Sunday 1 June 2008

القنوات الفضائية تقطف ثمار الترويج للارهاب الامريكي

2007/11/25

في خضم التضليل الاعلامي المكثف من قبل ادارة الاحتلال الانكلو ـ أمريكي ـ الصهيوني للعراق، تولي الادارة الامريكية ومؤسساتها الناشطة في مجال الاعلام الدعائي الاستخباراتي، أهمية خاصة للعمل المشترك مع المتعاونين معها ممن تطلق عليهم المنشورات المطبوعة لقيادة جيش الاحتلال الامريكي مصطلح (الدولة المضيفة)، أي البلد المحتل.وقد قام الجنرال دافيد بترياس، القائد العام لقوات الاحتلال الامريكية في العراق، بالاشتراك مع الجنرال جيمس أموس باعادة كتابة وتحديث مطبوع عنوانه (الدليل الميداني للجيش الامريكي ومشاة البحرية لمكافحة التمرد) ليتلاءم مع الاستراتيجية العسكرية الامريكية في القرن الحادي والعشرين وليستخدم بشكل خاص في العراق المحتل. وكان دليل الجيش قد كتب في عام 1986 ودليل مشاة البحرية في 1980 ولم تتم مراجعتهما وصياغتهما في مطبوع واحد غير الان. وأنا اعتقد بان ترجمة الدليل وقراءته ضرورية لفهم منظور العدو الاعلامي ضمن القوات المسلحة بدءا من استخدام المصطلحات المضللة وتشويه دور المقاومة وانتهاء بكيفية تسخير العملاء سياسيا واغواء ضعفاء النفوس بالمال. وتوجد بين المرحلتين مراحل فرعية متعددة يطرحها الدليل كأسلوب لقيادة وتطبيق العمليات العسكرية مع التأكيد علي تخطيط الدور السياسي للعملاء وجعلهم واجهة لاية عملية عسكرية مهما كانت طبيعتها، للتأكيد ، كما نشهد في العراق اليوم، بأن عمليات العنف والاقتتال هي داخلية بحتة ونتيجة التفرقة والعنف المستشري بين ابناء (الدولة المضيفة) وليس بين قوات الاحتلال من جهة والقوات المناهضة للاحتلال من جهة أخري. ويشير الدليل المطبوع باشراف الجنرال بترايوس ، الاب الروحي لعملية (فرض القانون) التي أدت الي اضافة 30 ألف جندي أمريكي في منطقة بغداد لوحدها، وبمباركة حكومة الميليشيات، في الفصل الخامس المعنون كيفية اجراء العمليات المضادة للتمرد، الي ان النقطة الاولي المهمة هي التنسيق بين القوات الامريكية وقوات (الدولة المضيفة) وسياسييها لاظهار حكومة الدولة المضيفة بانها حكومة شرعية أو العمل علي اضافة صبغة الشرعية عليها! ولن اتناول هنا طبيعة العمليات العسكرية وكيفية التخطيط لها وتطبيقها علي ارض الواقع العراقي بل سأركز علي جانب التضليل الاعلامي لأهميته الموازية، ضمن منظور ادارة الاحتلال، للعمليات العسكرية نفسها. حيث يؤكد الدليل، بشكل خاص، علي اهمية القيام بما يسمي (العمليات المعلوماتية) للاغراض الدعائية ووجوب تطبيقها مهما كان الثمن. ويلخص الدليل أهداف العمليات المعلوماتية باربع نقاط اساسية، وهي: أولا العمل علي خلق صورة ايجابية عن شرعية (الدولة المضيفة) وقدراتها. ويتم فعلا تطبيق المنظور من خلال اصرار اجهزة الاحتلال الاعلامية علي تقديم حكومة الميليشيات باعتبارها حكومة شرعية تمثل الشعب العراقي عبر الانتخابات (الديمقراطية). ويكفينا ان نصغي لاي منخرط في صناعة عملية الاحتلال في العراق سواء كان امريكيا ام بريطانيا ام عراقيا لندرك بان صيغة البسملة المفضلة لديهم هي: (الحكومة العراقية حكومة شرعية منتخبة ديمقراطيا). وتغنينا هزالة الادعاء عن مناقشته. تتناول النقطة الثانية في الدليل أهمية تأمين الدعم المحلي والاقليمي والعالمي لعمليات الجيش الامريكي (المضادة للتمرد في الدولة المضيفة). وهو ما يجري عمليا في العراق حيث تتسابق الاحزاب والمنظمات، وليدة اللحظة والحاجة الاعلامية للاحتلال، مع بعض الهيئات والدول الاقليمية لعقد المؤتمرات، خارج العراق بطبيعة الحال، التي تجعل من (تحقيق السلام الامريكي) في العراق وفلسطين، شعارا لها. معتمة في الوقت نفسه علي الحقيقة الواضحة وهي ان السلام هو صنو العدالة وان السلام لن يتحقق في ظل احتلال غاشم يغتال ويشرد ابناء البلاد بلا مساءلة او عقاب.تركز النقطة الثالثة في دليل مكافحة المتمردين علي (اهمية الترويج الاعلامي المكثف لعنف المتمردين وارهابهم). حيث تصرف ادارة الاحتلال ملايين الدولارات (وهي اموال منهوبة اساسا من نفط الشعب العراقي) علي كتابة المقالات والاعلانات والدعايات التلفزيونية الترويجية، المدفوعة الثمن بسخاء، التي باتت تشغل حيزا متزايدا في معظم القنوات الفضائية التلفزيونية العراقية والعربية، ويهدف معظمها الي الترويج بان ما يجري في العراق من قتل وتشريد واستهداف للحياة الانسانية انما هو بسبب (ارهاب المتمردين)، أو لتشويش الصورة أكثر لدي المشاهد، خلط (ارهاب المتمردين) مع (الحرب العالمية علي الارهاب)، مع مراعاة عدم الاشارة من قريب او بعيد الي الاحتلال وقواته ومرتزقته من شركات الحماية التي تكون جيشا موازيا لجيش الاحتلال متعدد الجنسيات وكلهم يتمتعون بالحصانة من المساءلة القانونية محليا ودوليا. وقد وصلت فترة الاعلانات الترويجية عن (ارهاب المتمردين) في بعض القنوات مدة تزيد علي الربع ساعة ولعدة مرات في اليوم. ولاننا نعرف جيدا بان لكل ثانية اعلانية في التلفزيون سعرا كبيرا، سيتبين لنا من بعض الحسابات الرياضية البسيطة مقدار ما تربحه القنوات الفضائية العراقية والعربية من ميزانية الاحتلال لتشويه صورة اي شكل من اشكال المقاومة بشكل مباشر او غير مباشر وتحت غطاء محاربة الارهاب. مما يدفعنا الي الاعتقاد بان جوهر الاعلام الترويجي المشوه للمقاومة العراقية وخلطها بالارهاب العالمي ما هو في النهاية غير ترويج معلوماتي مبطن لارهاب الاحتلال الامريكي ـ الصهيوني.وتشير النقطة الرابعة في الدليل علي ضرورة بث المعلومات المناهضة لاعلام (المتمردين) وتقديم البديل الواقعي لايديولوجيتهم وخطابهم، بعد التعرف علي طبيعة المشاهدين من خلال العمل مع اعلاميي (الدولة المضيفة)، ورسم استراتيجية مخاطبة كل فئة اجتماعية علي حدة. وافضل مثال علي اسلوب الاحتلال في تطبيق البند هو تأسيسهم او دعمهم لتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات وفتح العديد من القنوات التلفزيونية التي يخاطب كل واحد منها فئة دينية او طائفية او عرقية معينة لاغراق المشاهد بخطاب المظلوميات والمرجعيات والانتقام الطائفي والعرقي ولايعنيها الشعب العراقي ككل.وتحت البند نفسه ينصح الدليل قوات الاحتلال العسكري بان تكون ملمة بكل جوانب (العمليات المعلوماتية) وألا تهملها مهما كانت طبيعة عملياتها العسكرية. وان يتم تحميل (المتمردين) كل اسباب (الارهاب والعنف) المستشري في العراق. ولعل قراءة واحد من البيانات العسكرية الصادرة عن قيادة قوات الاحتلال الامريكية تعطينا مثالا واضحا علي طبيعة تطبيق البند. فقد أصدر جيش الاحتلال الامريكي قبل اسبوعين بيانا جاء فيه: (إن عناصر مشبوهين من القاعدة قتلوا خلال عمليات نفذت غرب الطارمية. وأن هذه العمليات أسفرت أيضا عن اعتقال 21 شخصا، وإن القوات الامريكية استدعت الطائرات لمهاجمة مسلحين شوهدوا وهم يتحركون بشكل معاد في منطقة العمليات وإن أحدهم قتل. وأن القوات البرية تقدمت بعد ذلك نحو المنطقة وتعرضت لاطلاق نار، مما اضطرها لاستدعاء الطائرات مجددا وأسفر ذلك عن مقتل 24 مسلحا). وقد تم التركيز في التصريح العسكري اعلاه علي ان من تم قتلهم هم من المشتبه في كونهم من القاعدة لتغطية حجم الجريمة الكبيرة بحق المواطنين وخطواتها الارهابية العسكرية من استهداف وقتل (للمشبوهين) وهو ادعاء شائع في كل تصريحات قوات الاحتلال وليس بامكان احد التحقق من مدي صحته الي استخدام الطائرات في قصفها الاحياء السكنية وتهديم البيوت علي رؤوس ساكنيها من نساء ورجال واطفال الي حملات الدهم والاعتقال والقتل بحجة تحرك المواطنين العراقيين (بشكل معاد)! لقد خصصت القيادة العسكرية الامريكية للاحتلال اموالا طائلة، تختلسها يوميا من نفطنا وتحفنا ومواقعنا الاثرية المتروكة لاعمال النهب والسلب، للترويج الاعلامي المضلل لشرعية حكومة الميليشيات ولتشويه صورة المقاومة وتقديمها الي العالم باعتبارها المسؤولة الاولي والاخيرة عن (الارهاب) بينما تتغاضي وعملاؤها الاوفياء من العراقيين عن التطرق الي أصل الارهاب وجرائمه البشعة. متجاهلين ان غالبية الشعب العراقي، ووفق استفتاءات الرأي العالمية، يؤيدون عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال وأنهم ضد مخططات التقسيم والتجزئة وانهم يريدون انهاء الاحتلال الغاشم ليعود العراق مستقلا، موحدا أبيا