Saturday 21 April 2007

هوشيار زيباري يرشح للفوز بجائزة التصريحات المضحكة

2007/04/02
تناقلت وكالات الانباء بتاريخ 27 آذار/ مارس، تصريحا مضحكا أطلقه احد رجال حكومة الاحتلال في العراق، وهو هوشيار زيباري ومنصبه حسب الخبر هو وزير الخارجية، وينص تصريح زيباري علي ان (ان حكومة بلاده تعرف واجباتها ازاء شعبها). ولئلا اتهم بالارهاب ومعاداة الحكومة التي تعرف واجباتها ازاء شعبها أو حتي الضحك بلا سبب اود ان أشير بسرعة الي الاخبار التي تناقلتها وكالات الانباء عن البلاد والشعب اللذين يتحدث عنهما زيباري في الايام الاخيرة. ولنبدأ بحال الشعب. ففي ظل خطة فرض القانون لاستباحة ما تبقي من حياة في العراق من قبل قوات الاحتلال وحكومة الميليشيات، يتم ارتكاب الجرائم بانواعها بدءا من القتل الجماعي الي التعذيب البشع وانتهاء بارهاب المواطنين ليقبلوا باقل القليل من كفاف الحياة حفظا للنفس الي الهجرة الجماعية والاستجداء في بلدان الجوار والوقوف في صفوف طويلة تؤلم حتي الناظر اليها عن مبعدة فكيف بحال من يعيشها، ويأمل الواقفون ان يسجلوا وهم ابناء البلد الغني الكريم في قوائم الامم المتحدة للاجئين منافسين بذلك لاجئي أفقر الدول واكثرها بؤسا. وقد وصل عدد من يعرف زيباري وحكومته واجباته تجاههم الاربعة ملايين لاجئ. ثلاثون بالمئة منهم ممن تعيلهم النساء، وقد نافسوا في عددهم وقسوة مايتعرضون له كارثة الهجرة الفلسطينية تحت الاحتلال الاسرائيلي في عام تأسيس الكيان الصهيوني واكراه اهل البلد الاصليين علي النزوح عنوة. فهل هذا هو ما يعنيه زيباري حين يصرح بان حكومته تعرف واجباتها ازاء شعبها؟ هل يعني بان اجبار الاربعة ملايين عراقي علي النزوح القسري قد خطط له لافراغ العراق من ابنائه تماما كما فعل الصهاينة في فلسطين ؟ أم انه مثل رئيسه يتمتع بروح النكتة علي حساب المواطنين؟ ومع المواطن العراقي المجبر علي الرحيل من وطنه، أجبر علي الهجرة ابن العراق الثاني اي الفلسطيني، وكما نعلم فان معظم الفلسطينيين بقوا في المخيمات المحيطة بوطنهم واستقبل العراق اللاجئين الفلسطينيين بشكل وجبات بدءا من عام 1948 ثم بعد حرب 1967 وأخيرا بعد حرب 1991 ليصل عددهم 34 ألف نسمة، فتربينا معهم ودرسنا معهم وخططنا مستقبلنا معهم وشاركناهم القتال ضد قوات الاحتلال الغازية لاراضيهم. وها هو المهاجر للمرة الثانية وخلال بضعة عقود يسرع وافراد عائلته نازحا من بلد احتضنه كأبن لحين عودته الي بلده بعد التحرير، تطارده ميليشيات وعصابات الهاغانا الصهيونية وهي ترتدي جسدا جديدا تغطيه بالعباءة والعمامة حينا والبدلة ورباط العنق الغربي حينا آخر تحت اسم (ديمقراطية في العراق الجديد)، ليقوم افرادها من قوات الغزو الانكلو امريكي الصهيوني والعصابات العراقية التي تربت وترعرعت علي ايدي المخابرات الامريكية والموساد وتلقت التدريبات في دورات نظمتها اجهزة الاحتلال ذات الخبرة في القتل والذبح وتقطيع الجثث في امريكا اللاتينية باسدال ستارة الظلام الدامس علي عيون كل المواطنين ونفيهم من بيوتهم. وبلغ عنف الميليشيات واستهانة حكومة الاحتلال بحياة الناس حدا دفع اللاجئين الفلسطينيين الي نشر نداء في الصحف وجهوه إلي القادة العرب عشية عقد القمة وهي ذاتها التي حضرها زيباري متباهيا بمعرفة حكومته بواجباتها، يناشدونهم العمل علي إنقاذهم من المليشيات الطائفية التي باتت تستهدفهم بشكل يومي والعمل علي اخراجهم من العراق باسرع وقت ممكن، محذرين من محاولة وفد الاحتلال طمر قضيتهم وتمييعها، قائلين وبالنص (ولا تصدقوه في ما سيقول من تعهدات بحمايتنا، فلو أرادت الحكومة العراقية أن تحمينا لكفت يد قواتها عنا، فهي من تعطي الإيعازات لتنفيذ الجرائم ضدنا، وهي من تشن الحملة الإعلامية ضدنا، وكما تعلمون فقد تعهدوا مرارا في المؤتمرات واللقاءات السابقة وترجموها علي أرض الواقع بجرائم أعنف من السابق). كما حذرت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن المساعدات الانسانية الخاصة بالعراقيين بلغت مرحلة حرجة في المنطقة وحثت المجتمع الدولي علي تقديم العون لسورية والاردن المجاورتين للعراق من أجل مواجهة العبء الثقيل الذي لم يعد بامكانهما تحمله، في الوقت الذي تختفي فيه مليارات تصدير النفط في جيوب مسؤولي الاحتلال الكبار في واشنطن ولندن وحراميته الصغار في المنطقة الخضراء. وصرح مدير المكتب الاقليمي للاجئين في جنيف بقوله بأن الوقت قد حان ليتحرك المجتمع الدولي بسرعة لتقديم العون للمجتمعات التي تستقبل اللاجئين العراقيين، محذرا من أن المفوضية سوف تضطرللتفكير في إقامة مخيمات للاجئين سواء في العراق أو في الدول المضيفة في حال وصول موجات جديدة من اللاجئين. هذا هو حال المواطن العراقي الهارب بجلده من جحيم (العراق الجديد) اما الباقي فيه فان حياته ليست افضل بكثير. فالخيام منصوبة من اجله في العديد من المناطق والمدن وهي في تزايد يومي، يقطنها المجبرون علي الهجرة الداخلية ووفق خريطة رسمها الاستعمار الانكلو امريكي ويشرف علي تنفيدها العملاء الصغار. ويتعرض سكان المخيمات لضيم العيش بلا استقرار او حلم بمستقبل وبلا دراسة لابنائهم او خدمات صحية تفي بمتطلباتهم. اما من ناحية الامان والسلامة فقد صرح مدير مستشفي قضاء تلعفر يوم الأربعاء إن عدد ضحايا إنفجارات السيارات المفخخة التي شهدها القضاء يوم الثلاثاء وحملة الإعدامات التي تلتها إرتفع ليصل إلي مصرع (155) وجرح (213) اخرين، فضلا عن وجود نحو (40) مختطفا لا يزال مصيرهم مجهولا. وأفاد مصدر في الجيش العراقي، أن مرتكبي المجزرة هم من رجال الشرطة وقد تم توقيف 13 شرطيا برسم التحقيق. وفي مدينة الموصل شمال العراق أفاد مصدر في الشرطة بأن قوات أمريكية اقتحمت منزل المواطن زيور محمد خليل وهو بائع مواد غدائية، وفتحوا نيران اسلحتهم علي افراد العائلة النائمين مما أدي إلي قتله مع ثلاثة من أبنائه واعتقلت اثنين اخرين. وفي بغداد اعلن مصدر في الشرطة يوم الخميس العثور علي 13 جثة مجهولة الهوية في انحاء متفرقة، وان جميع الجثث بدت عليها اثار تعذيب وكانت موثوقة الايدي ومعصوبة الاعين وقتل اصحابها رميا بالرصاص في منطقتي الرأس والصدر). وفي اليوم نفسه قتل 60 شخصا في مدينة الشعب بعد ساعات من انفجار مفخخة سببت قتل 40 شخصا في مدينة الخالص. ولئلا يشعر المواطنون في بعض انحاء بغداد ممن لم يطالهم ارهاب الشرطة وقوات الاحتلال بالغيرة من بقية المناطق المنكوبة اكد الناطق باسم خطة فرض القانون العميد قاسم عطا ان قواته مستمرة في تنفيذ خطة فرض القانون في جانبي الكرخ والرصافة. وفي مسابقة التصريحات الهزلية المضحكة، قدم الناطق باسم كتلة التيار الصدري في (البرلمان العراقي) في مقابلة مع راديو سوا، يوم الخميس، 29 آذار (مارس)، عرضا قد يمكنه من الفوز بالجائزة الاولي في مجال المراوغة (التقية) الحربائية حيث قال بأن كتلته لن تستمر في تأييد خطة فرض القانون في حال استمرار ما زعمت انه انتهاكات تمارسها قوات عراقية وأخري أمريكية ضد المدنيين في بغداد. من جهة أخري، اختار المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم ان يظهر للمواطنين العراقيين ماهية فهمه لواجبه ازاء الشعب العراقي، كما فعل يوم زار الحكيم ايران ليؤكد ضرورة ان يدفع العراقيون تعويضات الحرب الايرانية العراقية الي الحكومة الايرانية وبلا تقاعس، حيث ابدي استعداده للاتصال بايران من أجل حل أزمة البحارة البريطانيين المحتجزين في طهران في حال طُلب منه ذلك، ولم ينبس ببنت شفة عن مأساة المهجرين العراقيين او قتلاهم من الضحايا الابرياء. الا يحق لنا، ازاء الكوارث والمجازر اليومية والهجرة الجماعية التي يعيشها الكبار والصغار من اهلنا، وتحولهم الي متسولين علي حدود البلدان، واستباحة اعراض نساءنا، واختلاسات مسؤولو الاحتلال، أن نضحك لنحافظ علي سلامة عقولنا، عندما يطلق احدهم، وهو ينفخ اوداجه متباهيا، تصريحا يقول فيه (ان حكومة بلاده تعرف واجباتها ازاء شعبها