القوات الامنية يوم 21 أكتوبر على مقبرة جماعية في قضاء المدائن جنوب شرقي بغداد، تضم رفات 15 شخصا من 'ضحايا الارهاب'.<br />
وهو مصطلح جاهز ومريح تلجأ الوزارة الى استخدامه فور العثور على قبر جماعي
جديد للتهرب من مسؤولية البحث والتحقيق والقاء القبض على مجرمين قد يكونون
من صلب العملية السياسية، خاصة وان كل مسؤول في النظام بدءا من المالكي
نفسه يهدد بانه يملك ملفات تفضح ارهاب من يختلف معه في الحكومة او النظام
نفسه وهو مستعد لاشهارها عند الحاجة. <br />وغالبا ما يتم الاعلان عن مسؤولية
'الارهاب' المجهول الهوية، حتى قبل ان يتم اجراء اي تحقيق او اتباع طرق
فحص الرفات المتعارف عليها والتعرف على هوية الضحايا بواسطة فحص الحمض
النووي (الدي أن اي)، مما يجعل الضحايا انفسهم مجهولي الهوية ويتم اغلاق
قضيتهم على هذا الاساس. وكانت وزارة حقوق الانسان قد اعلنت في سوق
التصريحات الاعلامية انها 'تعتزم' تأسيس قاعدة بيانات لضحايا المقابر
الجماعية في 15 تشرين الثاني /نوفمبر 2011، اي بعد مرور ثمان سنوات على
صعود ساسة العراق الجديد الى الحكم وهم الذين تاجروا بموضوع المقابر
الجماعية منذ تسعينيات القرن الماضي حتى بات بعض السذج يعتقدون ان اول
انجاز لهم بعد تسلمهم السلطة سيكون هو انصاف الضحايا. <br />واذا ما تبادر
الى ذهن احد القراء انني اقلل من قيمة حملة تأسيس قاعدة البيانات لضحايا
المقابر الجماعية، فان نظرة واحدة الى المادة الثانية من بند الهدف من
الحملة والمنشور على موقع وزارة حقوق الانسان سيبين، وبشكل لا لبس فيه، مدى
استهزاء الوزارة بحقوق الانسان والضحايا وذوي الضحايا ومفهوم العدالة. اذ
تنص المادة الثانية على ان هدف الحملة الوطنية هو 'تفعيل الروح المعنوية
لذوي شهداء المقابر الجماعية لمعرفة مصير أبنائهم الذين تم إخفاؤهم قسراً
وقتلهم وتصفيتهم من قبل النظام البائد في المقابر الجماعية'. النظام البائد
فقط؟ وماذا عمن تم إخفائهم قسراً وقتلهم وتصفيتهم من قبل الاحتلال ونظامه
الحالي؟ مما يدفعنا الى القول: أليس من الأنسب، في حالة التمييز السافرة
حتى بين الضحايا ومن قبل جهة يفترض فيها الدفاع عن الجميع بلا تمييز، تغيير
اسم وزارة حقوق الانسان الى وزارة حقوق بعض الناس؟</span> </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-84918028140005351622013-01-19T22:00:00.001+00:002013-01-19T22:00:10.850+00:00اضحك أنا عراقي!<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C10%5C10-19%5C19qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>19/10/2012</b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">لا يمكن وصف العراقي بانه صاحب نكتة. فالكآبة معجونة بروحه، منذ الأزل،
حتى باتت سمة من سماته. وكيف لا وهو من سكن على ضفاف نهرين متعكري المزاج،
وعاش تاريخا شبه دائم من الاحتلال والهجمات الهمجية؟ وكيف لا وتاريخه
وحاضره لايخلوان من مجيء هولاكو مبيد لحضارته ومدمر لانسانيته، عبر
العصور، من التتار الى المبيد الامريكي؟ <br />غير ان العراقي المهموم ابدا،
غناء وشعرا وجلسات عزاء، يمر، حاليا، بمرحلة تستحق المتابعة والتوثيق. فلا
يمر يوم بدون ان نتلقى جرعة كبيرة من النكات العراقية، واحيانا، الاجنبية
المتعرقنة، بواسطة البريد الالكتروني او على المواقع الالكترونية المتنوعة
ولمختلف الأعمار. هناك موقع، مثلا، يشترط شرطا خاصا وهو: 'أي واحد يدخل
يحكي نكتة ها ها ها'. بينما تؤكد منتديات حشاشة العراق ' الضحك ويانا بلاش
( معنا مجانا)'. ويفتخر الموقع بانه يضم 'اكبر مكتبة للنكات العراقية'
بينما يطلق موقع آخر على نفسه، وتماهيا مع قصص ألف ليلة وليلة اسم 'ألف
نكتة ونكتة عراقية'. ومن المعلومات الغريبة التي قرأتها أخيرا، ولايمكن
تصديقها بسهولة اشارة الحكيم البابلي، في موقع الحوار المتمدن، 19/1/2010،
الى 'أن أول نكتة مكتوبة تم إكتشافها كانت مدونة من قِبَل السومريين سنة
1900 ق. م، في موقع أثري جنوب العراق، والطريف إنها كانت نكتة جنسية. وتم
إكتشاف ثاني أقدم نكتة كتبت سنة 1600 ق. م وكانت فرعونية مصرية'! وكأن
التنافس الثقافي العراقي- المصري القديم يمتد الى النكتة أيضا، وهذه نكتة
بحد ذاتها لو إعتبرنا التفوق المصري فيها منذ عقود.<br /> واذا ما اتفقنا مع
علماء الاجتماع والجهاز العصبي (في بحث نشر في مجلة نيتشر نيوروساينس 2006)
بان لروح الفكاهة أو الحس بالدعابة دورا معقدا في عملية التفكير والتواصل
بين البشر وكذلك في عملية التفاعل الاجتماعي، وأن سبب انعدام روح النكتة
عند بعض الأشخاص يعود الى تلف جزء معين من دماغهم، فما هو تبرير ظاهرة
انتشار روح النكتة بين العراقيين الآن؟ <br />ان تسليط الأضواء على الأسباب
البيولوجية العصبية، وبالتالي النفسية، لروح الفكاهة، قد يكون ضروريا لفهم
الوضع العراقي الذي يستحق بحوثا اجتماعية طالما عانى من شحتها وتتطلبها
المرحلة الحالية بامتياز. اذ تزخر المرحلة الحالية بالنكتة والسخرية من
النفس، كتعبير غير مباشرعن القرف من ضعف النفس البشرية، ومشاركة الناس في
مصيرهم أو دورهم أنفسهم في تعاستهم. ونرى ما يصاحب ذلك من تفنن برسوم
الكاريكاتير والكولاج المبني على التناقضات السياسية والاقتصادية المضحكة
المبكية التي يعيشها المواطن العراقي. وهي نتاج مرحلة لايمكننا الادعاء
بانها انبثقت فجأة ومن العدم، بل تأسست وتطورت تدريجيا في ظل حروب قاسية
وحصار جائر ونظام قمعي، فلم يبق امام العراقي من منفذ غير الهرب بانواعه.
فبينما اختار البعض الهرب الى خارج الوطن، بقي آخرون ليهربوا الى حضرة
الدين. الدين القادر على توفير ما يعجز الآخرون عن توفيره أي طمأنينة اليوم
الآخر وحتمية القدر والطقوس الفردية والجماعية، وكل ما يخفف ان لم يمح عن
الانسان مسؤوليته فيما يجري حوله، سواء من قبله شخصيا او ممن حوله. في هذه
الاجواء العصيبة، هرب البعض خارج محيط ' المقدر والمكتوب'، الى خلق
النكتة. فولدت النكتة، مجهولة المؤلف، ابنة الاحباط واليأس والخوف والفقر
والجوع والظلم، لتنمو وتترعرع كأداة للمحافظة على البقاء. واختلط التلاعب
اللفظي بالحشرات والحيوانات والوضع السياسي، ليصبح للنكتة، حديثة الولادة،
مصطلحاتها وتعابيرها ونكهتها السياسية الخاصة. مؤكدة بان العراقي كائن لا
يعرف معنى للحياة بلا سياسة وليستهدف رمز السلطة بلا رحمة بواسطة مشاعية
النكتة. <br />وان كان رمز السلطة صدام حسين، رئيس النظام السابق، نفسه،
صاحب نكتة كما يخبرنا الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في الجزء الأول من
مذكراته، التي سرد فيها تفاصيل زيارته الى بغداد، حين كان وزيرا للخارجية،
وكيف تم استقباله من قبل الرئيس العراقي السابق، واصفا اياه: 'بدا لي
الرجل ذكيا ولا يخلو من روح النكتة وهو لطيف وعاملني كصديق'. <br />وجاء
الغزو والاحتلال في عام 2003 ليقصم ظهر المواطن المنهك من سنوات الحروب
والحصار. وتلاه تأسيس الطائفية واقطاعيات ساسة الاحتلال، الذين فتحوا ابواب
الوطن للغزاة وميليشياتهم المتفننة بالتعذيب والغدر، ليصاب بالصدمة
والترويع كل من تطلع او توهم الديمقراطية. واذا ما اضفنا الى ذلك حجم
الكارثة اليومية التي يعيشها المواطن وعالمه المنغمر بقيم واخلاقيات ما كان
يظن بانه سيشهدها يوما ما، لفهمنا مغزى التشبث بالنكتة، مهما كانت
طبيعتها. فالهدف منها هو خلخلة الواقع الخانق من خلال استهداف مركز السلطة
سواء كانت سياسية او دينية، وتسجيل نفاق رجال الدين والسياسيين، والسخرية
من الغيبيات والشعارات والمواقف التي تعلن لتنقض أو تقلب رأسا على عقب.
أنها بالفعل مرحلة غنية بالسخرية من المفارقات والمنطلقات المتناقضة
وتشخيصها باسلوب ممتع من السهل استقباله من قبل المتلقي. ويقارن الكاتب
آرثر كوستلر في كتابه ' فعل الابداع' أو الخلق سيرورة <br />الاكتشاف
والاختراع والمخيلة والابداع في الفكاهة والعلم والفنون، مبينا ان ما يجمع
ما بين هذه الجوانب الابداعية الجادة والنكتة هو استنادها الى وجود العناصر
المتناقضة. ففي النكتة، تتم قيادة المستمع الى توقع نتيجة معينة تتوافق مع
مجرى السرد العام الا انه يفاجأ بنقطة او حدث مختلف تماما وغير متوقع مع
المسار العام بشكل ساخر ومضحك يقلل، بالنتيجة من قيمة الحدث ويكسر المحرمات
المحيطة بالمحور سواء كان المحور شخصية او سلطة او فكرة لايمكن مسها عادة.
<br />وتكاد معظم النكات العراقية السياسية اليوم تدور بلا ملل حول 'رئيس
الوزراء' نوري المالكي ورئيس حزب الدعوة المعروف بملامحه المكفهرة
الصالحة، بشكل طبيعي، لرسوم الكاريكاتير. وكان مجلس محافظة نينوى ( شمال
العراق) 'قد أمر بإغلاق صحيفة 'المجتمع المدني' الصادرة في الموصل، على
خلفية كاريكاتير اعتبره المجلس يسيء لرئيس الوزراء نوري المالكي. يصور
الرسم المالكي وهو جالس في حجر وزيرة الخارجية الأمريكية رايس ويرضع. لكن
قائم مقام الموصل المحامي عامر جهاد رفض تنفيذ الأمر حيث اعتبره تكميماً
للأفواه و تقيداً للحريات'. أما 'رئيس الجمهورية' جلال الطالباني الذي يصفه
البعض بانه صاحب نكتة، فأن المواطنين، عموما، لا يرون فيه غير نكتة مجسدة
موضوعة على كرسي ضخم. <br /> وتكمن قوة النكتة، كسلوك معرفي، في كسرها حاجز
الخوف والاضطهاد والقمع عن طريق تحطيم سطوة الشخصيات المهيمنة ووضعها بحجم
يصبح من السهل الضحك عليه. انها، بمؤلفيها المجهولين، وشيوع استخدامها، من
قبل الجميع بلا تفرقة، واحدة من اقوى الادوات الاجتماعية لمقارعة الظلم
والاستبداد، وتقوية العلاقات الاجتماعية التي فرقتها السياسة، وهذا ما
يبتغيه المواطن العراقي من خلال تبادله النكات بشكل لم يعرفه من قبل. </span><b> </b></div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-68823568043914646802013-01-18T00:00:00.001+00:002013-01-18T00:00:25.382+00:00المتاجرة بالاسرى الفلسطينيين<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C10%5C10-12%5C12qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>12/10/2012</b><br />
<b> </b><span style="font-size: large;">قامت الجامعة العربية، أخيرا، بتوجيه دعوة الى عدد من الشخصيات العربية
والعالمية لحضور مؤتمر دولي بشأن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في
سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت ان المؤتمر سيفتتح ببغداد، يوم 11 كانون
الاول (ديسمبر)، من قبل رئيس الجمهورية جلال طالباني ونظيره الفلسطيني
محمود عباس والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وتدق كل
التصريحات الرسمية، حتى الآن، على وتر أن 'العراق سيعمل جاهدا لكي يوفر
كل مستلزمات عقد هذا المؤتمر على مستوى دولي وستتم دعوة خبراء وقانونيين
دوليين وإعلاميين وجمعيات إنسانية وحقوق الإنسان'، وأن 'موضوع الأسرى
الفلسطينيين ومعاناتهم على درجة كبيرة من الأهمية ... وهم في حالة إنسانية
يرثى لها'. وأن 'محاور المؤتمر ستتناول وضع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين
والعرب في القانون الدولي، وحالة السجون الإسرائيلية وأوضاع السجناء اللا
إنسانية والمحاكم الإسرائيلية'. <br />ازاء هذه التصريحات المعلبة بالمشاعر
الانسانية، هل من معترض؟ هل هناك من يختلف مع محاور المؤتمر المعلن عنها،
ومع هذا الخطاب العربي والدولي الحقوقي الداعي الى الوقوف بحزم تجاه
ممارسات الكيان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني؟ أشك بذلك، ولسنا بحاجة الى
اثبات موقفنا المبدئي. فمشاعر ومواقف الشعوب العربية معجونة بالهم
الفلسطيني، على الرغم من كل التلاعبات والمناورات السياسية التي طالما تغذت
عليها انظمة الحكم الاستبدادية والفاسدة وأحزابها وزعماؤها باسم القضية
الفلسطينية. ونحن نرحب بحملات ومؤتمرات التضامن باعتبارها خطوة ايجابية.
فاذا كانت المشاعر بهذا الشكل، لماذا شعرت والكثير من العراقيين، ممن
استلموا الدعوة لحضور المؤتمر، بالغضب الشديد؟ هل لأننا على وشك تذوق طعم
العلقم السام مخلوطا بالعسل الاعلامي للمتاجرة بمحنة الاسرى؟ هل هو الزيف
والرياء السياسي الملوث لمهمة انسانية؟ أم انها حقوق الانسان الاساسية
تستخدم كأداة للربا والمقايضة بين ساسة فاسدين ينتشرون كالبثور المتقيحة
على وجه البلاد العربية، وهم لا يقلون سوءا في انتهاكاتهم عن اسرائيل التي
يدعون ادانتها؟ <br />الجواب هو، الاسباب كلها مجتمعة. ولأوضح هناك جانب
انساني واحد يتوجب النظر اليه لرفض حضور مثل هذا المؤتمر، وهو المتعلق
بالمعتقل ( أو الأسير) العراقي والأسير الفلسطيني. فبالنسبة الى المواطن
العراقي المعتقل/ الأسير في بلده، يتبوأ نظام حزب الدعوة برئاسة المالكي
واحدا من اعلى المراكز ، دوليا، في سلم الفساد وانتهاك حقوق الانسان،
واكثرها بشاعة هي الاعتقالات الجماعية والتعذيب والاعدامات بالجملة. ولا
يمر شهر الا وتصدر احدى المنظمات الحقوقية الدولية ( لن نقول العراقية
لانها كمثيلتها الفلسطينية متهمة بالارهاب) تقريرا تدين فيه بالامثلة
والوثائق الجرائم المرتكبة بحق الاسرى العراقيين، في معتقلات المالكي
السرية والعلنية. وهي معتقلات حقق فيها المساواة الجنسوية في اغتصاب الذكور
كما الإناث، في سابقة لم تحدث حتى في اسرائيل. من الناحية السياسية، بات
من المسلم به انه ليس هناك من ينافس 'الديمقراطية' المتصهينة في اسرائيل
غير 'ديمقراطية' نظام الدعوة في العراق.<br />وفي الوقت الذي يتخذ فيه
النظام من 'المادة 4 ارهاب'، ذريعة لاعتقال الصحافيين والناشطين وترويع
المثقفين، يستخدم مليارات النفط لشراء الذمم واجهزة الاعلام، المرددة
كالببغاء لتصريحات وخطب ساسة النظام، وتجميل الصورة الطائفية القاتلة
للنظام على حساب الحقيقة. وما الدعوة الموجهة الى 'الضيوف العرب والدوليين'
واغراؤهم بدفع مصاريف السفر والاقامة بفنادق لا يحلم المواطن العادي
بالاقتراب منها، غير مثال نموذجي لهذه الحالة. والا كيف يقبل البعض ضيافة
نظام كهذا؟ الا يشبهون بسلوكهم من يأكل من صينية موضوعة على أجساد الضحايا
المعذبة؟ ألن تنغمس ايديهم بدماء القتلى تحت التعذيب؟ واذا افترضنا ان
المدعوين مقتنعون بان محنة الفلسطيني لها الاولوية على العراقي، وان
البراغماتية ضرورية لمواجهة النظام الصهيوني، واذا ما قبلنا بمنظور تجزئة
القضايا، نتساءل هنا ضمن هذا الحيز الانساني الضيق والنظرة الى حقوق
الانسان بعين واحدة: ماذا عن محنة الفلسطينيين في العراق؟ ما هو موقف
الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية من تهجير وتغييب واعتقال وتعذيب
الفلسطينيين بالعراق منذ احتلاله، عام 2003 وحتى اليوم وتحت حكومات
الاحتلال المتعاقبة وآخرها حكومة المالكي؟ كيف سيبرر السكوت على تجريم
الفلسطينيين واجبارهم على عيش النكبة للمرة الثانية والثالثة، والتفاصيل
لمن يريد الاطلاع، موثقة بشكل دقيق على مواقع فلسطينية عديدة، من بينها
'فلسطينيو العراق'؟ هل سيتطرق حضور المؤتمر، من حماة حقوق الانسان
والمنظمات الدولية، الى كيفية معاملة نظام المالكي لـ462 معتقلاً من حاملي
الجنسيات العربية في معتقلات حزب الدعوة، وبينهم 40 معتقلا فلسطينيا، تم
اعتقالهم بتهمة 'الإرهاب'، بلا دفاع او محاكمة عادلة؟ وهل سيتطرق المدعوون
الى مصير 22 فلسطينيا هربوا من العراق ثم انطلقوا بقارب مع مجموعة من
اللاجئين بعد منتصف ليل 29/6/2012 من أندونيسيا باتجاه السواحل الأسترالية
ثم فقد اثرهم؟ هل سيطلع المدعوون على حملة تصفية الفلسطينيين، حتى من ولد
منهم ببغداد وتربى ودرس وتزوج فيها؟ كما حدث للشاب أحمد مصطفى الناجي (31
عاما) ليلة الأربعاء 882012 الذي اغتيل ببغداد برصاص قناص بينما كان يقف
عند إحدى الإشارات الضوئية برفقة زوجته وطفله بعد أن أنهوا الإفطار عند
والدته؟<br /> بامكانهم، اذا ارادوا معرفة الحقيقة، قراءة ملف المفقودين
والشهداء والاسرى بالاسماء وتواريخ الولادة والاعتقال والتغييب والاستشهاد
على موقع (فلسطينيو العراق)، كما بامكانهم قراءة رسائل مناشدة إنهاء معاناة
ومأساة العديد من العوائل الفلسطينية الموجودة في مخيم الوليد الصحراوي،
بعد تهجيرهم قسرا من بيوتهم واماكن عملهم ومدارس اطفالهم. بالاضافة الى
الاعتداءات المتكررة والمداهمات والشتائم الطائفية ضد الفلسطينيين، وعرض
عدد من المعتقلين الفلسطينيين الأبرياء في برنامج 'العيون الساهرة'، في
تلفزيون 'العراقية' الرسمي، في 16/5/2012 ، باعتبارهم ارهابيين. وهو فعل
مناف لحقوق الانسان طالما اخضع له المواطن العراقي. <br />ترى هل سيذكر
الرئيس عباس، اثناء افتتاحه المؤتمر، تعهد المالكي له' بإطلاق سراح
المعتقلين الفلسطينيين في السجون العراقية وتوفير الامن والحقوق للمقيمين
اسوة بالعراقيين' اثناء حضوره مؤتمر القمة ببغداد، الذي ادى الى اعتقال
آلاف العراقيين ثمنا لتوفير الأمن له ولبقية ' الرؤساء العرب'؟ هل سيتلو
عباس البيان الرسمي الفلسطيني الذي جاء فيه 'حيث لاقت الاحتياجات والهموم
والقلق الفلسطيني تجاوبا كبيرا من الأشقاء في القيادة والحكومة العراقية'.<br />ان
عملية جرد بسيطة لجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، فيما يخص
الاسرى والمعتقلين بالتحديد، ومقارنتها بجرائم نظام 'العراق الجديد' في ذات
المجال، تبين ان التماثل يكاد يفقأ العيون. ويأتي تصريح المالكي، امام
نقابة المحامين العراقيين، في 5 تشرين الاول/ اكتوبر، تجسيدا لموقف حكومته
وحزبه من حقوق الانسان وليصب في حملة ترويع المحامين والقضاة واستهدافهم
جسديا وحرمان المعتقلين من حقهم الاساس في الدفاع، حيث ذكر المالكي انه
حزين لوجود محامين عراقيين يدافعون عن المعتقلين الذين وصفهم بانهم
'ارهابيين ومجرمين' قبل إجراء محاكمتهم والتأكد من أسمائهم وسماع الشهادات
عنهم وعليهم، وخلافا لكل الدساتير التي تنص على ان المتهم بريء حتى تثبت
ادانته. ولا يمر يوم لا يعتقل فيه مواطنون، نساء ورجالا واطفالا، بتهمة
الارهاب والعنف. ولا يمر يوم لا يختفي فيه مواطنون لا يعرف مصيرهم او في أي
معتقل سينتهون. كما ان هناك مئات المواطنين، من بينهم نساء، بانتظار تنفيذ
عقوبة الاعدام، لا تعلن أسماؤهم أو التهم الموجه لهم أو اسماء محاميهم
وقضاتهم، كأن حالة حرب لا تزال سائدة ، يصفى فيها من يقف في الطريق
'ميدانيا'، وهو ما كان المالكي قد تمنى العودة اليه بالفعل في خطاب له في
بداية ولايته الثانية. <br />فهل يهدف نظام كهذا للدفاع فعلا عن حقوق الاسير
الفلسطيني أم انه سيستخدم، كما بقية الانظمة العربية، سلعة للمقايضة في سوق
النخاسة السياسية، وتجميلا لافعال ارهابية ضد المواطنين؟ واستحضر شاعرنا
محمود درويش قائلا عن معنى الاحتلال الفلسطيني - العراقي الواحد وحكوماته:
'أتذكر السيّاب... حدّادون موتَى ينهضون/ من القبور ويصنعون قيودنا'. وأضيف
ان من يحضر مؤتمرا كهذا انما يختار النظر بعين واحدة نحو مأساة مشتركة لا
يمكن تجزئتها او تفتيتها. واذا كان سبب عقد المؤتمر ببغداد كونه 'سيكون
مختلفا عن غيره من المؤتمرات، حيث ستقدم فيه شهادات حية ودراسات ومعارض
بشأن أوضاع الأسرى ومعاناتهم في سجون الاحتلال'، حسب الامين العام المساعد
لشؤون فلسطين السفير محمد صبيح، فهل سيمتلك الحاضرون من المنظمات العربية
والدولية من الشجاعة والنزاهة، ان يطالبوا بالاستماع الى شهادات المعتقلين
العراقيين الحية عن معاناتهم ومأساتهم تحت نظام حكم المالكي؟ </span><br />
</div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-76360509418324768642013-01-17T23:47:00.005+00:002013-01-17T23:47:57.192+00:00اقتياد رئيس الوزراء البريطاني الى محكمة الجنايات الدولية<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C09%5C09-21%5C21qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>21/09/2012</b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">حدثان يستحقان الاهتمام في مجال القوانين الدولية، وقعا في الشهر الحالي.
حدثان يتعلقان بمفهومي 'التدخل الانساني' و'جرائم الحرب' المخلوطين
والمختلطين بضباب التضليل وانتقائية الاستخدام، وقد يساعدان في المرحلة
الصعبة الراهنة التي تحاول فيها قوى الخير استعادة البشرية لمنظومة القيم
الاخلاقية بين الدول والإمم. <br />الحدث الاول هو الضجة الكبيرة التي اثارها
الأسقف الجنوب أفريقي، ديزموند توتو، حين دعا إلى محاكمة رئيس الوزراء
البريطاني الأسبق توني بلير والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، أمام
المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي؟، لانهما شاركا بغزو العراق بناء على
كذبة، مطالبا أن يُدانا بسبب التدمير المادي والأخلاقي الذي سببه غزو
العراق، قائلا بإن حصيلة القتلى في العراق، سواء خلال الغزو أو بعده كافية
بمفردها لمحاكمة بلير وبوش أمام المحكمة الجنائية الدولية.<br />وأضاف، في
مقال نشرته صحيفة 'الاوبزرفر' البريطانية (2 ايلول/ سبتمبر)، أن أولئك
المسؤولين عن هذه 'المعاناة والتسبب في فقدان الحياة ينبغي أن يلاقوا
المصير ذاته الذي حل بقادة أفارقة وآسيويين وجدوا أنفسهم يقفون أمام
المحكمة الجنائية الدولية لتبرير تصرفاتهم'. والملاحظ في تصريحات توتو
وكتاباته تأكيده على اهمية القيم الاخلاقية للسياسة، وبالنسبة الى غزو
العراق، يؤكد الأسقف انه 'بالإضافة إلى حصيلة القتلى، هناك خسائر أخلاقية
ثقيلة منيت بها الحضارة الإنسانية من دون أن تتحقق أية مكاسب'. <br />أما
الحدث الثاني فهو دعوة عدد من اعضاء البرلمان الاسكتلندي إلى تغيير قانون
المحكمة الجنائية الدولية (اسكتلندا) لعام 2001، لاعتبار شن حرب عدوانية
على بلد ما مع نية تغيير نظام الحكم عملا غير قانوني. ويأتي الطلب من اجل
توفير الارضية القانونية لـ'إدخال تشريعات بأثر رجعي من اجل محاكمة رئيس
الوزراء السابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب'، حسب النائب جيم سيلرز الذي أكد ان
'بلير كان يعرف ان الحرب العدوانية جريمة، غير انه كان يشعر بالأمان، لعدم
وجود أي نظام قانوني يمكن أن يمسه هناك. وما نريد قوله هو: هناك قانون
الآن في بلدنا'. <br />وقد أضاف محامي حقوق الانسان سير جفري بندمان،
المعروف عالميا، في لقاء مع بي بي سي (6 ايلول/ سبتمبر)، بعدا جديدا الى
حملة تقديم توني بلير الى المحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب، حيث ذكر ان
التهم الموجهة ضد بلير يمكن ان تدينه في المحكمة لانه مسؤول عن 'حرب غير
شرعية' وانها 'حرب عدوانية'، اي ان سير بندمان يرى ان التهمة الرئيسية
التي يواجهها توني بلير ولها الحظ الاكبر من النجاح هو مشاركته، مع امريكا،
في شن حرب عدوانية خرقت القانون الدولي بلا ادنى شك. وتطرق بندمان، كما
فعل الاسقف توتو والنواب الاسكتلنديين، الى اهمية الجانب الاخلاقي في جلب
المسؤولين عن ارتكاب الجرائم الى العدالة. هذه المساءلة الأخلاقية التي قد
تبدو واضحة للبعض لايزال الغموض المبهم يكتنفها بالنسبة الى الكثيرين،
خاصة عند استخدام 'التدخل الانساني' كذريعة للغزو. <br />يطفو مفهوم 'التدخل
الانساني'، بقوة، على السطح في البلدان العربية، هذه الفترة، في اعقاب
فورة الانتشاء الجماهيرية التي رافقت الانتفاضات في تونس ومصر واليمن
وسورية. وهو ليس مفهوما جديدا، اذ طالما استخدمته الدول العظمى كمبرر
لاستخدام القوة العسكرية ضد بلد ما بحجة مساعدة شعبه. وقد ذاق الشعب
العراقي طعم ما يمكن ان نطلق عليه مصطلح 'الاحتلال الانساني' مرتين وخلال
فترة زمنية قصيرة نسبيا بمقياس التاريخ. اذ تأخذنا الذاكرة العراقية الى
بداية القرن الماضي، حين دنس الجنرال البريطاني ستانلي مود ببسطاله تربة
بغداد، في 19 اذار/ مارس 1917 ثم خاطب العراقيين، قائلا : 'جيوشنا لم تأت
إلى مدنكم وأراضيكم كغزاة أو أعداء، بل كمحررين، كما إنه لا رغبة لحكومتنا
بفرض المؤسسات الغريبة عليكم... ان رغبتنا هي ان تعيشوا برخاء كما في
الماضي، عندما كانت اراضيكم خصبة، عندما منح أسلافكم العالم الأدب والعلم
والفن، وعندما كانت مدينة بغداد واحدة من عجائب الدنيا. ويحدونا الأمل ان
تتحقق تطلعات فلاسفتكم وكتابكم وان يزدهر سكان بغداد مرة اخرى، متمتعين
بثرواتهم في ظل مؤسسات تتفق مع قوانينهم المقدسة ومثلهم العرقية'. <br />وكانت
المرة الثانية، يوم دنست قوات الاحتلال الامريكي بغداد، ثم خاطب قائد
الغزاة جورج بوش الشعب العراقي في كلمة تكاد تكون طبق الاصل من خطاب
الجنرال مود، قائلا: 'قريبا ستكون حكومة العراق، ومستقبل بلدكم، ملكا لكم.
سننهي نظاما وحشيا، بحيث يمكن للعراقيين العيش في أمان. سنحترم تقاليدكم
الدينية العظيمة، ذات مبادئ المساواة والرحمة الضرورية لمستقبل العراق. سوف
نساعدكم على بناء حكومة سلمية تمثلكم وتحمي حقوق جميع المواطنين. ثم سوف
تغادر قواتنا العسكرية. سوف يمضي العراق قدما كدولة موحدة ومستقلة وذات
سيادة بعد ان استعادت مكانتها اللائقة في العالم. انكم شعب طيب وموهوب ـ
ورثة حضارة عظيمة تساهم في البشرية جمعاء'. <br />وتبين لنا قراءة الخطابين
ان الاول برر الاحتلال العسكري البريطاني بحجة تحرير العراقيين من هيمنة
الحكم العثماني بلا اي اشارة الى المصالح البريطانية الجيوسياسية
والاقتصادية، بينما استخدم جورج بوش لغة العصر السائدة في حماية حقوق
الانسان وبناء حكومة ديمقراطية بدون ان يشير هو الآخر الى المصالح
الامريكية في العراق والاستراتيجية الامريكية في المنطقة ككل، مانحا
المستمعين الانطباع بان امريكا والدول الاخرى التي شاركت في شن الحرب
العدوانية على العراق، انما هي دول اخلاقية او ذات سياسة مبنية على الخلق
العظيم وليس استراتيجية المصالح. وهذا بالضبط ما يشير اليه المفكر الامريكي
نعوم تشومسكي (بوسطن ريفيو ، كانون الثاني/يناير 2004) متسائلا اولا عما
اذا كان هناك، حقا، ما يمكن تسميته بـ'التدخل الانساني' ؟ وهل بامكان الدول
ان تكون قوة اخلاقية؟ ام ان مكيافيلي، وآدم سميث، وآخرين كانوا محقين
بالقول ان الدول تعمل عادة لصالح القوى المحلية مهما كانت التأثيرات على
الآخرين؟ السؤال الثاني الذي يطرحه تشومسكي يتعلق بمن هم في موقع المسؤولية
وما الذي نتوقعه من مؤسساتهم وتاريخهم؟ <br />لقد دعى وزير الخارجية
البريطاني الراحل روبن كوك، حال تسنمه منصبه في عام 1997، الى سياسة خارجية
ذات بعد أخلاقي تتضمن دعم 'مطالب الشعوب الأخرى من أجل ذات الحقوق
الديمقراطية التي نصر على تمتعنا بها'، غير ان سياسة حزب العمال الحاكم
الخارجية، بقيادة رئيس الوزراء توني بلير، تجاه العديد من الدول، خاصة
عندما تعلق الامر بتنفيد عقود بيع الاسلحة البريطانية الصنع والتبادل
التجاري، جعلت مفهوم روبن كوك للبعد الاخلاقي للسياسة الخارجية يتبخر مثل
مياه بركة ضحلة في صيف قائض، ثم جاء التقارب السياسي البريطاني الامريكي
تجاه غزو العراق استنادا الى المصالح الاستراتيجية المشتركة للبلدين ليدفن
أي ادعاء بـ 'وضع حقوق الإنسان في قلب السياسة الخارجية'، مؤكدا النظرية
القديمة الراسخة بان جوهر السياسة الخارجية هو المصلحة الداخلية للبلد، وان
تغيرت الحجة المعلنة. ويكفينا ان نراجع جرائم عام واحد من جرائم ائتلاف
الاحتلال الامريكي البريطاني ومستخدميه من العراقيين لنقيس البعد الشاسع ما
بين حقوق الانسان وتطبيقاتها واختلافها عما يمارس في البلدان ذاتها. <br />ان
تطور الاحداث بصدد اقتياد توني بلير الى المحكمة الجنائية وكل ما يصاحبها
الآن من تقييد لحركته في ارجاء بريطانيا وغيرها من الدول، ومحاولات
المواطنين البريطانيين القاء القبض عليه كحق مدني، بطيء الا انه مشجع في
الوقت نفسه. انه التحرك القانوني والمدني السليم الباعث على الأمل في
استعادة القانون الدولي تحقيقه للعدالة وتحرك المواطنين الدؤوب لمساءلة
مرتكبي العدوان والجرائم قانونيا مهما كانت مناصبهم، واتخاذ الاجراءات
الكفيلة بعدم افلاتهم من العقاب مهما كانت درجات ادعائهم او تمتعهم
بالحصانة. وهو الجانب الذي يشمل كل من ساهم بتنفيد فعل الحرب العدواني
والاحتلال، مهما كانت جنسيته، امريكيا او بريطانيا او عراقيا. </span><b> </b></div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-30308834924040176462013-01-17T23:47:00.002+00:002013-01-17T23:47:23.853+00:00المالكي والحكيم وتفجير كنيس مسعودة<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C09%5C09-28%5C28qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>28/09/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">ان الضجة التي أثارها اليهود العراقيين الذين إجبروا على الهجرة في
الخمسينات، ويرفضون الآن خطة الصهاينة والحكومة الإسرائيلية المتاجرة
بقضيتهم، تلقي الضوء على مفارقات تثير التساؤل حول العديد من المفاهيم
كالمواطنة والوطنية، وعلاقتهما بالتعصب الديني والعنصرية. كما تطرح أسئلة
صعبة حول مسار المنطقة العربية والإسلامية في العقود المقبلة التي قد تشهد
توازنات جديدة يصعب توقعها. وللنظر في مفارقات الوطنية والمواطنة، قد يكون
من المفيد العودة الى الماضي القريب اولا. <br />حين تم تعيين السيد عبد
العزيز الحكيم (1950 - 2009)، رئيسا لمجلس الحكم الانتقالي، بالتناوب،
ولمدة شهر واحد، كان من اوائل 'انجازاته' الشهيرة لصالح مواطنيه، ما اعلن
عنه في مؤتمر صحافي بلندن، بأن 'إيران تستحق التعويضات المالية التي تطالب
بها العراق والبالغة 100 مليار دولار عن الحرب العراقية - الإيرانية في
الثمانينات التي بدأها العراق'. وان إيران' تستحق التعويضات حسب قرارات
الأمم المتحدة، ولا بد من الوفاء بها'. والمعروف ان الحكيم كان رئيسا
للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وفيلق بدر الذي تم تشكيله بناء
على اقتراح من الراحل آية الله الخميني، رئيس جمهورية ايران الاسلامية. <br />وفي
آب/أغسطس 2010، كرر وزير الخارجية الايرانى منوشهر متقى في تصريح صحافي
الحديث عن التعويضات وبمبلغ اكبر هذه المرة مما ذكره الحكيم، قائلا 'ان
الخسائر التى لحقت بايران جراء الحرب قدرت بنحو 400 مليار الى 1000 مليار
دولار ويتعين على العراق دفع هذه التعويضات'. ثم قام عوض حيدر بور عضو لجنة
الامن القومي في مجلس الشورى الاسلامي الايراني، في اليوم ذاته، بالتذكير
بموقف الحكيم، قائلا: 'اصدقاؤنا هناك يدعمون مطالبنا، فالسيد عبدالعزيز
الحكيم طالب بدفع تعويضات لإيران، وكذلك فإن السيد نوري المالكي ذاته أقر
بأنه مع الحق الايراني في طلب التعويض'. <br />وهو موقف اثار استغراب البعض
ممن كانوا يظنون ان ولاء رئيس الحكومة يجب ان يكون لشعبه وبلده، خاصة وان
العراق يرزح تحت نير التعويضات جراء غزو النظام السابق للكويت، والتي تزيد
على الخمسين مليار دولار. وان الخطوة المتوقعة، من اية حكومة تمثل الشعب،
العمل على تخفيف العبء عن كاهل الشعب عن طريق تخفيض التعويضات المترتبة على
سياسة النظام العراقي قبل عام 2003 او التفاوض على الغائها، بعد اجراء
تحقيق دولي مستقل للتحقق من مسؤولية الحكومات المشاركة في النزاع. أما في
الفترة التالية لعام 2003، فان الموقف السليم لأية حكومة وطنية، يتحدد
بمطالبتها الحكومات التي شاركت في غزو واحتلال العراق بقيادة الولايات
المتحدة الامريكية، وما ترتب على ذلك من خراب البنى التحتية بالاضافة الى
الخسائر البشرية الجسيمة. ويتحدد الموقف السليم لأية حكومة وطنية بالعمل
الدؤوب للضغط على الامم المتحدة، بعد ان أثبتت الايام، لا شرعية الغزو، الى
تشكيل لجنة تعويضات، مماثلة للجنة التي شكلتها من اجل الكويت، للنظر في
طلبات التعويضات وكيفية تسديدها الى كل المتضررين، والى كل من يتقدم بطلب
ما، كما فعلت مع الكويت. ويتوجب على اية حكومة وطنية المطالبة بالتعويضات
من كل الدول التي شاركت بالعدوان اجنبية كانت او عربية. اذ لم تقصر بعض
الدول العربية ' الشقيقة'، خاصة دول الخليج في فتح احضانها لاستراحة الغزاة
قبل توجههم لشن الغزو. وكانت دولة الكويت حاضنة للقوات الامريكية مما
يجعلها مسؤولة، هي الاخرى، عن الخراب الناجم من حرب خارج 'الشرعية الدولية'
وبالتالي يتوجب عليها دفع التعويضات ما دام الجميع يتحدث بلغة القوانين
حسب هواهم. وعلينا ان نجعل من الكويت قدوة لنا للمثابرة بطلب التعويضات.
ولاتزال الكويت، ومعها قطر والامارات والسعودية وعمان والبحرين، محطة
استراحة امريكية. حيث توجد في الكويت حاليا، قاعدة جوية (قاعدة علي السالم)
وخمس معسكرات امريكية تضم 15 ألف جندي امريكي، مما يوفر للولايات المتحدة
الامريكية القاعدة الأكثر امانا وتأهبا بعد الانسحاب الجزئي من العراق. <br />واذا
ما كان السيد عبد العزيز الحكيم قد طالب العراقيين بتعويض ايران، واذا ما
كانت الكويت تواصل تلقي التعويضات في ذات الوقت الذي الحقت فيه بالعراقيين
ذات الاضرار التي تطالب بالتعويضات جرائها، قام عدد من اليهود العراقيين في
اسرائيل بتشكيل لجنة تضم في عضويتها رجالا ونساء من مواليد بغداد (وثلاثة
موصليين، وثلاثة بصراويين واثنين من الاكراد). والمعروف ان اليهود
العراقيين هم من اكثر المقيمين باسرائيل ارتباطا ثقافيا ووجدانيا بوطنهم
العراق. أصدرت اللجنة بيانا في الرابع عشر من سبتمبر /أيلول، اكدت فيه
رفضها الشديد ربط الحكومة الاسرائيلية قضية المطالبة بالتعويض عن أملاكهم
التي تركوها في العراق بقضية اللاجئين الفلسطينيين مشددين رفضهم لأن 'يتم
خصم تعويضاتنا من أملاك الفلسطينيين'. ودعا اليهود العراقيون الى تأسيس
لجنة تحقيق في الطرق التي اتبعها رئيس وزراء إسرائيل الأول ديفيد بن غوريون
ورئيس الوزراء العراقي الراحل نوري السعيد، في بداية خمسينات القرن
الماضي، ازاء عملية التهجير وعدم 'طمس الحقائق التاريخية' حول دور الموساد.
وطالبوا بفتح ملف الانفجار الذي استهدف كنيس 'مسعودة' ببغداد بوضع متفجرات
فيه عام 1950، والتوصل الى الجهة التي تقف وراءه وما اذا كانت هذه الجهة
هي الموساد بهدف اجبارهم على الرحيل. وأكدت اللجنة انها اذا ما طالبت
بالتعويضات فستكون من الحكومة العراقية (كونهم عراقيين) والاسرائيلية
(لانها ساهمت في تسريع مغادرة بلدهم) وليس على حساب الفلسطينيين. <br />وجاء
تشكيل اللجنة لمواجهة حملة وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي شنتها اخيرا،
للترويج لمصطلح 'اللاجىء اليهودي' الذي اجبر على مغادرة الدول العربية
والسعي للحصول على تعويضات عن ممتلكاته في البلد الذي ولدوا فيها. وهي حملة
تريد منها اسرائيل التغطية على مأساة اللاجىء الفلسطيني وحقه القانوني
بالعودة وتعويضه. وذكرت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية ان مكتب 'رئيس الوزراء
الإسرائيلي' يقوم بإعداد وثيقة تربط حل قضية اللاجئين الفلسطينيين بتعويض
من وصفتهم باللاجئين اليهود من الدول العربية والإسلامية باعتبار ذلك أمر
أساسي في أي اتفاق للسلام مع أي طرف عربي.<br />واذا ما كان رد اليهود
العراقيين باسرائيل فاضحا لسياسة اسرائيل العنصرية والاعيبها بطمس حقوق
اللاجئين الفلسطينيين، يأتي جواب ساسة 'العراق الجديد' السريع، باتهام
اللجنة فاضحا لجهلهم وسياستهم الممعنة في التضليل، فبينما اعتبرها نائب عن
دولة القانون (برئاسة حزب الدعوة) محاولة يهودية 'ماسونية'، اكد نائب عن
العراقية (برئاسة اياد علاوي) أن اليهود هاجروا من العراق بإرادتهم! وهي
تصريحات لا توازي بهرائها غير وصف الحكومة الصهيونية لليهود الشرقيين بانهم
لاجئون بعد ان بنت اسسها على صناعة 'العودة الى ارض الميعاد</span>'. </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-56863528624062380002013-01-17T23:43:00.000+00:002013-01-17T23:43:01.355+00:00هل مخاوفنا على سورية محض اوهام؟<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C09%5C09-14%5C14qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>14/09/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">هل تستند مخاوفنا على سورية على الاوهام أو انه الوقوف بجانب النظام ؟ هل
لا نزال بحاجة الى الكتابة من جديد حول دموية النظام وقمعه لابناء الشعب
وقد اتسعت ادوات القتل، في الشهور الأخيرة، لتشمل الجو بعد الارض؟ هل نحن
بحاجة ان نقرأ من جديد، نحن ابناء القمع المتوارث والنضال المتوارث، تقرير
نزار قباني السري جداً من بلاد قمعستان؟ ذلك التقرير/ القصيدة الذي يمتد
ليشملنا جميعا كشركاء، سوية مع مضطهدينا، في ارض قمعستان 'تلك التي تمتد من
شمال افريقيا / إلى بلاد نفطستان / تلك التي تمتد من شواطئ القهر الى
شواطئ القتل / الى شواطئ السحل/ الى شواطئ الاحزان .. وسيفها يمتد بين مدخل
الشريان والشريان / ملوكها يقرفصون فوق رقبة الشعوب بالوراثة / ويفقأون
أعين الأطفال بالوراثه / ويكرهون الورق الابيض، والمداد، والاقلام
بالوراثة' <br /> ماعدنا بحاجة الى التكرار. لأننا نحمل قناعة مناهضة كارهي
الشعوب، وان كانوا منهم، معجونة بدواخلنا. موقفنا كان واضحا منذ الايام
الاولى للانتفاضة السورية الشعبية. غير ان هناك جانبا آخر، يفرض نفسه علينا
فنكرره، مرات ومرات وهو: ان مخاوفنا التي رافقت نبض الشارع، حقيقية. صارت
مخاوفنا على سورية وشعبها، كابوسا دائم الحضور لانها تستند الى واقع نعرفه
جيدا وموت نعرفه ونشم رائحته التي لاتنسى ونعيش تفاصيل مآسيه منذ ما يزيد
على التسع سنوات . وحين استخدم صيغة الجمع، اعني نحن العراقيين المعارضين
ممن ذاقوا طعم النظام الاستبدادي، على مدى عقود، الا انهم اختاروا ان
يقفوا، بقوة، ضد استبدال النظام بغزو واحتلال اجنبي. كان رفضنا واضحا
وصريحا لا يقبل المساومة وهو ان تغييرالنظام لايستدعي معاقبة الشعب او فتح
ابواب الوطن للغزاة. كنا نفكر بمنطق يستصرخ الانسانية بصوت عال قائلين: كفى
عقابا للشعب العراقي الذي حولته سنوات الحصار الجائر، على مدى 13 عاما،
الى صفوف من رجال ونساء واطفال يمتهنون استجداء الغداء داخل الوطن (اطلق
عليهم اسم العوائل المتعففة تعففا) واستجداء الاقامة والخدمة خارج الوطن
حفاظا على البقية الباقية من الكرامة. ومنذ التسعينات و'معارضة' النظام
العراقي الرسمية تنام في سرير واحد مع المخابرات الامريكية والبريطانية
مقدمة اسخى الخدمات والوعود بنفط مجاني وقاعدة عسكرية دائمة تحت غطاء اسمه '
الديمقراطية'، الى ان تم استبدال النظام... ولكن، بماذا؟ <br />بنظام 'حاكم
مؤمرك يأخذها بالصدر والأحضان'. باحتلال مسح المدن واعتقل وعذب واغتصب
وقتل. بنظام قمعي، طائفي، فاسد، شرعن الارهاب واغتيال المواطنين وتفتيت
الوطن، ثم وقع معاهدات بيع الوطن الطويلة الأمد. <br />نظام حزب الدعوة
برئاسة المالكي وماسبقه برئاسة الجعفري (الملقب عراب معتقل الجادرية
الرهيب) وما سبقه برئاسة اياد علاوي (الملقب بجزار الفلوجة)، استطاعوا، ان
يحققوا خلال تسع سنوات، فقط، ما فشلت كل حكومات العراق السابقة، غير
المشهورة بانسانيتها واحترامها لحقوق الانسان، بتحقيقه من خراب ودمار بشري
وبناء تحتي. اذ حققت رقما قياسيا في تصفية مايزيد على المليون مواطن وتهجير
الملايين وزرع بذرة الطائفية الهجينة التي احتاجوها لانهم بلا جذور. ان
نظام 'العراق الجديد' المبني على روح الانتقام، المتعطش للدماء والقتل
والتعذيب، اباد باسم التحرير والديمقراطية مايزيد على شهداء الحرب العراقية
الايرانية، الراسخة في ذاكرة العراقيين، بدمويتها ووحشيتها. <br />كيف
نستطيع ان نبقي شعلة الامل بثورة الانسان والرغبة بالانتقام تتصاعد، مع كل
ضحية جديدة؟ كيف تغيرت صديقتي السورية التي قالت لي باعتداد مدافعة عن وحدة
ولاطائفية سورية في بداية الانتفاضة: 'ان سورية ليست مثل العراق'، ثم
عادت، لتتساءل، بعد مقتل طفلين من اسرتها: 'كيف نغفر لهم مافعلوه بنا؟'.
وهو السؤال الاكثر قربا الى كينونة الانسان ووجع القلب وعلاقته بوطنه
ومستقبله. وقد يليه سؤال طالما طرحناه على انفسنا، تحديا ونحن في غمرة
الذهول العقلي: وهل نستطيع ان نغير الواقع ونستشرف المستقبل والدماء تغطي
عيوننا؟ وكيف نضع حدا لدائرة الانتقام التي باتت تسبقنا بأميال؟<br />من
الصعب الرؤية بوضوح، خاصة عند الاستغراق في المأساة العراقية المزمنة
وتلاحمها بالماساة السورية. فنظام حزب الدعوة يبحث مع الادارة الامريكية
كيفية التعامل مع 'الأزمة الحالية في سورية، والمجالات الممكنة للتعاون'.
ودرجة التعاون بين الطرفين تتحكم بهما عوامل عدة. من الجانب الامريكي هناك
حالة الانشغال المحموم بحملة الانتخابات الرئاسية المقبلة وآثار الأزمة
الاقتصادية وكون أمريكا قد تعلمت درسا من سقوطها العسكري في 'مستنقع'
العراق، ولا تريد السقوط في مستنقع آخر سواء كان سوريا أو ايرانيا. <br />من
الجانب العراقي، هناك الصدام الدموي بين ساسة العملية السياسية وميليشياتها
والذي لاينفك يضيف الى ايامنا صفة 'الدامي' كيوم الأحد الدامي والاربعاء
الدامي والخميس وكل ايام الاسبوع الدامية. هناك، ايضا، بقايا ولاء نظام
المالكي لايران الذي يجذبه بعيدا عن حبل الطاعة الكلية للسيد الذي قام بـ
'تحريره'. <br />مما يدفع السيد الذي تم دفعه جانبا لصالح سيد آخر، الى
الاحساس بالغضب الشديد و الرغبة بالانتقام واثارة الفتنة. وهذه مسألة
جوهرية، غالبا مايتم اهمالها عند النظر الى تفاصيل تفجيرات الايام الدامية
وضحاياها الابرياء. اذ تسارع اجهزة الاعلام بتكرار ببغائي تقديم بيانات
النظام وتصريحات مسؤوليه المنغمسين حتى رقابهم في النزاعات والفساد وتوجيه
اصابع الاتهام فورا وبلا مساءلة الى 'الارهابيين' و'ازلام النظام السابق'
و'القاعدة'.<br /> وهو وضع يشبه توجيه اصبع الاتهام الامريكي والغربي، عموما،
الى 'الارهابيين العرب' و'المسلمين' حالما يقع حادث ارهابي لديهم. والى ان
تنكشف عاجلا أم آجلا هوية الفاعل الامريكي او الاوربي لهذه التفجيرات تكون
وصمة الارهاب الإسلامي قد رسخت في اذهان الناس ومن الصعب ازالتها. ان معدل
من يلقى القبض عليهم، في العراق، بتهمة الارهاب حسب المادة أربعة، هو ألف
رجل وأمرأة شهريا، اي 12 ألفا سنويا. ولايمر يوم لايتم القاء القبض فيه على
أمير للقاعدة او مساعد له او سكرتير او ممول او سائق.<br /> ومع ذلك تستمر
التفجيرات. ألم يحن الوقت للتساؤل عن هوية المستفيد من هذه التفجيرات
بالدرجة الاولى؟ لماذا اختفت صورة المستفيد الأول من البيانات واجهزة
الاعلام على الرغم من ان اصابعه او فرقه القذرة لاتزال مغروزة في الجسد
العراقي؟ ماهو موقف السيد الامريكي المتنازع مع السيد الايراني للسيطرة على
الارض العراقية؟<br /> هل سيترك العراق الذي يراه، كما ذكر وزير الدفاع
بانيتا، اخيرا، ضرورة استراتيجية لاحكام تواجده في منطقة الخليج وايقاف
ايران عند حدها؟ <br />هل سيكتفي بالمعاهدات الامنية والتواجد العسكري
القتالي وعلى اهبة الاستعداد في الكويت والبحرين وقطر والامارات، وبعدد أقل
في السعودية وعمان، بالاضافة الى عدد من حاملات الطائرات؟ وماهي طبيعة
'التعاون' بين نظام حزب الدعوة والادارة الامريكية والبريطانية على ضوء
زيارات مسؤولي البلدين الى العراق والتي ازدادت بشكل كبير في الآونة
الاخيرة لمناقشة سبل 'التعاون حول الأزمة السورية'؟. <br />لأنني لن اتمكن من
الاجابة على كل هذه الاسئلة في هذا الحيز سألجا لطلب المساعدة من شاعرينا
الراحلين محمود درويش ونزار قباني. يقول درويش وهو ينظر الى بغداد المحروقة
بقنابل أمريكا وبريطانيا الفسفورية واليورانيوم: 'أتذكر السياب حين أصابُ
بالحمَّى وأهذي: إخوتي كانوا يُعدون العَشاءَ لجيش هولاكو، ولا خدمٌ سواهم
إخوتي!' فيجيبه القباني وهو ينظر الى مدن سورية المهدمة التي صارت امتدادا
لمدن العراق المهدمة، قائلا: 'متهمون نحن بالإرهاب ... إذا رفضنا محونا
.... على يد المغول</span>'.</div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-31475611406417004422013-01-17T23:40:00.003+00:002013-01-17T23:40:46.653+00:00للتسجيل في ورشات النزاهة وغسيل الاموال الامريكية! <div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C09%5C09-07%5C07qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>07/09/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">يسود الغموض طبيعة العلاقة الأمريكية بنظام حزب الدعوة برئاسة نوري المالكي
وعسكره، سواء في الجيش الذي لا تعرف قياداته الفعلية (فقد إدعى مسعود
البرزاني مثلا أن رئيس الأركان بابكر زيباري لا سلطة له، وتتكرر إتهامات
النواب أن أسماء القادة لم تعرض عليهم من قبل المالكي كوزير للدفاع حسب
الدستور)، أو بالقوات الخاصة التي إنتقاها ودربها الأحتلال لتسع سنين قبل
تسليمها بيد المالكي. وماعدا التكهنات بأن وضع العراق قائم بصفقات سرية
أقليمية مع أيران وغيرها، وبنظريات 'التحكم عند الحاجة' المتواصل
بالسياسيين العراقيين من قبل المخابرات الأجنبية عبر الإبتزاز بالفضائح
المصورة ووثائق السرقات المليونية، لا يبقى امام المواطنين غير متابعة
التطورات المعلنة بانتظار ما قد تتمخض عنه الاحداث. <br /> من بين الاحداث
التي تركز عليها اجهزة الأعلام، اليوم، عند الاشارة الى العراق، زيارات
الوفود الرسمية الامريكية والشؤون العسكرية والأمنية ومطالب نظام حزب
الدعوة، بتأمين السلاح 'للحفاظ على أمن العراق واستقلاله وسيادته وردع أي
خطر يمكن أن يهدد ثرواته'، بدون الاشارة الى ان العراق لايزال مربوطا بحبل
الاحتلال سواء عبر التواجد الفعلي أوالتحكم عن مبعدة بواسطة الاتفاقية
الأمنية واتفاقية الاطار الاستراتيجي. آخر الزيارات قامت بها مساعدة وزيرة
الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى إليزابيث جونز التي أصغت لحديث
المالكي عن رغبته بالحصول على السلاح والمعدات العسكرية التي يماطل الجانب
الامريكي بتزويده اياها. فسارعت جونز مذكرة اياه بـ'الحاجة للتنسيق بين
البلدين في شؤون المنطقة المختلفة'، أي فيما يخص الموقف من سوريا وايران.
ولجأت جونز بعد ذلك الى اسلوب العصا والجزرة. فمدت له العصا محذرة بأن
'الولايات المتحدة تعتبر اتفاقية الإطار الإستراتيجي ركنا أساسيا تقوم عليه
العلاقات بين البلدين'. ثم وضعت بين كفيه جزرة الضغط على حكومة اقليم
كردستان فيما يخص العقود النفطية، قائلة أن'الولايات المتحدة دعت الشركات
الأمريكية الى التنسيق مع حكومة بغداد المركزية قبل إبرام أي عقد أو اتفاق
خصوصا في مجالات النفط والغاز'. أي، وبالعربي الفصيح، عليك ان تضع حدا
لغسيل الاموال الايرانية وفتح المجال الجوي العراقي للنقل الجوي من ايران
الى سوريا وكسر الحصار المفروض على سوريا وايران، حينئذ فقط سنمارس الضغط
على اقليم كردستان بالنسبة الى عقود النفط والغاز الموقعة خارج صلاحيات
المركز، والا بقيت تصريحاتكم المهددة للاقليم مجرد جعجعة بلا طحين. <br />
وتقوم الادارة الامريكية أيضا، بين الحين والآخر، عبر سفارتها في المنطقة
الخضراء، بزف البشرى الى الشعب العراقي، حول انجازات مكتب التعاون الامني
بين امريكا والعراق، ومقره السفارة. مثال ذلك 'تسليم الجيش العراقي رسميا
في 27 أب 9 دبابات من نوع (M1A1)'، أو انجازات اللجنة المشتركة للتنسيق
السياسي والدبلوماسي المسؤولة عن التخطيط السياسي واجراءات الانتخابات
بنوعيها الوطني والمحلي، مما يدفعنا الى التساؤل عما اذا كان مسموحا لعضو
اللجنة هوشيار زيباري ان يشرف بدوره على انتخابات الرئاسة الامريكية تنفيدا
للاتفاقية بين الشريكيين الاستراتيجيين؟ <br />ولايزيد المعلن عن اجراءات
تنفيذ جوانب اتفاقية الاطار الاستراتيجي، من الجانب العراقي، عن بضع اشارات
الى التعاون الأمني والعسكري ووفق كليشيه جاهزة، صاغتها السفارة
الامريكية، للتأكيد على ان مكتب التعاون الامني 'يعمل بشكل وثيق مع الحكومة
العراقية من اجل تقديم الدعم والتعاون الأمني لتعزيز دور العراق المتنامي
كشريك ستراتيجي فاعل قادر على حماية حدوده وتأمين مواطنيه والاسهام في
احلال الأمن والسلام في المنطقة'. ولا يشار، غالبا، الى النقاط الأهم في
كيفية وماهية تنفيذ اتفاقية الاطار الاستراتيجي وتأثيرها على البناء
والتنمية المستقبلية وتكوين القيادات والتغلغل في عمق المجتمع ناهيك عن
الآثار المدمرة، حاليا، على الجوانب الاخرى التي تشملها الاتفاقية كالطاقة
والقانون والقضاء والتعليم والثقافة والعلوم والبيئة والتجارة والمالية
والنقل والمواصلات. هذه المجالات الحيوية هي التي تصلح كمؤشر حقيقي لتوضيح
مدى الهيمنة الامبريالية على المجتمع العراقي حماية للمصالح الامريكية.
واذا ما كان هناك بعض التأخير، في تنفيذ بعض الخطوات، فان السبب لا يعود
الى حرص نظام حزب الدعوة على السيادة الوطنية او مصلحة الشعب العراقي بل
الى عوامل خارجية كالثورة السورية والتدخل الايراني والتهديد الصهيوني بقصف
ايران، بالاضافة الى انشغال الادارة الامريكية بالانتخابات الرئاسية
المقبلة والازمة الاقتصادية التي دفعتها الى تقليص نفقاتها المادية
بالعراق، بالاضافة الى العوامل الداخلية واهمها المقاومة العراقية التي
اجبرت امريكا على تغيير استراتيجيتها من الاحتلال العسكري المباشر الى
التواجد المحدود عسكريا واللجوء الى القوة الناعمة. ويبلغ عدد الامريكيين
المتواجدين، حاليا، 12 الفا وخمسمائة شخص ونصفهم من المتعاقدين الأمنيين،
حسب آخر تقرير للبنتاغون في حزيران من العام الحالي.<br />وتوضيحا لما ذكرته
عن الآثار المدمرة على بنية المجتمع العراقي، آنيا وعلى المدى البعيد، لعل
من المفيد تشخيص بعض 'انجازات' أتفاقية الإطـار الإستراتيجي، حسب موجز
الحقائق الصادر عن السفارة الامريكية، بالمنطقة الخضراء، في آذار/مارس
2012. 'الانجاز' الاول: 'جعل المنظومة الاصلاحية التابعة لوزارة العدل
العراقية اكثر مهنية وتطبيق العراق للمعايير الدولية في التعامل مع
السجناء'. وهذه كذبة مفضوحة، اذ لا يمر شهر بدون ان تصدر احدى منظمات حقوق
الانسان الدولية، تقريرا لفضح وادانة انتهاكات العراق للمعايير الدولية. <br />الانجاز
الثاني هو: 'دعم جهود العراق على اعداد كيانات مكافحة الفساد بضمنها هيئة
النزاهة (COI)، التي نجحت في الاستيلاء على 217 مليون دولار من الاموال
المودعة في عهد صدام في حسابات المصارف الاجنبية، بفضل التدريب والمساعدة
الفنية المقدمة من الولايات المتحدة'. لا ادري هل يضحك المواطن العراقي ام
يبكي على هذا الانجاز العظيم والتدريب الامريكي على النزاهة! يقولون انهم
استعادوا 217 مليون دولار! ماذا عن العشرين مليار دولار التي تلاشت من بين
يدي الحاكم الامريكي السابق بول بريمر ومجلس الحكم (الغارديان 20/3/ 2006) ؟
ماذا عن 23 مليار دولار (البي بي سي 10 / 6/ 2008) التي اختفت تحت ستار
العقود الوهمية في مجالات الأمن والكهرباء والاعمار الذي ترك المستشفيات
نصف مبنية؟ ماذا عن رسالة الطالباني الشهيرة، عام 2006، وتباهى بها بارتفاع
عدد المليونيرية في مدينة السليمانية وحدها من 12 الى 2000 بعد الاحتلال،
وخلال ثلاث سنوات فقط؟ هل دققت هيئة النزاهة، المتدربة امريكيا، بمصدر هذه
الزيادة المذهلة؟ ماذا عن ميزانية المائة مليار دولار سنويا وثلث سكان
بغداد يعيشون تحت خط الفقر ويشربون الماء المختلط بالمجاري؟ <br />الانجاز
الثالث هو التدريب القضائي. مما يدفعنا الى التساؤل عما اذا كان هذا
التدريب بالتحديد هو الذي شجع على اغراق العراق بالاعتقالات والتعذيب وقتل
المعتقلين والاعدامات التي دفعت منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش
والامم المتحدة الى اطلاق التصريحات الغاضبة والمنددة وآخرها في الاسبوع
الماضي؟ <br />ويتعلق الانجاز الرابع بعمليات غسيل الاموال المنتعشة، خلال
السنوات الأخيرة، نتيجة الفساد المالي وسرقة المال العام وتنامي الثروات
بشكل غير طبيعي. ويستند الخبير الاقتصادي ماجد الصوري في ذلك الى تنامي
ثروات وأملاك مسؤولين عراقيين في دول مختلفة (اذاعة العراق الحر، 20 /2/
2010). فما الذي فعلته الادارة الامريكية لمعاونة 'شركائها' للتخلص من هذه
الظاهرة المهدمة للاقتصاد؟ استضافت الادارة ورشة عمل لـ 35 مسؤولا عراقيا
حول غسيل الاموال! مما يعني، حسب المثل العراقي، 'ودع البزون شحمة ' أي ان
تودع لدى الهر قطعة شحم</span>. </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-75978191656641484262013-01-17T23:38:00.001+00:002013-01-17T23:38:15.808+00:00الاعدام والصمت في جمهورية ' العراق الجديد'<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C08%5C08-31%5C31qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>31/08/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">في اجتماعات المعارضة العراقية، بلندن، منذ بداية التسعينات وحتى يوم الغزو
في عام 2003، كانت صورة 'عراق ما بعد صدام' أو 'العراق الجديد' التي قدمها
سياسيو ومثقفو المعارضة، على اختلاف تشكيلاتهم، من اسلاميين (الحزب
الاسلامي والبيت الشيعي وحزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية) الى
شيوعيين، ومن الحزبين الكرديين الى 'المفكرين المستقلين'، فسفورية مشرقة
لفرط نقائها ونزاهتها، ديمقراطية يحتل احترام حقوق الانسان فيها اولوية لا
يجوز انتهاكها.<br /> حقوق الانسان، كما كانوا يرددون، خطا احمر لايمكن
تجاوزه. كانوا يرددون، ايضا، في تصريحاتهم وبياناتهم الاعلامية، لن نكون
قتلة جلادين، كما هو الحال تحت نظام صدام حسين. <br />وذهب البعض الى حد
التخطيط في 'العراق الديمقراطي' الى الغاء الجيش وعقوبة الاعدام. وهو ما
رسخ في اذهان الكثيرين اكثر من غيره، خاصة بعد ان تم فعلا حل الجيش العراقي
بناء على قرار من الحاكم العسكري الامريكي بول بريمر، ليتم تأسيس جيش
ميليشيات طائفية يزيد عدد افراده على افراد الجيش النظامي السابق، مما دفع
'البروفسور' كنعان مكية، احد دعاة الغزو والاحتلال المفوهين، الى القول
بحسرة (وبعد خراب البصرة)، في مقابلة مع صحيفة النيويورك تايمز، في 7
اكتوبر 2007 'كانت لدينا فوبيا (عقدة خوف) من الجيش العراقي'. <br />ماذا
عن عقوبة الاعدام ؟ اين وصلنا، الآن، وبعد ما يقارب العشر سنوات من استحواذ
ذات قوى المعارضة 'الانسانية المضطُهدة' في الحكم؟ وكيف اصبح الاضطهاد
والقتل صفة ملازمة لها؟ <br />ان تحول المضطهد (بفتح الهاء) الى مضطهد (بكسر
الهاء) مسألة لم تعد معقدة، إذ طالما تم بحثها من قبل علماء الاجتماع
وعلماء النفس المجتمعي يختلط فيها الاحساس بالظلم بالتضخيم الفردي السياسي
والجماعي . والمثال الابرز هو تحول الكثير من اليهود في فلسطين وخارجها، من
ضحايا للاضطهاد الى مضطهدي وجلادي الشعب الفلسطيني خاصة بعد تمرغهم بخلطة
الصهيونية. ولا يغير هذه الصورة وجود فروق بين من يكسر عظام المحتجين
ويقتلهم، وبين من يبرر لهم، أو يسكت عن جرائمهم. فهذه الفروق مهما إتسعت،
هي فروق في درجة الضلوع في الجريمة.<br />ونلاحظ ان العراق الجديد بساسته
ومثقفيه الذين بنوا قضيتهم، في دعم جيوش احتلال بلادهم، على اساس ظلم
واضطهاد النظام السابق و'انقاذ الشعب من كابوس المعاناة والارهاب'، حسب
تصريح لمكية، قد نجحوا في تسجيل ارقام قياسية في اولمبياد الظلم والاضطهاد
والقتل والاعتقال. وآخر دلائل هذه الحالة المستمرة منذ الإحتلال هي
الاعتقالات التي يزيد معدلها على الألف شهريا، تمس، بطريقة او اخرى، حياة
معظم العوائل على اختلاف خلفياتها الدينية والسياسية والعرقية. وهي
اعتقالات، باعتراف كل المنظمات الحقوقية الدولية، مبني معظمها على وشايات
او تبليغات مخبرين سريين وتشكل انتهاكا صارخا لحقوق الانسان وتمتد على مدى
سنوات بدون ان تتاح للمعتقل فرصة الدفاع عن نفسه او تقديمه الى محاكمة
عادلة. وهي اعتقالات، تنتهي، في حالات عديدة، بالحكم على المعتقل بالاعدام
شنقا نتيجة اعترافه بجرائم ارهابية، قد تصل الى العشرات، بعد تعريضه الى
تعذيب جسدي ونفسي فعلي عجزت عن الوصول اليه مخيلة سياسيي ومثقفي العراق
الجديد حين كانوا في صفوف المعارضة وينشطون في كتابة سيناريوهات التعذيب
(مثل أكذوبة مفرمة لحم المعتقلين في سجن ابو غريب التي أعلنتها النائبة
البريطانية آن كلويد باكية في البرلمان البريطاني إعتمادا على 'تقارير'
المعارضة العراقية وقتها) لصالح الادارة الانكلو- امريكية. <br />وقد بلغت
احكام الاعدام او شرعنة القتل او القتل القانوني، مدى كارثيا في السنوات
الأخيرة. وبلغ استهتار حكومة المالكي بحياة المواطن حد اعدام العشرات خلال
ايام قليلة وبتهمة واحدة هي 'الارهاب'. وهي التهمة الاكثر استخداما للتخلص
من اي صوت حر او معارض او مقاوم . وفي غياب التحقيق النزيه والقضاء العادل
وفي ظل حكومة فساد وطائفية، ما اسهل وصم المواطن بالارهاب.<br />ولننظر الى
سجل الاعدامات الجماعية المعلن عنها فقط، هذا العام، وحسب تصريحات
المسؤولين، حيث تشير المنظمات الحقوقية الى ان الاعدامات المعلن عنها قد
تكون اقل بكثير من المنفذ فعليا. ففي كانون الثاني/يناير تم اعدام 17
مواطنا. وفي شباط/فبراير تم اعدام 12 شخصا آخر. <br />وبلغ عدد من اعدموا في
النصف الأول من عام 2012 وحده ما لا يقل عن 70 شخصاً، وهو رقم يزيد على
مجموع عمليات الإعدام التي نُفذت في العام الماضي، وفق منظمة العفو
الدولية.<br />أما يوم الثلاثاء الماضي فقد تم تنفيذ احكام بالاعدام بحق 21
شخصا بتهم 'ارهابية' بينهم ثلاث نساء، من دون اعطاء تفاصيل عن جنسيات
المدانين او الجرائم التي ارتكبوها. وبعد يوم واحد، أعدم خمسة اشخاص
'بقضايا ارهابية' احدهم سوري، ليرتفع عدد من اعدموا بالتهمة ذاتها في غضون
ثلاثة ايام الى 26 شخصا. وكانت منظمة العفو الدولية قد ادانت، في
تموز/يوليو الماضي، إصدار نحو 200 حكم بالإعدام في محافظة الأنبار. ومن
الواضح انها الاحكام التي بدأ نظام حزب الدعوة بتنفيذها حاليا. <br />ومن
المفارقات المضحكة المبكية اصدار 'لجنة حقوق الانسان النيابية' تصريحا، يوم
الاربعاء، وبعد تنفيذ حكم اعدام جماعي، 'تنفي فيه انباء تنفيذ حكم الاعدام
بحق 200 مدان'. وقالت عضو اللجنة اشواق الجاف ان' لجنتها اتصلت بوزير
العدل حسن الشمري وقد نفى هذا الامر جملة وتفصيلا'، موضحة ان 'لجنة حقوق
الانسان ناقشت موضوع الاعدامات في اجتماعها امس الاربعاء'. وكان تصريح
السيدة الجاف مضللا باللباقة الملساء التي تتميز بها جل تصريحات ساسة
العراق الجديد. بالمقابل، حذر كريستوف هينز، المقرر الخاص بالامم المتحدة
المعني بالإعدام التعسفي، من تنفيذ احكام الاعدام بحق 196 سجينا ومن محافظة
واحدة هي الانبار، مع نقص خطير في المعلومات العامة عن الحالات، داعيا
'الحكومة إلى وقف عمليات الإعدام السرية ومراجعة جميع حالات المحكوم عليهم
بالإعدام'. <br />واعرب هينز عن تأييده لنداء السيدة نافي بيلاي، المفوض
السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي استنكرت فيه تنفيذ اعدام 34 فردا
خلال يوم واحد. وقال 'عموما، لقد تم تنفيذ عدد هائل من أحكام الإعدام في
العراق على مدى السنوات القليلة الماضية'. <br />مؤكدا أن من واجب الدولة
ضمان شفافية الإجراءات القانونية، داعيا الحكومة إلى الكشف عن عدد من تم
تنفيذ احكام الاعدام بهم، هوية السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، ورسوم
وإلاجراءات القضائية ضدهم، ونتيجة استعراض قضاياهم.<br />لقد تم تطوير
التعذيب والقتل في واقع العراق الجديد الى حد لم يعد فيه للمخيلة دور.
والأكثر اثارة للفجيعة، على مدى سنوات الاحتلال، هو صمت المثقفين على جرائم
كانوا يذكرون العالم بها بكرة واصيلا ولاينفكون مقرعين العالم على سكوته
بصددها، بينما يكتفون واجهزة الاعلام، الآن، على تناقل اخبار المداهمات
والاعتقالات والتعذيب والاعدامات، كما هي، بلا تمحيص او تساؤل، قانعين بتهم
'الارهاب' الصادرة من نظام بات مصنعا للارهاب وهمه الوحيد الحكم على
مستقبل العراق بالاعدام ارضاء لنزعاته الانتقامية</span>.</div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-60686701237486107712013-01-17T23:29:00.001+00:002013-01-17T23:31:00.263+00:00استراتيجية العنف والاتفاق الامريكي الايراني على العراق <div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C06%5C06-08%5C08qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>08/06/2012</b></div>
<div style="text-align: right;">
<b> </b><span style="font-size: large;">اعادت التفجيرات المريعة الاخيرة للاماكن الدينية والامكان المزدحمة
بالناس، ببغداد، وسقوط الضحايا الابرياء، الى الأذهان مقولة الجنرال دافيد
بترايوس، الحاكم العسكري السابق للعراق، والذي ساهم بشكل رئيسي في اعادة
هيكلة الدور العسكري لامريكا ضمن استراتيجية 'مكافحة التمرد'، وهي: 'نحن
بحاجة الى العنف المستديم في العراق' لاحكام السيطرة.<br /> فكيف يتم ذلك؟ هل
من خلال القواعد العسكرية وبعضها لا يزال موجودا في العراق او اخرى على
مبعدة دقائق في قطر او من خلال المرتزقة (مستخدمي الشركات الامنية)
والمستشارين وفرق العمليات الخاصة وعملاء السي آي أيه (المخابرات المركزية
الامريكية) والغطاء الاستخباراتي الجوي بواسطة الطائرات بلا طيار؟
بالتأكيد، بواسطة هذه الطرق كلها ولكن نجاحهم او تحويلهم البلد الى الجحيم
الذي هو عليه الآن ما كان ممكنا لولا توليفة الساسة العراقيين الذين لا
معنى للسيادة الوطنية لديهم وبالتالي حولوا البلد الى حلبة صراع وعنف
مستديم لصالح كل الاطراف، بضمنها أهم طرفين متنازعين على غنيمة العراق وبغض
النظر عن الاسباب اقتصادية كانت أو دينية.<br /> اذا كان هناك من مكان يتفق
فيه الشيطان الاكبر (التسمية الدعائية الايرانية لأمريكا) مع احد اطراف
محور الشر (التسمية الدعائية الامريكية لايران) فهو العراق. او على الاقل،
هذا ما اخبرنا به الناطق باسم المجلس الاعلى الاسلامي عبد الحميد معلة، يوم
الاثنين الماضي، قائلا أن 'السفيرين الايرني حسن دانائي فر والامريكي
كريستوفر هل في بغداد أبلغا السيد عمار الحكيم رغبتهما بالتهدئة في
العراق'. والسيد عمار الحكيم (دام عزه)، هو سماحة حجة الاسلام والمسلمين،
رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي جددت الهيئة العامة للمجلس
انتخابه، في الشهر الماضي، رئيسا لها. وسماحة السيد (دام الله ظله) متحدث
بارع، وناجح في جذب المريدين الى مجلسه الاسبوعي حيث يخاطبهم بما يمسهم،
وهو، حسب وصف احد مريديه 'رجل صادق العهد، شديد على الباطل، متعود على قول
الحق مهما كانت النتائج'. وسبب لجوئي الى تقديم سماحة السيد بهذه الطريقة
له علاقة بما صرح به الناطق الرسمي نقلا عنه، حول موقف البلدين (العدوين)
أمريكا وايران من العراق. اذ قال عبد الحميد معلة إن السفير الايراني
'دانائي فر أبلغ الحكيم أن الاوضاع في المنطقة لا تحتاج الى تصعيد في
العراق'. وواصل تصريحه قائلا: ان السفير الامريكي 'كريستوفر هل ابلغ
الحكيم، ايضا، بضرورة تهدئة الاوضاع في العراق'. واوضح معلة ان 'الموقفين
الامريكي والايراني متطابقان بشأن اجراء الاصلاحات في العراق'. ولم يخبرنا
معلة عن نوعية الاصلاحات وكيفية اجرائها، وان كان الجو العام يشير الى ان
الطرفين، قد يلتقيان للتباحث بشأن الاصلاحات او يمرر برامجهما 'الاصلاحية'
عبر وساطة سماحة السيد (دام عزه) الذي يبدو وكأنه بقلبه الكبير قد سامح '
الشيطان الأكبر' الذي اعتقله وأهانه سابقا . ولم لا ؟ لم لا تتطابق مواقف
ايران مع أمريكا حول العراق؟ ألم يتم عقد اجتماع مجموعة الدول الكبرى '5+1'
مع إيران لبحث الملف النووي الإيراني، يوم 23 ايار/مايو، ببغداد، وسط
تفاؤل ساسة ظل الاحتلال في ان يلعب العراق 'دورا كبيرا في تقريب وجهات
النظر بين إيران والولايات المتحدة'؟ وكان سماحة السيد من المتفائلين خيرا
بحل الازمة بين امريكا وايران متناسيا عن حقيقة ان العراق، أرضا وشعبا،
متنازع عليه من قبل البلدين لحل خلافاتهما وان الثمن الباهظ يدفعه المواطن
العراقي ماديا (اجتماع (5+1) لوحده كلف العراق ملياري دولار) وبشريا جراء
نشاطات الفرق الخاصة التابعة للبلدين والمتمددة في طول البلاد وعرضها، مع
غياب القانون والمساءلة وتسفيه معنى السيادة الوطنية. <br />وكأن صراع
البلدين على الارض العراقية غير كاف، وكأن ما جلبه الاحتلال من ارهاب
ومرتزقة وقاعدة غير كاف، وكأن ما لدينا من مراجع وآيات الله وشيوخ وعلماء
دين ووكلاء علماء دين غير كاف، وكأن فتاوى آيات الله (دام ظلهم جميعا)
وفتاوي الشيوخ وباحدث الطرق على مواقع الانترنت واليو تيوب غير كافية، ها
نحن نتلقى فتوى من المرجع الديني آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني
الحائري، يوم الأحد الماضي، يحرم فيها التصويت لصالح العلمانيين المشاركين
في العملية السياسية. وتصب هذه الفتوى من قبل المرجع المقيم في 'قم
المقدسة'، حسب موقعه على الانترنت، في ذات مجرى 'الاصلاحات' في العراق. اذ
جاء ذلك في رد للحائري على سؤال من احد أتباعه بشان الأزمة التي يمر بها
العراق حاليا وجواز التصويت إلى جانب القوى العلمانية تحت ذريعة المصلحة
العامة أو غيرها من الذرائع. وقال الحائري في رده: 'يحرم التصويت في أي
مرفق من مرافق الحكم العراقي إلى جانب إنسان علماني'. والمعروف ان السيد
الحائري، المقيم في إيران، هو المرجع الديني لمعظم المنتمين للتيار الصدري
وهو 'تلميذ الشهيد الصدر الاول (قدس سره) وحامل أفكاره وعلمه والطالب
بثأره'، ويفتخر بانه طالما استلم من الصدر الاول الرسائل مخاطبا اياه
بعواطف جياشة . من بينها قوله: <br />'عزيزي المعظّم أبا جواد، لا عُدمتك ولا
حُرمتك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: فقد تسلّمت بقلب يرتعش
شوقاً وحنيناً، وينزف ألماً سطوركم الحبيبة، وقرأتها مراراً ومراراً'، حسب
موقعه على الانترنت. وجاءت فتوى التحريم بعد نحو يومين على دعوة مقتدى
الصدر، يوم الجمعة الماضي، إلى إجراء استفتاء شعبي لسحب الثقة او الابقاء
على 'رئيس الحكومة' نوري المالكي مع تأكيد مقتدى على وجوب ابقاء منصب رئيس
الوزراء ضمن التحالف . فلا عجب ان يقوم الحائري باصدار فتوى التحريم
لاحتواء ما قد يحدث اذا ما حدث الاستفتاء واختار المواطنون التصويت لصالح
شخص من خارج الاحزاب الدينية الطائفية. لا لأن العلمانيين المنخرطين في
العملية السياسية هم افضل من الطائفيين، كما حدث في انتخابات 2010 حين صوت
الكثيرون لصالح القائمة العراقية، ولكن، وحسب تبرير الكثير من النادمين على
اشتراكهم في الانتخابات اساسا، لاختيار السيىء من الأسوأ، وحسب قاعدة 'هذا
هو الموجود' في ظل عملية الاحتلال السياسية التي مزقت البلد وعملت جاهدة
على تصفية كل وطني مخلص.<br />وعلى ذكر الاحتلال، يبدو ان الادارة الامريكية،
تريد المحافظة على الوضع الحالي في العراق، لانشغالها بالانتخابات
الرئاسية المقبلة واجوائها المحمومة التي تؤجل، عادة، اتخاذ القرارات
المهمة وتجمد الكثير من المشاريع حتى انتهائها. وقد انعكس تجميدها لاتخاذ
القرارت وبشكل واضح على مجريات الامور في سورية حيث نأت بنفسها عن الساحة.
والواضح ان اتفاق ايران مع امريكا في العراق، في مرحلة التهدئة الحالية، هو
انعكاس لموقفها من النظام السوري والثورة الشعبية التي قد تجهض لصالح
ابقاء 'العنف المستديم' لاحكام السيطرة.<br />ان امريكا وايران بلدان يدافعان
عن مصالحهما الاستراتيجية وكذلك قطر والسعودية وتركيا وكل البلدان القريبة
والبعيدة منا، وهذه مسألة تبدو طبيعية في اللعبة السياسية هذه الايام مع
غياب التطبيق الصحيح للقوانين الدولية المانعة للتدخل العابر للحدود غير ان
ما هو شاذ، وبشكل لامثيل له، هو استهانة ' الحكومة العراقية' بسيادتها
ومواطنيها وفتحها الحدود امام كل القوى، بضمنها قوى الارهاب بانواعه، ما
دامت تقبض 'الخاوة' أي الثمن</span>.</div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-53716051532439480842013-01-17T23:27:00.002+00:002013-01-17T23:33:10.593+00:00التعريف الامريكي لمعنى السيادة والشراكة<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C08%5C08-24%5C24qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>24/08/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">ليس هناك ما يشير، حاليا، الى الوجود الامريكي، في العراق. فجأة تلاشى
الاحتلال الامريكي اعلاميا ولم تبق منه غير بضعة اخبار تتناقلها الوكالات
عن زيارة هذا المسؤول الامريكي او ذاك. فهل انتهت الرغبة الامريكية في
الهيمنة على البلد الذي ادى، سوية مع احتلال افغانستان، الى التدهور
الاقتصادي في امريكا ناهيك عن الخسارة البشرية؟ واذا كانت الخسارة البشرية
المعلن عنها قد بلغت الآلاف، فكيف بالرعاية الدائمة ذات التكلفة العالية
لمعطوبي الحرب وقد تجاوز عددهم مئات الآلاف؟ ماذا عن اتفاقية الأطار
الاستراتيجي، طويلة الأمد، بين 'الحكومة' العراقية والادارة الامريكية؟<br />يدور
الحديث في اجهزة الاعلام الامريكية، اليمينية منها، خاصة، والتي يسيطر
عليها الصهاينة والمحافظون الجدد، عن الفراغ السياسي الذي احدثه 'الانسحاب
العسكري' وكيف قامت ادارة اوباما بتسليم العراق الى ايران على حساب دافع
الضرائب الامريكي. وهو حديث يتماشى مع متطلبات الفترة السابقة للانتخابات
الرئاسية الامريكية، وان كان، في الوقت نفسه، جزءا لايتجزأ من الاستراتيجية
الامريكية التي لخصها الجنرال دافيد باترايوس، رئيس جهاز المخابرات السي
آي أي، حاليا، وقائد الجيش الامريكي سابقا، بنظرية 'العنف المستديم'. أي
العنف الدائم الذي من الافضل الابقاء عليه ضمن مستوى معين ليسهل على امريكا
الهيمنة على المنطقة العربية، بكاملها، وليس العراق لوحده، بدون الحاجة
الى وجود القواعد العسكرية الكبيرة والباهظة التكلفة في كل بلد عربي. <br />لذلك
لاحظنا، على الرغم من بقاء العنف كصفة ملازمة للوضع العراقي، اختفاء صورة
المحتل الامريكي، تدريجيا، في العامين الأخيرين، وكأنه لم يكن هو الغازي
والمدمر والقاتل المتمتع بسادية جرائمه، وكأن سفارته وهي الأكبر في العالم
بطاقمها العسكري والمخابراتي وفرقة التدخل السريع والطائرات بلا طيار
ومرتزقته غير موجودين. فهل تبخر المحتل تحت شمس العراق الحارقة؟ أم ان
لاجهزة الاعلام العراقية والعربية المدفوعة الثمن الفضل الاكبر في رسم
صورته السحرية؟ وماذا حل بما جرته الإتفاقية الأمنية والعسكرية من تبعات
وإتفاقات متفرعة، وهي التي صورها الإعلام كإتفاقية مؤقتة بين طرفين
متكافئين إنتهت بخروج القوات الأمريكية؟ وماذا عن تفرعات معاهدة الإطار
الإستراتيجي الطويل المدى التي يقول النواب العراقيون بانهم لم يروها كما
لم تعرض على النواب الامريكيين؟<br />ان من يقرأ ما يتسرب عن معاهدة الاطار
الاستراتيجي التي يواصل دفنها النظام العراقي تحت ركام أزماته وصراعاته
المفتعلة، يجد ان يد المحتل مغروزة في اعماق النظام. ويشبه الوضع الحالي،
الى حد ما، مرحلة ما بعد اعلان 'استقلال' العراق من الاستعمار البريطاني في
ثلاثينيات القرن الماضي. فالمحتل الامريكي موجود ولكن بعد ان استبدل بزته
العسكرية ببدلة مدنية بلقب مستشار أو مدرب او 'شريك استراتيجي'. ومصطلح
'الشريك الاستراتيجي' هو الغطاء الذي يتسربل به المحتل مع مستخدمه العراقي
لتمرير بنود الهيمنة الامريكية الناعمة تضليلا لابناء الشعب العراقي ونواب
البرلمان اما نيام او غاطسون في مصالحهم الشخصية والحزبية. وتعترف النائبة
ناهدة الدايني بجهل النواب بالمعاهدات الموقعة مع امريكا، قائلة : 'ان
المسألة الاساسية بين العراقيين والسفارة الامريكية هي اننا لم نر ولا نعرف
شيئا عن اي اتفاقية بين الحكومة العراقية وأمريكا'.<br />من هذا المنطلق، أي
عدم معرفة تفاصيل ومدى تنفيد معاهدة الاطار الاستراتيجي، تقدم لنا الادارة
الامريكية أو السفارة الامريكية ببغداد، بين الحين والآخر، فرصة التعرف
على ملمح جديد من ملامح عبودية ساسة ' العراق الجديد' للهيمنة الاستعمارية
الجديدة. ففي 18 تموز / يوليو وقعت السفارة الأمريكية، من خلال الوكالة
الأمريكية للتنمية الدولية(USAID)، ' مذكرة َ تفاهم مع مكتب رئيس الوزراء
العراقي، ترسم الخطوط العريضة للدعم الأمريكي للجهود العراقية للتخفيف من
المعوقات الادارية في القطاع الخاص العراقي، وذلك انسجاماً مع اتفاقية
الاطار الاستراتيجي... ويتيح توقيع هذه المذكرة للوكالة البدء رسمياً
بمشاركتها في مشروع الإصلاح التنظيمي والإداري الذي سيراجع ويزيل الاجراءات
غير الضرورية التي تعيق قطاع الأعمال والاستثمار الخاص'. هل نحن بحاجة الى
ذكر لصالح من ستجرى هذه الاصلاحات والتي هي من صميم عمل وسيادة اية دولة؟ <br />وآخر
هذه الملامح زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكى الجنرال
مارتن ديمبسى إلى بغداد، في 21 آب الحالي، ضمن اطار 'دعم التنمية كشريك
استراتيجي' بعد ان نجا لتوه من عملية للمقاومة الافغانية التي نجحت في
استهداف طائرته. ويخبرنا بيان السفارة الامريكية، أن 'زيارة ديمبسي تأتي
كجزء من جهود الولايات المتحدة ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي لدعم
استمرارية التنمية فى العراق كشريك استراتيجي يساهم في السلام والأمن'.
ولفهم دور الجنرال ديمبسي الفعلي في 'التنمية' وتغير طبيعة الاحتلال
الامريكي، من المفيد العودة الى تصريح لجنرال آخر هو جون كيلي الذي كان ضمن
قوات الاحتلال بالعراق لمدة ثلاث سنوات وهو المساعد الأقدم لوزير الدفاع
حاليا. يقول كيلي في مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست في 31 كانون الاول /
ديسمبر 2011، ' علينا كأمة ان نكون مستعدين لخوض اي نوع كان من الحروب'.
والحرب المضادة 'للتمرد والارهاب' المتلاحمة بالقوة الناعمة تحت غطاء
معاهدة الاطار الاستراتيجي في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم
والمجتمع المدني، هي التي تخوضها الولايات المتحدة، بالعراق، بقيادة
البنتاغون والسي آي اي معا. فهل نستغرب اذا ما وصفت زيارة رئيس هيئة
الأركان المشتركة في الجيش الأمريكى ولقائه بنوري المالكي ورئيس اركان
الجيش العراقي بابكر زيباري بانها زيارة لاستمرارية التنمية، في وقت تعيش
فيه المنطقة العربية على حافة هاوية، والعراق يكاد يتمزق فسادا وطائفيا
وعرقيا، بينما تنهش اراضيه الحدودية دول الجوار؟ وما الذي قاله المالكي
لديمبسي في مجال التنمية؟ لم يذكر اي شيء له علاقة بالتنمية بل ركز
المالكي، امام اجهزة الاعلام، على طلب 'الإسراع بتسليح القوات العراقية بما
يساعدها على تأمين سيادة العراق' واجابه، ديمبسي امام اجهزة الاعلام ايضا،
مؤكدا: 'استعداد الولايات المتحدة لبحث حاجات العراق كافة في مجال الدفاع
بما يؤمن وحدته واستقلاله'. وكان ديمبسي قد صرح في وقت سابق خلال زيارته
للمنطقة، 'أعتقد أن المسؤولين العراقيين أدركوا أن قدراتهم تحتاج إلى
المزيد من التطوير وأعتقد أنهم يحاولون التواصل معنا لمعرفة ما إذا كان
بإمكاننا أن نساعدهم في هذا المجال'.<br />يندرج تحت استراتيجية القوة
الناعمة جل ما يجري بدون أن تعترف بمصدره الإدارة الأمريكية، ومنها عمليات
'الراية المزيفة'، اي عمليات الفرق الخاصة التي تنسب الى جهات اخرى
كالقاعدة و المتمردين، من التصفيات للمعارضين وذويهم، وتخريب ماهو غير
مرغوب فيه، تحت رايات طائفية وإرهابية، وإبتزاز أي مسؤول يحيد عن الطريق
عبر ما تجمعه المخابرات من وثائق وأفلام وصور تربطهم بالجريمة والنهب خلال
سنين الإحتلال، مما يبقي آلافا من سياسيي العملية السياسية في المنطقة
الخضراء مربوطين بحبال ترخى وتشد حسب الطلب. هذه هي الخطوط الحمراء التي
يتحرك ضمنها السياسيون العراقيون، حالمين بين الفينة والإخرى أن يعادلوها
بمعاملات جانبية مع الدول المحيطة، معاملات تبقى في إطار صفقات البحث
الأمريكي عن الحلول الإقليمية الأوسع. <br />واذا ماكانت القوة الناعمة
هي بطانة معاهدة الاطار الاستراتيجي الذي يشرف على تطبيقها مكتب التعاون
الأمني ومكتب التعاون العسكري ومكتب التعاون الثقافي والسياسي في السفارة
الامريكية فان اي حديث عن سيادة العراق، تحت هذه الظروف، هو محض هراء.
فالسفارة الامريكية هي الوحيدة التي تتمتع بالسيادة في العراق.اما بقية
البلد فهو متنازع عليه، تتكالب عليه دول الجوار من كل الاتجاهات بالاضافة
الى البقاء النيو كولونيالي الامريكي على 'اساس الشراكة'. وهو الاساس الذي
اراد الجنرال ديمبسي تذكير ساسة العراق به في حال اندفاعهم العاطفي نحو
تأييد النظام السوري او الايراني، قائلا: 'مازال لدينا تأثير كبير ودور
كبير نقوم به، ولكن الآن على أساس الشراكة</span>'.</div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-29719634396979289002013-01-16T13:09:00.002+00:002013-01-17T23:31:19.373+00:00حكاية الدفاع عن المسيحيين ووحدة سورية<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C08%5C08-17%5C17qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>17/08/2012 </b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">يواصل ساسة العراق الجديد تباكيهم على نظام الأسد. يغلفون بكائياتهم ( وهم،
والحق يقال، اصحاب اختصاص في هذا المجال) لا على كون سورية هي بلد
الممانعة او المقاومة ضد العدو الصهيوني، كما قد يتبادر الى الأذهان، وأن
سقوطها سيؤدي الى خنق الحق الفلسطيني اكثر مما هو عليه الآن. <br />هذه
المخاوف المشروعة، غائبة تماما، عن مواقف الساسة العراقيين. فمفردتا
الاحتلال والكيان الصهيوني قد تم مسحهما، من قاموسهم ناهيك عن ضمائرهم وهم
يدخلون بلدهم مع الغزاة ليذيقوا العراقيين ومعهم الفلسطينيين المقييمين
بالعراق مرارة الاعتقال والتعذيب والقتل والتهجيرالقسري الى المجهول. <br />فما
هو فحوى التباكي، اذن؟ اترك التوضيح لبيان جبر صولاغ (يطلق على نفسه،
حاليا، اسم باقر جبر الزبيدي)، القيادي في المجلس الأعلى الأسلامي، ووزير
الداخلية في حكومة اياد علاوي الانتقالية، الذي حذر يوم 14 من الشهر
الحالي، قائلا: 'في حال سقوط رئيس النظام السوري بشار الاسد، ستكون هناك
إمارات علوية وسنية وكردية ودرزية'. <br />كما اضاف صولاغ، للتوضيح اكثر: 'إن
مسيحيي سورية المسالمين سيضيعون بين هذا وذاك، لأنهم ينتشرون على الخارطة
السورية وليس لديهم أمكنة خاصة تشكل لهم أغلبية عددية'. فمن هو السيد صولاغ
وكيف نقرأ حرصه على وحدة سورية و'مسيحيي سورية المسالمين' بالمقارنة مع ما
يجري في العراق منذ عودته ورفاقه وتبوئهم السلطة، عام 2003 حتى اليوم.
ولنبدأ بالتعرف على السيد صولاغ كنموذج للعراق الجديد. <br />لا يشير تاريخ
السيد صولاغ، من قريب او بعيد، الى ولائه لوحدة البلدان العربية، مثلا، او
الحرص على سلامة القوميات او حتى الاديان عموما. فقد تربى صولاغ كعضو بارز
في ميليشيا بدر، الذراع العسكرية للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في
العراق، الذي تم تأسيسه في ايران، اثناء الحرب العراقية الايرانية، ثم اصبح
ناطقا باسم المجلس في سورية ولبنان، وتدرج في سلم مؤتمرات واشنطن واجهزة
مخابرات الادارة الامريكية مع احمد الجلبي وامثاله، قبل دخوله العراق مع
الغزاة. ولا بد ان للرجل ميزات معينة جعلته صالحا للتعيين بمنصب وزير في
كافة حكومات الاحتلال المتعاقبة بدءا من العمل مع الحاكم العسكري الامريكي
بول بريمر واستمرارا مع المالكي. وقد تكون لانجازاته، اثناء تعيينه وزيرا
للداخلية عام 2005، علاقة بذلك. <br />اذ شهد العراق، في تلك الفترة، واحدة
من احلك اعوامه دموية حين بات المواطنون يستيقظون على منظر الجثث الملقاة،
بالمئات، في الشوارع بعد التعذيب بابشع الطرق ومنها استخدام 'الدريل'
والكهرباء وتقطيع الأطراف وقلع الأظافر واقتلاع العيون. <br />وكان صولاغ
مسؤولا عن انخراط عدد كبير من افراد ميليشيا بدر في اجهزة وزارة الداخلية
وقوات الشرطة بالاضافة الى 'حراس المنشآت' التي اسسها بول بريمر و'فرق
الموت القذرة' التي يعتبر السفير الامريكي جون نيغروبونتي الاب الروحي لها
(حسب توثيق مجلة 'نيشن' وبرنامج القناة الرابعة البريطانية). ولكلا
التنظيمين يد، وفقا لعشرات التقارير الموثقة، في الاغتيالات السياسية.<br />
ولصولاغ الفضل في التغاضي، ان لم يكن بتأسيس، معتقلات وزارة الداخلية
السرية، واشهرها معتقل الجادرية، وما كان يجري فيها من تعذيب همجي وماتلاه
من حملة تضليل اعلامي. اذ انه صاحب التصريح المشهور، في تشرين الثاني 2005،
في اعقاب اكتشاف غرف للتعذيب في وزارة الداخلية، القائل: 'بامكانكم ان
تكونوا فخورين بقواتنا الأمنية. انهم يحترمون حقوق الانسان'. <br />هذا
الصولاغ وحزبه والنظام الذي ينطوي تحت أبطه، حريص هذه الأيام على بقاء نظام
بشار الأسد لئلا تتحول سورية الى إمارات علوية وسنية (لاحظوا غياب صفة
العربية) وكردية ودرزية وقلق على مصير 'المسيحيين المسالمين'. فهل يتماشى
هذا الموقف الحريص مع مواقف حكومات بول بريمر وعلاوي والجعفري والمالكي في
العراق؟ <br />وما هي انجازاتهم في الحفاظ على وحدة العراق؟ أو ربما كان من
الافضل اختزال الاسئلة الكثيرة الى تساؤل واحد وهو: ما هو حال العراق الذي
يتولى صولاغ وحزبه وائتلافه حكمه منذ عشر سنوات تقريبا؟ انه عراق مقسم الى
ولايات شيعية وسنية وكردية وتركمانية مقسمة بدورها الى تفرعات مسيحية
وشبكية وآشورية. عراق يفتقد السيادة والأمان.<br /> حدوده معرضة لقصف
وانتهاكات القوات التركية والايرانية. آخرها كان تجديد الطائرات الحربية
التركية قصفها، يوم الاربعاء، مناطق حدودية شمال محافظة أربيل. كما 'هددت
الحكومة التركية بشن عملية برية في المنطقة'. <br />عراق غادره رئيس الجمهورية ليراقبه عن كثب من مكان اقامته بألمانيا، بينما يرتب رئيس الوزراء لقاءاته الخاصة برفاق طريقه في ايران. <br />انه
عراق تنتهشه النزاعات الطائفية/ العرقية السياسية، غابت فيه مؤسسات الدولة
الحافظة لحقوق المواطن وأمنه والأمن القومي، وصار المألوف ان يكون لكل
'مكون' ميليشيا او قوة حماية خاصة.<br /> آخرها، دعوة 'لجنة الأمن والدفاع '
بالبرلمان المفترض فيه العمل على صيانة وحدة الوطن إلى 'تشكيل قوة من الشبك
والتركمان لحماية مناطقهم من الاستهداف المستمر، لاسيما في المناطق
المتنازع عليها'. ولم تكتف اللجنة بذلك بل ودعت إلى 'وضع حد فاصل بين القرى
الشبكية ومدينة الموصل (شمال العراق) بحماية البيشمركة والأسايش للحد من
الاختراقات الأمنية'. <br />في الوقت ذاته، يناور نوري المالكي، امين عام حزب
الدعوة، ان يروج الوطنية كبضاعة على حساب شركائه الاكراد، بينما يزداد
الصراع بينهما عنفا على بضاعة أثمن بالنسبة اليهما وهي النفط. <br />ولن
اتطرق الى الخراب البشري والعمراني الذي لحق بالبلد، والخسارة الحقيقية
التي لحقته جراء استهداف وتهجير المسيحيين والصابئة وكل العراقيين، والتفتت
الذي كاد ان يجعل العراق حفنة رمال لولا مقاومة اهله سواء ضد الاحتلال
المباشر او ظلاله. ان ما يهم هنا هو تمحيص موقف ساسة العراق الجديد، صولاغ
نموذجا، وعبـر تصريحاتهم من سورية ونضال شعبها ضد نظام بشار الأسد. <br />ان
من يقرأ تصريحات ساسة العراق الجديد ازاء النظام السوري لا يستطيع الا ان
يتساءل عما لو كا ن بامكانهم، قبل الغزو والاحتلال الانكلو امريكي، ان
يحذروا قائلين : ' في حال سقوط رئيس النظام العراقي صدام حسين، ستكون هناك
إمارات شيعية وسنية وكردية وتركمانية ... وإن مسيحيي العراق المسالمين
سيضيعون بين هذا وذاك، لأنهم ينتشرون على الخارطة العراقية وليس لديهم
أمكنة خاصة تشكل لهم أغلبية عددية</span>'! </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-23571251240718048282013-01-16T13:06:00.003+00:002013-01-17T23:31:38.809+00:00' السيادة' مسرحية شكسبيرية تعرض بالعراق<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C08%5C08-10%5C10qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>10/08/2012</b></div>
<div style="text-align: right;">
<b> </b><span style="font-size: large;">اثارت زيارة وزير الخارجية التركية الى مدينة كركوك، شمال العراق، بداية
الشهر الحالي، ضجة كبيرة تقترب، الى حد كبير، مما تثيره احدى مسرحيات
شكسبير. حيث يتميز مسرح شكسبير بتشابك التناقضات الإنسانية. هناك في بعض
مسرحياته التراجيديا المقدمة، احيانا، بشكل كوميدي او المفارقات الجامعة ما
بين قسوة الواقع وتهريج الشخصيات. وبينما لا تخلو مسرحية من مسرحيات
شكسبير من صراع حول مفاهيم انسانية وسياسية تبدو في المشاهد الاولى وكأنها
متعارف عليها بديهيا، كالصداقة والوفاء والاخلاص والتضحية، الا انه سرعان
ما يتبين من المشاهد والفصول التالية ان ما نظنه بديهيا يحمل معان مختلفة
تعتمد على كيفية التعامل معها، من قبل اشخاص مختلفين اجتماعيا وسياسيا. وقد
قدم لنا ساسة 'العراق الجديد'، منذ تعيينهم حكاما، العديد من المواقف /
اللامواقف التي تصلح كنصوص شكسبيرية وكان الاجدر بهم تقديمها للعرض في موسم
المسرح الشكسبيري المقام على مدى العام في بريطانيا. وما ينقص في المسرحية
العراقية أنها تخلو حتى من شخصية واحدة تجعلنا نتعاطف معها. <br />زيارة
وزير خارجية تركيا احمد داوود اوغلو الى كركوك، وردود الافعال حولها من قبل
ساسة العراق الجديد صارت مسرحية اسمها 'السيادة'. تجاوزت، حتى قبل انتهاء
فصولها، مسرحيتا 'سحب الثقة ' و'استجواب' رئيس الوزراء، على الرغم من ان
كلا المسرحيتين حققتا ارقاما قياسية حطمت ارقام المسرحيات السابقة على غرار
'استفتاء' و'انتخاب' و'فتح الملفات'. ربما لانها تجمع، في طاقم ممثليها،
اشهر نجوم العراق الجديد وأعرقهم خدمة للمحتل بدءا من الطالباني والبارزاني
الى الصدر والمالكي والحكيم وعلاوي بين آخرين.<br />يبدأ المشهد الاول في
مسرحية 'سيادة' بزيارة وزير خارجية تركيا الى اقليم كردستان ثم محافظة
كركوك الغنية بالنفط، في الاول من آب/ أغسطس. في المشهد الثاني، تعتبر
حكومة المالكي ' الزيارة تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية لأنها تمت دون اي
تنسيق مع الحكومة الاتحادية ' . في الوقت نفسه، بعيدا عن تصنيع المهاترات
بين حكومة المالكي وتركيا، تعيش بغداد وعدد آخر من المحافظات سلسلة تفجيرات
مروعة تودي بحياة العديد من المواطنين، بينما يقف مواطنون في الشوارع
العامة لأخذ دوش مائي يخفف عنهم ارتفاع درجات الحرارة الى 50 درجة مئوية،
وقوالب الثلج ذائبة مثل السراب، وفساد عقود الكهرباء (الغائب المنتظر) يصب
في جيوب الوزراء والساسة . <br />في المشهد الثالث من هذا الفصل الأول:
تستدعي وزارة الخارجية العراقية القائم بالإعمال التركي 'مبلغة اياه احتجاج
الحكومة العراقية الشديد وتسلمه مذكرة احتجاج دبلوماسية حيث اعتبرت هذه
الزيارة استهانة بالسيادة الوطنية'. في المشهد الرابع: تصدر رئاسة اقليم
كردستان بيانا تبين فيه: 'ان الوفد التركي الزائر برئاسة وزير الخارجية
التركية دخل الاراضي العراقية بعد ان حصل على تأشيرة الدخول 'فيزا' من
السفارة العراقية في انقرة'. في ذات اليوم، يقوم 'ارهابيون' باحتلال مديرية
مكافحة الارهاب بطريقة يصفها احد الكتاب بانها مهينة لقوات الامن حيث يتم
رميهم من نوافذ الدائرة، حسب شهادة مراقبين، ومقارنا ذلك بطريقة تعامل جهاز
الامن الهمجية مع متظاهري ساحة التحرير من المواطنين المسالمين. <br />في
الفصل الثاني: يعلن متحدث باسم الحكومة ان مجلس الوزراء قرر عقد جلسة خاصة
لمراجعة العلاقات العراقية - التركية في ضوء التطورات الاخيرة، مبينا أن
المجلس قرر تشكيل لجنة حكومية للتحقيق بشأن ملابسات زيارة وزير الخارجية
التركية احمد اوغلو الى كركوك. اثناء ذلك، تقوم فرقة خاصة تابعة لمكتب
'القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي' باعتقال مدير دائرة مكافحة
الارهاب التابعة لوزارة الداخلية بعد ايام من الهجوم، بينما يلقي المالكي
خطابا يعلن فيه مفارقة مذهلة عن 'نهاية الارهاب في العراق وان ما تبقى هو
مجرد فلول تبحث عن ثغرة'.<br />في الفصل الثالث: تتداخل تصريحات النواب
واداناتهم واحتجاجاتهم، من 'مختلف القوائم والمكونات والأطياف'، حول انتهاك
السيادة والدفاع عن السيادة والاستهانة بالسيادة الوطنية. ولم لا وهم
يقبضون راتبا بمعدل ألف دولار للدقيقة الواحدة ويسكنون مجانا في أرقى فنادق
بغداد . ولايقومون بخدمة المواطن بل يقضون جل وقتهم مـتآمرين ضد بعضهم
البعض وضد المواطنين ان لم يكونوا خارج العراق في ايفادات بلا حدود. في
الفصل الرابع والاخير: يقف مقتدى الصدر (أعزه الله) على منصة، ليوضح سبب
اختفائه في الفترة الاخيرة عن ساحة المناوشات الاعلامية، فيخبرنا انه كان
مشغولا بكتابة مذكراته، وعنوانها: 'صفحات من الهدف النبيل من زيارة أربيل. .
مذكراتي فيما يخص زيارة أربيل وتداعياتها'. وبصوت ينضح بالأسى يبين سماحة
السيد تفاصيل ذهابه الى طهران ولقائه بالمالكي هناك (وكأن العراق بلا قاعات
لائقة بهما تصلح للقاء)، قائلا: 'حينما جاءني خبر زيارة المالكي إلى طهران
توقعت أنْ يكون هناك طلب من المسؤولين في طهران لِلّقاء به بصورة أو
بأخرى... وأنا على علم ويقين بأنَّ هذا الطلب جاء على رغبة من المالكي
نفسه* إلا انهم اعني (المالكي + طهران) لا يريدون أنْ يبُيّنوا أنَّ من
أراد اللقاء هو المالكي ' . ويستطرد السيد في قراءة مذكراته لقدم لنا
مفهوما جديدا للسيادة الوطنية، كما يراها ساسة العراق الجديد وعلى راسهم
المالكي، قائلا: 'ولا يفوتني أنْ أخبركم أنّ هذا اللقاء كان في بدايته
بحضور الوفد المرافق لي ...إلا انّ الوفدالمُرافق لي خرج ولم نبقَ إلا أنا
والسيد مصطفى اليعقوبي والشيخ الزهيري إضافة إلى (ضيف الشرف) وهو المالكي.
وكان في بعض فترات اللقاء يتواجد: قاسم سليماني. وهو قائد فيلق القدس في
إيران، بل وخارجها أيضا...!!<br />وفي نهاية المطاف أو اللقاء أخبرتُ المالكي
بأنني سأذهب إلى اربيل أو كردستان فهل من حاجة أُبلغها لهم لتقريب وجهات
النظر. فما كان جوابه إلا مصحوباً بتأييد قاسم سليماني: بأنْ لا تذهب
فذهابك فيه مُخاطَرَة أمنية وإضعاف شعبي. وقد وصفوا الأكراد بوصف لا أريد
ذكره هنا.. '.<br />هنا ينتهي مقتدى الصدر من التأكيد على انه لم يصغ الى
نصيحة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الحاضر في اجتماعه 'الخاص' مع المالكي
وان لم يوضح لنا لماذا لم يرفض هو حضور شخصية استخباراتية بارزة لدولة
اجنبية في لقاء خاص يجمعه ورئيس وزرائه ليتباحثا في شأن خاص بالعراق! <br />حال
انتهاء الصدر، يقف المالكي على منصة بعينين نصف مغمضتين تأثرا لما لحق
سيادة العراق من 'التدخل التركي' فيقول انه 'ليس من مصلحة تركيا او اي جهة
اخرى الاستهانة بالسيادة الوطنية وانتهاك قواعد التعامل الدولي وعدم
الالتزام بابسط الضوابط في علاقات الدول والمسؤولين'.<br />في نهاية 'سيادة'،
المسرحية العراقية الشكسبيرية، وبينما يواصل المالكي ومقتدى الوقوف على
منصتيهما ومع تداخل صوتيهما بقراءة الاكاذيب او التستر على الاكاذيب، يقف
الراوي على طرف المسرح، ناظرا اليهما وهو يسرد قائمة انتهاكات السيادة
الوطنية الطويلة في ظل الاحتلال بدءا من 'زيارات' جورج بوش وتوني بلير
ووزرائهما المفاجئة متى ماشاؤا واينما ارادوا وانتهاء باقتطاع الاراضي
وسرقة النفط وانشاء التحصينات جنوبا والقصف الايراني والتركي شمالا</span>. </div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-706698021701111182013-01-16T13:00:00.002+00:002013-01-17T23:32:10.935+00:00احتلال جهاز مكافحة الارهاب ببغداد<div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C08%5C08-03%5C03qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>03/08/2012</b></div>
<div style="text-align: right;">
<b> </b><span style="font-size: large;">من يراقب برامج التلفزيون العراقي، بقنواته المتعددة عموما، سيجد ان خارطة
العراق تحتل الصدارة في برنامجين. البرنامج الاول تقدم فيه نشرة اخبار
الكهرباء. حيث يبين مقدم البرنامج حصة الفولتية المتوفرة أو غير المتوفرة
للمحافظات والمدن وما ينتظرهم من مآس مقبلة على الخارطة. وهو برنامج فريد
من نوعه في العالم، يحق لساسة العراق الجديد، بميزانيتهم التي بلغت 110
مليارات سنويا، ان يسجلوه باسمائهم حفاظا على حقوق الملكية. <br />والسبب
الثاني لأبراز خارطة العراق في القنوات العراقية هو لتحديد اماكن العمليات
'الارهابية' في ارجاء البلد. ويشار الى الاماكن، عادة، بشكل نقاط بلون الدم
مع اظهار الاشلاء المتناثرة بشكل كومبيوتري مجسم، يحيل الضحايا الى اشكال
افتراضية، تماثل العاب الكمبيوتر، مما يجعل اظهارها على الشاشة مسألة تقنية
بحتة، ليتلقاها المشاهد بشكل سلبي لاعلاقة له بالمشاعر الانسانية. <br />وكما
ارتفعت درجات الحرارة في شهر تموز / يوليو الماضي، بشكل لامثيل له، ومع
انقطاع الكهرباء الذي بات البعض يطلق عليه اسم 'الغائب المنتظر'، وبالتزامن
مع حلول شهر رمضان، ارتفع معدل العمليات المستهدفة لقوات الشرطة والصحوة
ونقاط التفتيش والمعتقلات ودوائر الأمن التي تضم بين جدرانها أقبية التعذيب
والاعتقال، اي على كل ما يمثل سيادة الحكومة وقدرتها على حماية امن البلد
والمواطن بالاضافة الى كونها مؤشر امكانية الحكومة على الدفاع عن الدولة
والأمن القومي. وهي من المسلمات التي تتوجب صيانتها اذا ما كانت الحكومة
تريد المحافظة على امن المواطن وسلامته والدفاع عن حقوقه وكرامته في وطنه،
لا ان تهينه، كما هو ديدن حكومات الاحتلال المتعاقبة، في كل لحظة من لحظات
يومه. بدءا من انتهاك حقه بالحصول على الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء
والصحة والتعليم وحرية الحركة الى مداهمة البيوت والاعتقال والتعذيب
والاعدام. ناهيك عن انعدام الأمن الذي يستهدف كل المواطنين وتأسيس طائفية
التلاعب بالمشاعر الغريزية. <br />واذا ما كانت الولايات المتحدة الامريكية
قد بذرت الارهاب، في العالم عن طريق الاحتلال والمعتقلات، فان حكامها
بالنيابة، في البلدان العربية، خاصة العراق الجديد، متحمسون لتقليدها .
فساسة العراق الجديد، المتنازعون ابدا على السلطة والمال بحجج تتجدد
اسبوعيا، يجدون في ارهاب المواطنين وترويعهم، مسوغا لاستمرارية وجودهم
وحماية لمصالحهم وغطاء لفسادهم. متعامين، بالاشتراك مع اجهزة اعلامهم
ومثقفيهم، عن حقيقة اساسية وهي ان الارهاب يلد الارهاب. وابشع انواع
الارهاب واكثره تدميرا على حياة الانسان والوطن هو ارهاب الدولة. وهذا ما
يعيشه عراق اليوم . حيث يمتلك الارهاب الحكومي القوة الامنية (القوات
الخاصة والفرق القذرة) بالاضافة الى التحكم بالقضاء وتطبيق القانون كما
المادة 4 ارهاب وفقا لمصلحة الحكومة الطائفية. <br />وفي غياب القضاء النزيه،
صارت المادة 4 ارهاب سيفا مسلطا على رؤوس المواطنين طوال الوقت وقد يسقط
عليهم في اية لحظة كانت نتيجة شهادة احد المخبرين السريين. واذا ما كانت
منظمة العفو الدولية قد اصدرت في الاسبوع الماضي بيانا ادانت فيه وجود 197
مواطنا ينتظرون تنفيذ حكم الاعدام، فان كريستوف هينز، محقق الامم المتحدة
حول الاعدامات التعسفية، صرح يوم الجمعة قائلا: 'أن اعدام الكثيرين ومن
محافظة واحدة مقلق للغاية ويمكن أن يشكل خرقا للقانون الدولي'. متهما
العراق بانعدام الشفافية في استخدام عقوبة الإعدام. حاثا حكومة المالكي على
الكشف عن عدد عمليات الإعدام التي نفذت، وهوية السجناء المحكوم عليهم
بالإعدام، والرسوم والإجراءات القضائية ضدهم، ونتائج مراجعة قضاياهم.<br />وأدانت
منظمة العفو الدولية قضاء 'العراق الجديد'، يوم 31 تموز، لاصداره حكما
بسجن رمزي شهاب أحمد ( عمره 70 عاما ويحمل جنسية عراقية بريطانية) مدة 15
عاما بعد محاكمة لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة بتهمة 'تمويل جماعات إرهابية'.<br />وقد
حصلت منظمة العفو الدولية على وثائق المحاكمة وقامت بفحصها، لتصرح بعدها
أن جلسات المحاكمة كانت 'جائرة بشكل صارخ'. وكان رمزي قد سافر من بريطانيا
إلى العراق، في نوفمبر/تشرين الثاني 2009، في محاولة لتأمين إطلاق سراح
نجله المعتقل عمر'. بيد أنه قُبض عليه في منـزل أحد أقربائه في مدينة
الموصل في 7 كانون الأول/ديسمبر 2009. وقد احتُجز لمدة أربعة أشهر تقريباً
في سجن سري بالقرب من بغداد، وكان مكان وجوده مجهولاً تماماً بالنسبة
لعائلته. وذكر رمزي أنه تعرَّض خلال تلك الفترة للتعذيب، بما في ذلك الصعق
الكهربائي على أعضائه التناسلية والخنق بأكياس بلاستيكية، لإرغامه على
الإدلاء 'باعترافات' كاذبة بارتكاب أفعال إرهابية. ثم قُدم للمحاكمة في وقت
لاحق بتهم عديدة تتعلق بالإرهاب، استناداً إلى 'اعترافاته'. وقد قبلت
المحكمة معلومات زوَّدها بها مخبر سري، ولم يُسمح لمحامي رمزي بالطعن في
تلك المعلومات او احضار شهود كما قبلت المحكمة افادات اشخاص آخرين انتُزعت
اعترافاتهم تحت التعذيب'.<br />وقصة رمزي واحدة من آلاف القصص المروعة التي
عاشتها وتعيشها العوائل العراقية جراء ارهاب الحكومة الطائفية الفاسدة.
الارهاب الذي لم يعد خافيا الا على من يختار الا يرى من الساسة والاعلاميين
والمثقفين. فهل نستغرب اذا ما قامت 'مجموعات ارهابية' بعمليات يستهدف
معظمها معتقلات قد تضم 'ارهابيين وقياديي قاعدة' مثل الرجل المسن رمزي شهاب
احمد؟ وماذا عن بنايات الأمن الحكومية المحصنة التي تضم بين جدرانها، كما
في مديرية مكافحة الارهاب، طابقا خاصا بالتعذيب النفسي والجسدي بانواعه
وحسب شهادات عدد من المعتقلين السابقين؟ ماذا عن نقاط التفتيش وحراسها
الذين يجدون لذة قصوى في اهانة المواطنين واحتقارهم كما يفعل الصهاينة
بالفلسطينيين؟ فهل نستغرب اذا ما وصل البعض الى حافة الجنون ليرموا بانفسهم
والآخرين الى التهلكة؟ ألا يفسر هذا حملة استهداف المعتقلات ومراكز
الاحتجاز التي اشتعلت اوارها في الايام الماضية؟ وهل من المعقول ان تردد
كافة اجهزة الاعلام العراقية خبر 'تطهير مبنى مديرية مكافحة الارهاب
التابعة لوزارة الداخلية وسط بغداد من مسلحين' بنصه، نقلا عن المديرية،
وبدون طرح اي سؤال، مهما كان، حول صحة تفاصيل الخبر او المعلومات المحيطة
به وهوية 'الارهابيين' الذين نفذوا الهجوم، خاصة، وان مصدر الخبر هو ذات
الجهة الحكومية التي تداهم البيوت وتلقي القبض على الناس في حملات 'مكافحة
الأرهاب' التي اصبحت ذريعة لكتم الانفاس. وكان المستشار الاعلامي لرئيس
الجهاز قد وصف 'عملية 'الكرار' لتطهير مبنى المديرية التي انتهت بعد نحو 5
ساعات من القتال مع المهاجمين بانها ' عملية نوعية قام بها الجهاز ... وان
العملية اسفرت عن مقتل ثمانية من المسلحين... ولم يقتل أيا من منتسبي
مكافحة الارهاب '. فهل من المعقول تصديق كلام كهذا؟<br /> اية حكومة هي هذه
التي يهاجم مديرية مكافحة الارهاب فيها، وهي بمثابة 'قصر النهاية' في
السبعينيات، فيحتلها 'ارهابيون' بوضح النهار وبوسط العاصمة، عبورا بكافة
نقاط تفتيشها وجدرانها الكونكريتية وقوات أمنها وشرطتها وفرقها الخاصة ومن
بينها ' الفرقة الذهبية'، أو القذرة، التابعة لمكتب نوري المالكي والتي
شكلها الإحتلال من قتلة مجربين وتدربت بمستوى فرقهم الخاصة؟ أليست هذه
عملية نوعية للمهاجمين؟ وماذا عن عملية اقتحام سجن الحوت شمال بغداد، يوم
الخميس (2 آب الحالي)؟ ماذا عن نجاح 'الارهابيين' في اسقاط طائرة هليكوبتر
تابعة للجيش تم استدعاؤها لتوفير الحماية لنقطة تفتيش، الاسبوع الماضي، على
بعد 70 كيلومترا شمال شرق بغداد؟ <br />ان استخدام تهمة الارهاب الجاهزة
للترويع والتخويف وكتم الانفاس وترويجها وتناقلها بلا تمحيص او تساؤل، لم
يعد كافيا لتضليل المواطن، خاصة، بعد ان عاش بنفسه او من خلال احد افراد
عائلته او جيرانه تجربتها المريرة. أما بالنسبة الى النخب الهزيلة التي
جلبها الإحتلال، هل ينفع التذكير بأن تاريخها نفسه موصوف بالارهاب؟</span></div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-5304344333549049422.post-17105306457476438862013-01-16T12:58:00.002+00:002013-01-17T23:33:58.645+00:00مئات العراقيين في زنزانات الاعدام اليوم <div style="text-align: right;">
<a href="http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data%5C2012%5C07%5C07-27%5C27qpt698.htm"><b>القدس العربي</b></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b>27/07/2012</b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">تعاقبت مراحل تصفية العراقيين بعد الإحتلال من العمليات التي نفذتها قوات
المارينز الأمريكية بدءا، ثم الفرق العراقية القذرة التي إختار المارينز
عناصرها ودربوها طوال التسع سنوات الماضية، وبرفقة ميليشيات التطهير
الطائفية، حتى التصفيات القانونية بالجملة التي تخطط لها وتنفذها
'الحكومة'. بعض الميليشيات صارت جزءا لايتجزأ من الشرطة والجيش. أما الفرق
الخاصة، الأمريكية منها والعراقية فلم تكن فقاعات كي تختفي، بل ترسخت و
ألحقت بمكتب رئيس الوزراء، وبه أيضا التحق القضاء كما في أي حكم شمولي آخر.
الأساليب السابقة لم تستنفد تماما وإنما تجري بعيدا عن الأنظار، ليضاف
اليها، اليوم، تصفيات تصبغ بالقانون، كما في مجرى إنتقال رؤساء مافيات
سابقين الى الشرعية من خلال مكاتب الدولة. <br />التعتيم الاعلامي على
الكارثة في العراق منهجي من قبل معظم اجهزة الاعلام العربية والاجنبية،
بضمنها من يلعب دوره البارز تجاه مجازر سورية ومآسيها، في حين يواصل حكام
'العراق الجديد'، تصفية المواطنين. والتعتيم الأعلامي، كما هو معروف، ضرورة
لايمكن للحاكم المستبد، سادن القوى الاجنبية والمحتمي بها في آن واحد،
الاستغناء عنها. وباستثناء، منافذ قليلة، لم يعد للمواطن العراقي، من
يساعده على كشف جرائم وخروقات النظام الحالي.<br /> من بين الاستثناءات،
اصدار منظمتين دوليتين، في الاسبوع الماضي، بيان ادانة ونداء عاجل وتقرير
عن حال المواطن العراقي، في ظل نظام يجمع ما بين القمع والطائفية
والاستخذاء للاجنبي. وهي توليفة نادرة حتى بمقياس الانظمة العربية
والأقليمية المهمومة باضطهاد مواطنيها. <br />أدان البيان الذي اصدرته منظمة
العفو الدولية ' التفجيرات وقتل المدنيين في بغداد ومدن اخرى يوم الاثنين
23 تموز / أغسطس التي ادت الى قتل وجرح المئات' داعيا الى اجراء تحقيق فوري
ونزيه واخضاع مرتكبي الجرائم لقضاء عادل لايدين المتهم مسبقا بحكم
الاعدام. <br />أما النداء العاجل فقد اصدرته ذات المنظمة، بعد يوم واحد،
داعية فيه الى تحرك سريع لأيقاف تنفيد حكام الأعدام بحق 196 شخصا أعلنت
وزارة الداخلية، يوم 23 تموز / يوليو أن عقوبتهم في المرحلة النهائية، وعلى
وشك التنفيذ بعد ان ايدت محكمة النقض كل الاحكام. وكالعادة، لم يتم تقديم
أي تفاصيل حول الاشخاص المدانين، اسمائهم او التهم الموجهة ضدهم. كما انه
ليس من الواضح إذا كان قد تم بالفعل تنفيذ أي من أحكام الإعدام التي صادق
عليها مجلس الرئاسة العراقية. ويشير النداء الى انه قد تم، منذ بداية عام
2012 إعدام 70 شخصا على الاقل في العراق. <br />والمعروف ان عقوبة الإعدام
كانت قد ألغيت بعد الغزو الأنكلو أمريكي. ولكن اياد علاوي، حال تعيينه
رئيسا للوزراء من قبل الحاكم العسكري الامريكي بول بريمير، أعاد العمل بها
في آب/ أغسطس 2004. وحسبما جاء في نداء منظمة العفو: 'منذ ذلك الحين،
استخدمت عقوبة الإعدام على نطاق واسع جدا. اذ حكم على المئات بالإعدام،
وأعدم كثيرون'.<br /> وترى المنظمة ان عقوبة الإعدام تشكل انتهاكا لحقوق
الإنسان الأساسية، على النحو المنصوص عليه في المادتين 3 و 5 من الإعلان
العالمي لحقوق الإنسان أي حق الحياة والحق في عدم التعرض للتعذيب أو التعرض
لأية عقوبة قاسية أو لاإنسانية أو مهينة. وتعتبر المنظمة عقوبة الإعدام
منتهى القسوة واللاإنسانية والاهانة. وكان سعيد بومدوحة، الناطق باسم منظمة
العفو الدولية، قد صرح بداية العام الحالي، ان العراق يأتي في مرتبة
متقدمة في قائمة أسوأ البلدان من ناحية تنفيذ الاعدامات. واشار الى ان
اعداد المعتقلين الذين ينفذ بهم حكم الاعدام او الذين يقتلون تحت التعذيب
يفوق عدد الاعدامات المنفذة التي تعلن عنها الحكومة العراقية.<br />ودان
بومدوحة الهيئات القضائية العراقية التي قال انها 'تصدر احكام اعدام لا
تتوفر فيها المعايير الدولية حيث تقوم باصدار الاعدامات بناء على اعترافات
تعلم سلفا، انها منتزعة تحت التعذيب وخارج اطار المعايير الدولية. <br />وكان
نداء منظمة العفو الدولية قد جاء في اعقاب بيان أصدرته الحركة الشعبية
لإنقاذ العراق، بتاريخ 12 تموز/ يوليو حول خرق جسيم آخر لحقوق الانسان من
قبل نظام المالكي. اذ قام جلادون من استخبارات الفرقة الاتحادية الثانية في
الكاظمية (الشعبة الخامسة سابقا) بتعذيب الشاب صدام حسن مخلف وهيب بطاوي
بعد اعتقاله وشقيقه وعدد من ابناء منطقته يوم الثامن من تموز 2012. <br />واثناء
التعذيب توفي الشاب. ثم قام الجلادون بتقديم تقرير دونوا فيه انه توفي اثر
قفزه من السيارة محاولا الهرب. وقد قام عدي الزيدي، سكرتير عام الحركة
الشعبية، بتضمين البيان، معلومات تفصيلية باسماء الجلادين ورتبهم العسكرية
ومكان الاعتقال وتاريخه بالاضافة الى المعلومات الوافية عن الضحية. وهذه
مسألة مهمة جدا، ومن الضروري اتباعها، لتقديم المسؤولين عن التعذيب او
القتل الى العدالة ولو مستقبلا. وقد ادى شيوع خبر مقتل الشاب صدام مخلف تحت
التعذيب الوحشي الى اصدار المالكي توجيها يوم 25 تموز / يوليو الى وزارة
الداخلية ' بتشكيل لجنة تحقيقية في ملابسات حادث موت المتهم صدام مخلف
والمطلوب وفق المادة 4ارهاب وحجز الضباط المسؤولين عن الموضوع واحالتهم الى
القضاء في حال ثبوت تقصيرهم وعرض نتائج التحقيق امام وسائل الاعلام وبما
يضمن او يكفل حقوق الانسان'. وهذه خطوة قد تمنح الناس بعض الأمل فيما لو
طبقت ولم يتم الاكتفاء باستخدام 'التوجيه بتشكيل لجنة التحقيق'، كما مئات
اللجان التحقيقية السابقة، كاعلان دعائي لامتصاص النقمة ولتزيين صورة
النظام القمعي. وقامت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين باصدار تقرير عن
اللاجئين العراقيين المقيمين في سورية. جاء فيه أن 'العنف والتهديد أرغم
أكثر من عشرة الاف لاجئ عراقي في سوريا على الفرار خلال الأسبوع الماضي،
عاد معظمهم إلى بلادهم على الرغم من المخاوف الأمنية'. وعلى الرغم من تخوف
اللاجئين الهاربين من العودة وقلقهم إزاء الخطر الذي يتهدد سلامتهم في
العراق، الا انهم لم يجدوا مفرا من العودة بالنظر إلى التهديدات الأمنية في
سورية. وحسب <br />المكالمات الطارئة التي تلقتها المفوضية من اللاجئين
العائدين فانهم يطلبون المساعدات الغذائية والاحتياجات الأساسية كما هناك
حاجة ماسة إلى الرعاية الصحية ناهيك عن السكن والتعليم. ان انضمام المهجرين
السوريين الى العراقيين والعراقيين الى الفلسطينيين، خلال فترة قصيرة
نسبيا، ومعاملتهم بشكل مهين وبلا كرامة، ومع وجود حكام ومسؤولين متعامين
عما يجري، عربيا وعالميا، سيؤدي لامحالة الى خلق جيل جديد من الشباب الضائع
في البرزخ الشاسع الفاصل بين البلدان العربية نفسها من جهة والبلدان
العربية والعالم من جهة اخرى. انه جيل سيفاجئنا ويفاجأ العالم بما سيفعله. </span><b> </b></div>
azadihttp://www.blogger.com/profile/03867607648732388257noreply@blogger.com