Tuesday 22 May 2007

مستخدمو الاحتلال من العراقيين درع لحماية المحتل

2007/05/21

ماستقرأونه ليس قصة من وحي المخيلة بل حدثا واقعيا سأنقله اليكم كما تم بثه ونشره من قبل راديو دجلة يوم الخميس 17 أيار (مايو) 2007، الساعة 11:57 صباحاً، بتوقيت بغداد، وتحت عنوان: القوات الامريكية تعتقل مسنا في الموصل. يقول الخبر: اعتقلت القوات الامريكية احد الاشخاص المسنين في مدينة الموصل يوم الاربعاء عندما رفض دخول كلاب التفتيش المرافقة لتلك القوات إلي داره. وقال مصدر امني: ان القوات الأمريكية قامت باعتقال مواطن مسن لرفضه دخول الكلاب الأمريكية إلي داره أثناء عملية التفتيش التي قامت بها تلك القوات لبعض مناطق الموصل ومن بينها داره الكائنة في حي القادسية شمال شرقي مدينة الموصل.وان المعتقل رجل مسن يبلغ من العمر80 عاما كما أنه أطرش وأعمي... كما أطلقت القوات الأمريكية النار علي سيارة صالون كانت تسير علي الجسرالثالث الذي يربط بين جانبي مدينة الموصل مما أدي إلي جرح امرأة وإبنها وتم نقلهما إلي المستشفي للعلاج. ولم يذكرالمصدرأي تفاصيل أخري عن ملابسات الحادث . كيف نقرأ خبرا كهذا بدون ان يعمينا الغضب فنتفوه ونكتب ما لا يحمد عقباه سلوكا وأدبا؟ كيف نتماسك عقلا؟ كيف يمكننا التحكم بمشاعرنا تجاه من سيسبب ظلما جللا لانسان نعرف جيدا بانه سيعاني الكثير وبلا سبب؟ لقد تصورت أبو أحمد المسن الاطرش والاعمي وهو يتعرض للاهانة والاحتقار في أحد مراكز التوقيف العسكرية الامريكية. تصوروا ما سيتعرض اليه من ضحك واستهزاء واستخدامه كأداة للتسلية. هل تذكرون المرأة المسنة المعتقلة في ابو غريب لمدة سبعة اشهر والتي كان يأمرها الجلاد الامريكي وبمساعدة المترجمين العراقيين والعرب بالزحف علي اربع مثل حيوان، لا لشيء بل لتكون امثولة لبقية النساء ولتسلي جلادي ابو غريب الذين يعانون من الضجر حسب تعبير احدهم؟ وهل تذكرون الشاب المريض عقليا الذي كان يستخدم كل مساء كموضوع لتصويرهم أشرطة الفيديو والصور لبيعها في مواقع الدعارة علي الانترنت بعد ان يجبر علي التعري وتلويثه بالغائط كمادة للتسلية والضحك بعقلية جندي ( التحرير) الامريكي المريضة الي حد التقزز؟ هل تذكرون صور المعتقلين في بوكا وكروبر ومالحقهم من اذلال منذ لحظة اعتقالهم واستمر في بعض الحالات لعدة سنوات؟ هل تذكرون اللقطات التي بثتها قناة السي ان ان الامريكية، وهي القناة التي لا يمكن اتهامها من قبل ساسة حكومة الاحتلال بانها ارهابية، بتاريخ 26 تشرين الاول (أكتوبر) 2003، الساعة الثامنة مساء، حيث يقول مقدم البرنامج معلقا علي شريط فيديو: جريح، عراقي آخر يتلوي علي الارض وبجانبه مسدسه. يقتله المارينز ثم يطلق صرخة فرح. ثم نري ونسمع المارينز قائلا: انتم موتي الان ... كان احساسا رائعا. ثم نسمع صوتا آمرا يصرخ: أطلق النار. ونسمع صوت اطلاق النار واطلاق المارينز أصوات البهجة والاحتفال لاصابة العراقيين. وعندما يسأل المعلق المارينز عن احساسه ساعة قتله العراقيين يقول: أعني... بعده ... ماذا أقول، نعم، تشعر بانه كان عملا رائعا فتقول لنفعل ذلك ثانية . نعم، لنفعل ذلك ثانية، لنقتل العراقيين، هذه هو ما قاله الجندي الامريكي المنتشي لمرأي الجريح القتيل قبل ان يشرع بارتكاب جرائمه الواحدة بعد الاخري بلا حساب او عقاب . بعدها تناوب الغزاة علي اغتصاب ابنتنا عبير وحرقوها وقتلوا عائلتها، وتبول الجندي الامريكي علي المواطن الشهيد العراقي بعد اغتياله في حديثة، بعدها وصل عدد شهداء العراق المليون وهو في تزايد مستمر وكل ذلك يتم في بلد يصر ساسته علي انه بلد مستقل يتمتع بالسيادة ويزور رئيس جمهوريته واشنطن ولندن ليقبل وجنات محرريه ضاحكا مازحا شاكرا مبتهلا دوام نعمتهم عليه؟ فكيف نخاطب مرتكبي مثل هذه الجرائم وكيف نتعامل مع الشهود الصامتين وهم في موضع المسؤولية حسب ادعائهم؟ احاول جاهدة وانا اكتب في صفحات الرأي عن مصائبنا في العراق المحتل، ان اراجع الموضوع عدة مرات، أن امنح نفسي بضع ساعات اضافية للقراءة ثانية وثالثة، لافرغ الرأي من شحنة الغضب العارم التي قد تعمي الكاتب احيانا فتوقعه في حالة أقرب ما تكون الي الهستيريا ومايرافقها، احيانا، من استخدام الكلمات المسيئة والبذيئة التي قد تسيء الي الكاتب وفكرته وما يحاول ايصاله الي القارئ، فتصبح الفكرة، التي قد تكون جوهرة صغيرة ملوثة بوحل الغضب مما يمنع رؤيتها علي حقيقتها. فلا يتمكن القارئ، وهوبأشد الحاجة الي مساعدة الكاتب كما هو الكاتب، اذا ماكان التواصل بين الاثنين هو المتوخي، من لمس جوهر الرسالة، خاصة، وان القارئ مستهدف هذه الايام بكثرة المعلومات والرسائل والتصريحات والتقارير، بواسطة الاعلام التقليدي من صحف ومجلات والاعلام المرئي المسموع والاعلام الالكتروني الحديث. وها أنا أبذل اقصي جهدي للمحافظة علي هدوء الكلمة المكتوبة وأنا اعيش مأساة وطننا وشعبنا التي تجاوزت حدود البحث عن الكلمات اللائقة . وأصبحت هما كالصخرة نحمله في دواخلنا ونحن نرصد أفعال من يدعون تمثيل الشعب وهمومه. ها هو رئيس الجمهورية، رئيس الحزب الوطني الكردستاني، ورئيس الوزراء، الامين العام لحزب الدعوة الاسلامي ونوابه من الحزب الاسلامي العراقي والمجلس الاعلي الاسلامي والديمقراطي الكردستاني، يقفزون من بلد الي آخر مستجدين بقاء القوات ذاتها التي تنحر ابناء العراق بشكل مباشر وغير مباشر، ها هو مراسل بول بريمر موفق الربيعي حريص علي أمن امريكا وليس العراق، ها هو برهم صالح متسولا بقاء جنود الاحتلال ولو كلفه ذلك اثارة غضب (نواب الشعب) بعد ان تفاوض علي تقليل عطلتهم الصيفية من شهرين، يقضونها خارج البلاد وبعيدا عن العباد، الي اسبوعين. وها أنا أفشل في تهدئة نفسي وأنا أري الشرطة البريطانية والشرطة البرتغالية تعمل سوية للتحقيق في حادث اختطاف طفلة بريطانية في الثالثة من عمرها، قامت الدنيا ولم تقعد من اجل العثور عليها، بينما يشارك ساسة الاحتلال باحزابهم الطائفية وميليشياتها وميزانياتها الهائلة و29 ألف جندي امريكي تم جلبه خصيصا الي بغداد بكامل عدته وعتاده بحجة القضاء علي الارهاب واستتباب الامن والامان فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة اعتقال رجل مسن في الثمانين من عمره، وزيادة المعتقلين عشوائيا بنسبة 60 بالمئة حسب تقرير الصليب الاحمر الدولي والتهجير القسري لـ90 ألف مواطن شهريا وبناء جدران العزل الطائفي واعلان الاحكام العرفية ومنع التجول في عدة مدن وعلي مدي اسابيع كما في مدينة سامراء، تاركين المواطنين بلا ماء وكهرباء وطعام، واغلاق المستشفيات واستهداف الاطباء بحجة معالجتهم ( الارهابيين) وكأن واجب الطبيب هو قتل المريض، فضلا عن نهب الاموال والارواح. كل هذا يحدث ونحن نصغي ليلا نهارا للاسطوانة المشروخة عن حكومة الوحدة الوطنية المنتخبة وتشريعاتها وتوصيات نوابها التي باتت عروضهم علي مسرح البرلمان توازي ابتذال المسرح من الدرجة العاشرة. فالاستقلال والسيادة والوحدة الوطنية والنزاهة والشفافية كلها تتم في ظل أكبر سفارة امريكية في العالم واشدها تحصينا. السفارة التي عبر السفيرالأمريكي الجديد رايان كروكر عن قلقه لان الشقق الـ600 المقاومة للإنفجارات داخل السفارة الجديدة لن تكون كافية مؤكداً الحاجة إلي مئات الشقق الأخري، كما انها لن تتسع لعدد الموظفين الكبير الذي تجاوزالألف فضلاً عن وجود 200 موظف جلبوا من دول عربية مجاورة للعراق وحلوا بديلاً عن الموظفين العراقيين الذين لا يستطيعون العمل بسبب المخاطر التي يتعرضون لها خارج المنطقة الخضراء، حسب صحيفة الواشنطن بوست ليوم الاربعاء. مما يعني ان مستخدمي الاحتلال من وزراء وعسكريين ونواب عراقيين والعمال الفيليبين والمنظفين من بقية دول العالم الفقيرة الاخري الذين يسمح لهم، بسبب الحاجة الماسة الي خدماتهم، بدخول المنطقة الخضراء سينامون ويجتمعون ويخدمون خارج بيت السيد المحصن المقاوم للانفجارات مما يعني أيضا بان أجساد المستخدمين هي، عمليا، الدرع الواقي للسيد. والا كيف يبرر قتل العشرات من المستخدمين العراقيين والفيليبين والهنود في المنطقة الخضراء بينما لايمس الامريكي والبريطاني بخدش! فكيف نتعامل، تحليلا علي الاقل، مع حكومة عبيد كهذه؟ كيف نصفها؟ قارنوا بين موقف الشيخ أبو أحمد بكبريائه وعزة نفسه وقدرته علي ان يقول لا بمواقف ساسة الاحتلال، فلابد وان تجدون انفسكم مثلي علي وشك استخدام مفردات قد تليق بهذه الحكومة الا انها لن تليق بالقارئ الكريم، لذلك سأكتفي هنا باستعارة بيت من قصيدة اللصوص لشاعرتنا الكبيرة نازك الملائكة، تصف فيها جشع المستعمر ونهبه الثروات وينطبق وصفها علي الاحتلال ومستخدميه اليوم تماما، حيث تقول: ولصوص هناك كثار، كلهم جشع وخداع/ أقبلوا من وراء البحار، يسرقون طعام الجياع/ نزلوا أرضك السمراء، يسرقون الجني والتمور/ يأخذون الثري والهواء، يخطفون الندي والنور.